والفسوق أنواع:
أ-جميع المعاصي: وهو قول ابن عباس وابن عمر رض2وعطاء والحسن رحمهما الله، حيث قال ابن عمر رض1: " إتيان معاصي الله عز وجل في حال إحرامه بالحج كقتل الصيد وقص الظفر وأخذ الشعر وشبه ذلك [71] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn71) .
- الذبح لغير الله: وهو قول مالك وابن زيد [72] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn72)
لأن الحج لا يخلو عن ذبح، وكان أهل الجاهلية يذبحونه لغير الله فسقا، فشرعه الله تعالى لوجهه نسكا. ومنه قوله تعالى: " أو فسقا أهل به لغير الله به " .. (الأنعام/145).
- التنابز بالألقاب: قاله الضحاك رح1، ومنه قوله تعالى: " ولا تنابزوا بالألقاب بيس الاسم الفسوق بعد الايمان ". (الحجرات/11). ومنه قوله صل1: " سباب المسلم فسوق ". [73] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn73). وقال النووي في الاذكار: " اتفق العلماء على تحريم تلقيب الانسان بما يكرهه سواء كان صفة له كالأعمش، والأعرج والأحول والأصفر أم كان صفة لأبيه أو لأمه أم غير ذلك مما يكرهه ". [74] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn74)
قال ابن العربي المعافري رح1: " والصحيح جميعها " .. [75] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn75)
وقد حذر منه الرسول الكريم وبشر من تجنبه المغفرة التامة فقال صل1: "من حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " .. [76] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn76)
بل حذر من رمي المؤمن به فقال صل1: " لا يرمي رجل رجلا بالفسوق أو يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك ". [77] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn77).
والفسوق في مقام الحج ينصرف الى الآثام والمعاصي التي تهدم الأواصر وتفكك الروابط، كالسباب والشتائم والغيبة والنميمة وتتبع العورات وغيرها من الأمراض اللسانية التي تسهم في تفكك العلاقة بين أفراد المجتمع.
3 - الجدال: ويطلق في اللغة على معان [78] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn78). أهمها:
أ-الصرع والغلبة، تقول: جدل الرجل، أي صرعه وغلبه في الجدل.
ب-الاتقان والاحسان، تقول: جدل الحبل جدلا أي أحكم فتله وأتقن.
ج-شدة الخصومة والمناقشة، تقول: جادله مجادلة وجدالا، ناقشه وخاصمه ومنه قوله سبحانه: " وجادلهم بالتي هي أحسن ". (النحل/125).
د-مقابلة الحجة بالحجة: جادل فلان فلانا، أي قابل حجته بحجته عنده.
ولا تعارض بين هذه المعاني جميعها، فإن إتقان الخصومة وحسنها والمناقشة؛ ينتهي الى الصرع والغلبة غالبا.
وهو في الاصطلاح: القصد الى إفحام الغير وتعجيزه وتنقيصه بالقدح في كلامه، ونسبته الى القصور والجهل فيه " وهو غالبا ما يكون في المسائل العلمية .. [79] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn79)
وللعلماء في الجدال في الحج أقوال مختلفة: منها المماراة والسباب والاختلاف في زمن المناسك أو أماكنها أو طريقة الأداء، وهذا لا يجوز مطلقا [80] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn80).. لقول الرسول صل1: " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والارض " [81] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn81)؛ ليتبين بذلك أن أمر الحج له يومه ووقته، وقوله صل1: " خذوا عني مناسككم". [82] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn82) وأن مواقف الحج ومواضعه واضحة بينة ولا ينبغي الجدال فيها.
والجدال في الحج من الأعمال المنهي عنها لقول الله تعالى: " الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ". (البقرة/197). ولأنه من أقبح الخصال وأشنعها؛ لما يسببه من اختلاف وفرقة تسهم في التنافر والقطيعة بين المسلمين والاخوة والاصدقاء والمقربين.
¥