تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في حال الرخاء ويتعرف عليه في حال الرخاء؛ بحيث إذا أصابه شدة أو مأزق أو جاءه ضائقة أو شيء؛ يعرفه الله -جل وعلا - ((تعرف على الله في الرخاء؛ يعرفك في الشدة)) ثم كثير من الإخوان ومن الخيار ومن طلاب العلم يهجرون بلدانهم وأهليهم إلى الأماكن المقدسة في الأوقات الفاضلة من أجل أن يتفرغ للعبادة؛ ثم إذا فتح المصحف عجز يقرأ، يعني مع الجهاد يقرأ جزء بين صلاة العصر وهو وجالس ما طلع من المسجد الحرام إلى أذان المغرب يالله يقرأ جزء، يقرى ويتلفت! ويناظر عسى الله يجيب أحد! إن جاب أحد و إلا قام يدور! لأنه ما تعود، صعب، وبالراحة بعض الناس ما يغير جلسته، يقرأ عشرة وهو مرتاح! لأنه تعود، والمسألة مسألة تعود.

أهمية علوم الآلة

** لا بد أن نقرأ ما يعيننا على فهم الكتاب والسنة، ونحن في قراءتنا للغة العربية أجرنا كمن يقرأ القرآن أو يفسر القرآن، لماذا؟

لأنه وسيلة، والوسائل لها أحكام المقاصد، أنت قرأت اللغة العربية من أجل أيش؟ أن تفهم الكتاب والسنة، لك أجر من يتعلم الكتاب والسنة، قرأت في علوم الحديث لكي تعرف ما يثبت وما لا يثبت من حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - لك أجر من يقرأ ويقرأ الحديث؛ لأن الوسائل لها أحكام الغايات، قرأت في أصول الفقه لتعرف كيف تتعامل مع النصوص، نصوص الكتاب والسنة، لك أجر من يتعلم ويعلم الكتاب والسنة؛ لأنك لا تتعلم هذا العلم بمفرده، نعم قد يكون بعض الناس يفني عمره بهذه الوسائل، ولا يصل إلى الغايات.

مثل هذا محروم؛ لأن هذه وسائل، كمن يمشي من أجل الخطا، وأجر الخطا إلى المسجد، فإذا وصل باب المسجد وقف، ما دخل، فهذه وسيلة، وأجر الخطا إنما رتب من أجل الصلاة، فمن خرج إلى الصلاة لا ينهزه إلا الصلاة له بكل خطوة حسنة، فإذا اقتصر على الوسيلة مشى، تطهر في بيته، وخطا إلى المسجد خمسين خطوة، مائة خطوة، ألف خطوة، ثم وقف عند الباب، نقول: هذا مثل من يتخصص باللغة العربية، ولا يستعمل هذه اللغة في علم الكتاب والسنة وفهم الكتاب والسنة، وقل مثل هذا في كل العلوم الوسائل؛ لأن القصد من معرفة اللغة العربية فهم الوحيين، القصد من علوم الآلة عموما كيفية التعامل مع نصوص الوحيين، فليكن همنا الكتاب والسنة، ولا يمنع ذلك، لا يعني هذا أني أقول للإخوان: لا تقرؤوا في اللغة العربية، لا تقرؤوا في أصول اللغة، ولا في علوم الحديث، ولا في قواعد التفسير، لا، هذه أمور لا بد منها لفهم الغاية، التي هي نصوص الكتاب والسنة.

كيف يتعامل شخص ما عرف اللغة العربية مع كتاب أنزل بلغة العرب؟ كيف يفرق بين الحقائق الواردة في القرآن، الألفاظ الواردة في القرآن، كيف يتعامل معها على أنها حقائق لغوية، أو عرفية، أو شرعية؟ حتى يعرف هذه الحقائق.

فعلى طالب العلم أن يهتم بهذا غاية الاهتمام، ويأخذ منه ما يكفيه ولا يزيد على ذلك، قد تحتاج الأمة إلى متخصصين في اللغة العربية يفيدون أهل العلم فيما يحتاجون إليه من عويص المسائل، ودقائق المسائل، لكن - والحمد لله - ما يكفي لفهم الوحيين أمره ميسور.

أثر رؤية ومجالسة الصالحين

** لا شك أن المجالسة لها أثر على النفس، وكم من شخص أثر في الناس بمرآه فقط قبل أن يتكلم، وكثير من أهل العلم إذا ترجموا لشيوخهم يذكرون شيئا من ذلك، وأنهم يستفيدون من رؤية الشيخ أكثر من علمه، وذكر ابن الجوزي في ترجمة أحد شيوخه في فهرسته أنه استفاد من بكائه أكثر من فائدته من علمه؛ ولا شك أن مثل هذا مؤثر جدا، رؤية الشيخ العامل بعلمه، الداعي إلى علمه المعلم، معلم الناس الخير؛ لا شك أنه مؤثر، قد لا يتيسر لكثير من الناس زيارة مثل هؤلاء، إن تيسر فليحرص على ذلك، إن لم يتيسر؛ فليقرأ في أخبارهم، أخبار هؤلاء الأخيار، وهؤلاء الصلحاء، وعلى رأسهم مقدمهم - عليه الصلاة والسلام -؛ فليدم النظر طالب العلم في سيرته -عليه الصلاة والسلام -، ويسمعها غيره من عامة الناس؛ لكي يقتدوا به، ويأتسوا به، من ذلكم سير الصالحين من الصحابة والتابعين؛ لا شك أن لها أثرا كبيرا في نفوس الناس، وفيها أيضا شحذ الهمم من حيث الإقتداء والائتساء بهم.

ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[05 Oct 2010, 10:33 م]ـ

(3)

أزيز كأزيز المرجل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير