تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و"أَضِيع بين الرِّجْلِين" (يضيع بين الأقدام المتزاحمة فلا يشعر به أحد لتفاهة شأنه) ص320، و"نداعبه ونهزّر معه" ص325، "فَتْح البُوز" (الفم) ص352، و"لَكْلَكَ (الكروان) بصوته الربانى الساحر" ص363.

أما قول بدير إن الحسين كبير الطباخين كان ينتقده على الإكثار من قوله: "إدِّينى، وَدِّينى، البتاع، البتوع" فهو واسع حبتين، إذ إن الراوى لم ينطق قط فى أى موضع من الرواية بأية كلمة من هذه الكلمات. إن الكاتبة إنما تريد أن تشير إلى بعض ما يميز العامية المصرية، والسلام. لكن فاتها أنها هى ذاتها قد قالت مرارا فى روايتها إن بدير كان يتحدث القبطية. ستقول: ولكنه شرع يتحدث العربية فى بغداد فى قصر الخليفة. وسنقول نحن: ماشٍ. لكن هل كلمة "البتاع" مثلا من عامية أهل العراق؟ بل هل كان المصريون يستعملون تلك الكلمة فى ذلك التاريخ؟ ولقد كنت أعرف أن هناك قصيدة زجلية لأحمد فؤاد نجم عن "البتاع"، وإن لم أكن قد سمعتها أو قرأتها من قبل، فقلت فى عقل بالى: ولم لا تهديها للكاتبة التى فتحت على لسان الحسين الطباخ موضوع "البتاع"؟ وها هى ذى زجلية نجم، التى لم أجدها رغم ذلك بالحلاوة والقوة التى توقعتها قبل قراءتها:

يا للي فتحت البتاع

فتْحك على مقفول

لأن أصل البتاع

واصل على موصول

فأىشئ في البتاع

الناس تشوف على طول

والناس تموت في البتاع

فيبقي مين مسؤول؟

وإزاي حتفتح بتاع

في وسط ناس بتقول

بأن هذا البتاع

جاب الخرابمشمول؟

لأنه حتة بتاع

جاهل

غبي

مخبول

أمر بفتح البتاع

لأنه كانمسطول!

وبعد فتح البتاع

جابوا الهوا المنقول

نكس عشوش البتاع

وهَدّ كلأصول

وفات في غيط البتاع

قامْ سمِّم المحصول

وخلاّ لونالبتاع

أصفر

حزين

مهزول

وساد قانون البتاع

ولا علهْ ولامعلول

فالقاضي بتع البتاع

فالحق ع المقتول

والجهل زاد في البتاع

ولا مقري

ولا منقول

والخوف

سرح في البتاع

خلا الديابه تصول

وبقي البتاع في البتاع

والناس صايبها ذهول

وِانْ حَدّ قال: دا البتاع

يقولوا لهْ: مش معقول

وناس تعيش بالبتاع

وناس تموت بالفول

وناس تنام ع البتاع

وناس تنام كشكول

آدي اللي جابه البتاع

جاب الخراب بالطول

لأنه حتة بتاع

مخلب لراس الغول

باع البتاع بالبتاع

وعشان يعيش على طول

عين حرس بالبتاع

وبرضه مات مقتول

والآن فإننا نتساءل: لماذا يا ترى تنكبت الكاتبة اللغة الفصحى فى كثير من مواضع الرواية لحساب العامية، وبخاصة أن الاستعمالات العامية التى يستخدمها بدير لم تكن معروفة بعد؟ والطريف أن الرواية رغم ذلك كله قد وُصِفَتْ (فى موقع " the tanjara"، الذى سبقت الإشارة إليه) بأنها تستعمل مستويات مركبة من "الخطاب" (أى "مستويات متعددة من الكتابة" بلغة البسطاء الذين لا يعرفون شيئا من هذه الرطانات): " The text uses complex levels of discourse". إن مثل هذا الكلام لا محل له من الإعراب فى روايتنا هذه، إذ إن استعمال العامية هو نقطة ضعف شنيعة فى عمل الكاتبة. فكيف يقلب بعض الناس الحقائق، ويمجدون ما حقه الانتقاد والتصويب؟

ومما يعيب الرواية أيضا كثرة ما فيها من عدم اتساق فى كلام الأشخاص أو فى سلوكهم أو فى سرد الراوى للأحداث ... إلخ. فعلى سبيل التمثيل نجد الراوى (ص20 وما بعدها) يذكر كراهية رجال البيعة لثاونا الراهب، الذى كان بينه وبين الراوى مودة خاصة، لكن دون أن يورد سببا واحدا لتلك الكراهية، مكتفيا بالحديث عنها كأنها مسألة طبيعة لا تحتاج إلى تفسير أو تعليل. وبعد ذلك بأربع صفحات نسمع يقول له: "لماذا تظن أنهم يريدون التخلص منك؟ " هكذا بضمير الغائبين كأنه يكلمه عن ناس سبق بينهما الحديث عنهم رغم أن ثاونا لم يقل له شيئا من ذلك قط ولا دار بينهما حوار بهذا المعنى بتاتا.

وفى الصفحة الحادية والثلاثين وما يليها يجد القارئ وصفا ملتهبا لما كان بدير يحسه فى جسده وهو صبى صغير نحو آمونة، التى كانت تشتغل فى حقلهم قبل أن يلتحق بالكنيسة ويصير قيّما من قَوَمتها، وكذلك تقبيله لها وتجميشه إياها وتعريته لملابسها إلى أن انتهى الأمر كما ينتهى عادة فى مثل تلك الحال إلى المواقعة الجنسية. ثم تكرر ذلك مرارا. وكل هذا مفهوم، لكن الذى لا أستطيع فهمه هو أن يستمر الولد والبنت فى ممارسة تلك اللعبة فترة غير قصيرة دون أن يشغلا ذهنيهما بأن من الممكن حدوث حمل. أمن المعقول ذلك؟ أنا لا أقصد مناقشة الأمر من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير