تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبما أن عبادة الحج عبادة خاصة، يجتمع في موسمها الكثير من الناس في مكان محدود وزمان محدود؛ فإن طبيعة المناسك تقتضي بالضرورة أن يحصل شيء مما لا ترتاح له النفوس أو لم تتعود عليه من ضيق وتأخر وتعثر؛ سواء في الطريق أم في الحافلات أم في أماكن الاستحمام أم في السلاليم الضوئية.

وكذا ما يحصل من ازدحام شديد أثناء محاولة تقبيل الحجر الأسود، ورمي الجمرات، وحتى في السكن المخصص للحجاج من كل بلد، حيث يجد الحاج نفسه في مسكن مكترى ومع أفراد قد تكون له بهم معرفة مسبقة وقد لا تكون.

وكل هذه الأمور تجعل الحاج في اختبار مهم مع نفسه، هل ينجح فيه أو يخفق؟. لهذا تُطلب السكينة في هذا المنسك، ولأهميتها نادى الرسول الكريم بالتمسك بها وحث عليها وهو يقوم بأداء المناسك.حيث ثبت عنه قوله صل1 وقد رأى ازدحام الناس وإسراع بعضهم وتثاقل آخرين، وقوة بعضهم وضعف آخرين فنبه الى الأهم: " عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع. (الاسراع) [61] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn61). وفي رواية قال صل1: " عليكم بالسكينة والوقار، فإن البر ليس بإيجاف الإبل والخيل، فما رأيت ناقة رافعة يدها عادية حتى بلغت منى [62] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn62)".. وفي رواية (تعدو) بدل عادية [63] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn63)..

6- التحكم في الجوارح:

عن ابن عباس رض2 قال: كان فلان رديف رسول الله يوم عرفة قال: فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، قال: وجعل رسول الله صل1 يصرف وجهه بيده من خلفه مرارا، قال: وجعل الفتى يلاحظ إليهن، قال: فقال له رسول الله صل1: " يا ابن أخي: إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له ". [64] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn64)

فالمسلم في كل العبادات التي يتقرب بها الى الله، يعبده بكل جوارحه، ولا يقوم بأداء الشعائر كأداء المهام التقنية، بل يجب أن يحس بحلاوة العبادة ويتذوقها، وهذا لا يتم إلا إذا أخضع جميع جوارحه لله تعالى، فالعين غاضة الطرف عن محارم الله، واللسان مقيد إلا عن ذكر الله، والأذن صماء إلا عما يرضي الله، واليد مسلسلة إلا عن الخير والمعروف، والرجل لا تمشي فيما يسخط الله، والبطن لا تقبل أن يدخلها ما عنه نهى الله.

وينبغي للحاج أن يتجنب ما يلي:

1 - الرفث: من رفث يرفث بكسر الفاء وضمها، وهو الجماع وغيره مما يكون بين المرأة والرجل، يعني من تقبيل ومغازلة ونحوهما، وهو أيضا الفحش من القول وكلام النساء في الجماع [65] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn65). ومنه قوله تعالى: " أحل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم " (البقرة/187). وهو رذيلة ساقطة توغر القلب وتذهب بالاحترام وتغرس العداوة والبغضاء بين الأفراد. وهو كل كلام ساقط يُستحيى من التلفظ به والاستماع إليه، وتشمئز منه النفس وترفضه المروءة، فمثله لا يصدر إلا من سفهاء الناس وغوغائهم. وهو من الأمور المنهي عنها في الحج لقوله صل1: " من حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " .. [66] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn66)

2- الفسوق: من الفسق، ويعني: الخروج عن طريق الحق وترك أمر الله كما فسق إبليس عن أمر ربه [67] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn67).. وفي الحديث سميت الفأرة فويسقة، تصغير فاسقة، لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها. قال صل1: " خمروا الآنية وأوكوا السقية وأجيفوا الأبواب وأكفتوا صبيانكم عند العشاء، فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت". . [68] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn68)

وقال أيضا صل1: " خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الفأرة والعقرب والحديا والغراب والكلب العقور ". [69] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn69) . وإنما سميت هذه الحيوانات فواسق على الاستعارة لخبثهن [70] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn70).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير