ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 12:10 م]ـ
هلا وغلا وألف مرحبا بأخي الحبيب الغالي العالم منذر
الله يبارك فيك وفي علمك وادبك
نعم، هو ما تفضلتم به، وتتمة الخبر؛ كما جاء في الأغاني والخزانة:
وهذا البيت من قصيدة لحكيم الأعور بن عياش الكلبي، من شعراء الشام، هجا بها مضر ورمى فيها امرأة الكميت بن زيد بأهل الحبس، لما فر منه بثياب امرأته. وسبب حبس الكميت على وجه الاختصار، أن حكيماً الأعور هذا كان ولعاً بهجاء مضر، فكانت شعراء مضر تهجوه وتجيبه، وكان الكميت يقول: هو والله أشعر منكم! قالوا: فأجب الرجل! قال: إن خالد بن عبد الله القسري محسن إلي فلا أقدر أن أرد عليه.
قالوا: فاسمع بإذنك ما يقول في بنات عمك وبنات خالك من الهجاء!!! فأنشدوه ذلك، فحمي الكميت لعشيرته فقال المذهبة التي أولها:
ألا حييت عنا يا مدينا
وأحسن فيها، وهي زهاء ثلاثمائة بيت لم يترك فيها حياً من أحياء اليمن إلا هجاهم. ومنها: "الوافر"
ولا أعني بذلك أسفليكم = ولكني أريد به الذوينا
وتقدم شرحه، وهو الشاهد السادس عشر؛ وعرض الكميت فيها بأخذ الفرس والحبشة وغيرهما نساء اليمن بقوله:
لنا قمر السماء وكل نجم = تشير إليه أيدي المهتدينا
وما ضربت بنات بني نزار = هوائج من فحول الأعجمينا
وما حملوا الحمير على عتاق = مطهمة فيلفوا منغلينا
و"الهوائج": جمع هائج، وهو الفحل الذي يشتهي الضراب. وبلغ خالداً القسري خبر هذه القصيدة فقال: والله لأقتلنه.
ثم اشترى ثلاثين جارية في نهاية الحسن فرواهن القصائد الهاشميات للكميت، ودسهن مع نخاس إلى هشام بن عبد الملك فاشتراهن، فأنشدنه يوماً القصائد المذكورة فكتب إلى خالد، وكان يومئذ عامله بالعراق: أن ابعث إلي برأس الكميت. فأخذه خالد وحبسه، فوجه الكميت إلى امرأته، ولبس ثيابها وتركها في موضعه وهرب من الحبس، فلما علم خالد أراد أن ينكل بالمرأة، فاجتمعت بنو أسد إليه وقالوا: ما سبيلك على امرأة لنا خدعت! فخافهم وخلا سبيلها، ثم إن الكميت اتصل بمسلمة بن هشام، فشفع فيه عند والده فشفعه.
وقيل:
إن سبب هجاء الكميت أهل اليمن أن حكيماً الأعور هذا، كان يهجو علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وبني هاشم جميعاً، وكان منقطعاًإلى بني أمية، فانتدب له الكميت رحمه الله تعالى، فهجاه وسبه وأجابه، ولج الهجاء بينهما، وكان الكميت يخاف أن يفصح بشعره عن علي رضي الله عنه؛ لما وقع بينه وبين هشام، وكان يظهر أن هجاءه إياه للعصبية التي بين عدنان جد مضر وبي قحطان أبي اليمن.
ودمتَ بودٍّ