تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 Sep 2010, 03:07 م]ـ

الحمد لله، وبعد ..

إطلالة مميزة، تدل بحق على ذهن صاف، وجودة فهم، وحسن ربط بين الأدلة للإفحام.

وهذه سمة مهمة لمن يعتني كثيراً بالمناظرات أو الردود، أن يعتني بربط ما يقرأ بشتى الفنون، ومن هنا تظهر الملكة العلمية في فنون القراءة، وكيفية الاستفادة منها.

حفظك الله يا خليل الفائدة، ونفع بك، وزداك الله العظيم من فضله ولنا جميعاً

بارك الله فيك أبا العالية، وأرجو أن أكونَ كما ذكرتَ وزيادة.

وأجاب الله دعاءَك، وكافأك بالمثل.

والله الموفق وحده.

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 Sep 2010, 05:20 م]ـ

وحمل ما يوهم التشبيه على ما يقتضي التنزيه تأويل ليس فيه تعطيل

قال نعيم بن حماد: «من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، فليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه»

سبب مقاله رحمه الله هو أن المعطلة كالجهمية والمعتزلة كانوا يأوّلون الصفات لأنهم يرون أن ظاهرها تشبيه، ويسمّون السلف الذين أثبتوا تلك الصفات "مشبهة"، فصرف الجهمية والمعتزلة نصوص الصفات عن ظاهرها (أي أوّلوها)، فسمّوهم السلف "معطلة"، ولو كان السلف يفوضون معنى الصفة كما تقول، لما سمّاهم المعطلة "مشبهة"، لأنهم يكونون حينئذٍ مثل المعتزلة والجهمية في أنهم يصرفونها عن معناها الظاهر، ويختلفون عنهم في تحديد المعنى غير الظاهر، فتفويض المعنى هو تأويل إجمالي كما في شرح البيجوري على الجوهرة.

الجهمية أوّلت اليد في قوله تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] بالقوة، كما قال الحافظ أبو عيسى الترمذي في سننه: (وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ. وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَا هُنَا الْقُوَّةُ.

والمعتزلة والأشاعرة المأولون قالوا بنفس الأمر، إلا أن أفرادهم اختلفوا في المعنى المختار لليد في هذه الآية، فبعضهم أولها بالقوة وآخرون أولوها بشيء آخر، ولكن منهجهم واحد وهو صرف نصوص الصفات عن ظاهرها.

ومفوضة المعنى فعلوا مثلهم في صرف النص عن ظاهره، واختلفوا عنهم في أن المأولة حددوا معنى معين، والمفوضة فوضوا المعنى المأول إلى الله عز وجل.

أما أن ظاهر هذه النصوص تشبيه، فهذا باطل، فالتشبيه فقط في عقول بعض الناس، يظن أن إثبات الصفة المذكورة في الكتاب أو السنة تشبيها، وسبب ذلك هو أنه تخيل الصفة وصورها في رأسه فشبّه الصفة في عقله، فظن أنه يلزم منه التشبيه فعطل الصفة بتأويلها، حيث أنه لم يعقل يدا أو بصرا أو غضبا أو ضحكا ... إلخ مخالف لما هو في المخلوقات، فبدل أن يسلم حقيقتها لله عز وجل، أنكر ظاهرها، وصرفها لمعنى آخر رأى أنه موافق للتنزيه، فأصبح بذلك مشبها مُعطلا.

قال ابن بطة العكبري الحنبلي (ت. 387 هـ) في الإبانة: (الجهمية ترد هذه الأحاديث وتجحدها وتكذب الرواة، وفي تكذيبها لهذه الأحاديث رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاندة له، ومن رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد على الله؛ قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، فإذا قامت الحُّجة على الجَهْمِي، وعلم صحة هذه الأحاديث ولم يقدر على جحدها، قال: الحديث صحيح، وإنما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”ينزل ربنا في كل ليلة“ ينزل أمره. قلنا: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”ينزل الله عز وجل“، ”وينزل ربنا“ ولو أراد أمره لقال: «ينزل أمر ربنا». فيقول (الجهمي): إن قلنا: "ينزل"، فقد قلنا: إنه يزول والله لا يزول، ولو كان ينزل لزال؛ لأن كل نازل زائل.

فقلنا: أوَ لستم تزعمون أنكم تنفون التشبيه عن رب العالمين؟ فقد صرتم بهذه المقالة إلى أقبح التشبيه، وأشد الخلاف؛ لأنكم إن جحدتم الآثار، وكذبتم بالحديث، رددتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، وكذبتم خبره، وإن قلتم: لا ينزل إلا بزوال، فقد شبهتموه بخلقه، وزعمتم أنه لا يقدر أن ينزل إلا بزواله على وصف المخلوق الذي إذا كان بمكان خلا منه مكان. لكنا نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم ونقبل ما جاء به فإنا بذلك أمرنا وإليه ندبنا، فنقول كما قال: ”ينزل ربنا عز وجل“ ولا نقول: إنه يزول، بل ينزل كيف شاء، لا نصف نزوله، ولا نحدّه، ولا نقول: إن نزوله زواله.)

للمزيد من كلام السلف وأئمة السنة في موضوع التشبيه انظر هنا ( http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)

.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير