تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومع هذا كله نرى رؤوف مسعد النصرانى المتمركس ينتقد سلوى بكر على تحول بدير إلى الإسلام، وإن نفى أن يكون ذلك أو غيره راجعا إلى عوامل دينية، لا سمح الله ("لاسمح الله" هذه من عندياتى أنا)، إذ قال عن مصرى نصرانى اسمه عوض الله ادعى عبد الحكيم قاسم فى إحدى رواياته أن الإخوان المسلمين أَغْرَوْه، على عكس رغبته، باعتناق الإسلام، لكنه قبل أن يصل إلى المسجد الذى كان عليه أن يعلن إسلامه فيه فاضت روحه على بابه: "قبل أيام كتب الناقد جابر عصفور مقالاً مهمًّا في صحيفة "الحياة" تناول فيه رواية "المهدي" لعبد الحكيم قاسم، التي تحكي عن فترة الاختيارات الصعبة، إذ سلّط الضوء على شخصية المعلم عوض الله عوض الله، ذلك القبطي الفقير الذي كان يعيش في مدينة طنطا، وكيف اضطره عسر الحال إلى مغادرة غرفته الصغيرة هو وزوجته وأطفاله والرحيل إلى القرى المجاورة واستقراره في قرية محلة الجياد، وتحت وطأة الحاجة المادية، ونتيجة لضغوط "الإخوان المسلمون" الذين أقنعوه بأن يؤلف قلبه ويُسْلِم، ويسمي نفسه: المهدي. وفي أثناء التطواف في المدينة يتفاقم عليه المرض وترتفع عنده الحمى فيموت عند باب المسجد. والمفارقة: تتسلل زوجه وسط هذه الحشود باكية لتأخذ زوجها في حضنها وتصلي عليه "باسم الرب يسوع المسيح" وترسم على صدرها علامة الصليب. لقد تناول عبد الحكيم قاسم هذا الموضوع، وهو غير مسيحي، ولكنه يعرف المنطقة التي كتب عنها بشكل جيد، كما أنه يعرف معاناة الأقباط جيدا. وهو نفسه متحدّر من أسرة صوفية. كما كتبت سلوى بكر رواية "البشموري"، ولكن الفرق واضح بين الروايتين. فعبد الحكيم قاسم أمات البطل القبطي قبل أن ينطق الشهادتين، في حين أن سلوى بكر تابعت البشموري وجعلته في النهاية يؤمن بالإسلام، ويرتد عن المسيحية، ويرجع إلى مصر مسلمًا بعد أن أُجبر على الهجرة في عصر المأمون بسبب الثورة التي قام بها مسلمون ومسيحيون في الدلتا نتيجة المظالم التي تعرضوا لها. لقد قمع المأمون هذه الثورة، ونفى الثوار، وشتتهم في مختلف أصقاع الإمبراطورية الإسلامية. سلوى بكر لم تستطع أن تبقي بطلها مسيحيا، وهذه مشكلة في الرؤية. أي كيف يرى الكاتب نفسه في التاريخ؟ وما هو موقفه من التاريخ؟ أنا في "مزاج التماسيح" أعتبر نفسي مزيجًا من الثقافة الفرعونية والقبطية والعربية، الجاهلية منها والإسلامية. فحينما أتحدث عن المشكلات التي يعاني منه الأقباط، فأنا أتحدث عن موقف ثقافي، وليس عن موقف ديني. وهنا يكمن الاختلاف الكبير بيني وبين الآخرين الذين يتهمونني بالتعصب الديني. فكيف أتعصب دينيًّا وأنا غير مؤمن؟ أنا محصَّلة ثقافات مختلفة، وعندما أتحدث عن الأقباط، فأنا أتحدث بحيادية تامة، مثلما أتحدث عن حق الأكراد في الحياة الحرة الكريمة، مثلما أتحدث عن حق العراقيين المنفيين وما إلى ذلك. أعتقد أن عبد الحكيم قاسم استطاع أن يقترب من رؤيتي ككاتب ومنظّر، في حين تخاذلت سلوى بكر ونكصت نتيجة للضغوط الخارجية القوية التي كانت تتعرض لها في مجتمع متخلف" (من حوار له مع عدنان عدنان حسين أحمد ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=22650##) فى موقع "الحوار المتمدن" عنوانه: "الروائي المصري رؤوف مسعد لـ"الحوار المتمدن": المكاشفة تحتاج إلى شجاعة، والشجاعة لا تأتي دائما لأن لها مواسم")، وهو ما يعنى أن سلوى بكر لا هى تعجب واحدا قبطيا ماركسيا مفتوح الذهن ومفتوح غير الذهن، ولا واحدا متخلفا مغلق العقل والقلب مثلى. بالله من أين تلقاها سلوى بكر؟ منى أم من رؤوف مسعد؟ مسكينة الكاتبة. ومنا لله نحن الاثنين، أو منى أنا على الأقل. لكن المضحك هى تأكيد رؤوف مسعد أنه لا يستنكر ما فعلته سلوى بكر من منطلق التعصب الدينى. فمن أى منطلق إذن يا مسعد، أسعدك الله؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير