[إعراب المضاف إلى ياء المتكلم]
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 06:29 م]ـ
تضيف الاسم إلى ياء المتكلم فلا تراه منتهيًا بعلامة إعراب، نحو: جاء قومي، ورأيت قومي، ومررت بقومي. "لأن الياء تذهب بالعلامة" (ابن خالويه، اعراب ثلاثين سورة، ص54)، وهذا مخالف لنمط الاسم المعرب، فكان من تفسير النحويين ما يرده إلى نمطيته الأساسية بتقدير الضمة أو الفتحة أو الكسرة ([1] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn1)) زاعمين أن ياء المتكلم تقتضي كسرة مناسبة قبلها وسميت حركة المناسبة أو كسرة المناسبة (الصبان، حاشيته على شرح الأشموني، 1: 135)، غير أن لنحوي ألمعي هو السهيلي قولا آخر لا يخرج اللفظ إلى ما يحوج إلى التقدير، وهو قول يعتمد على التغير الصوتي، قال: "والجواب أن الضمة التي هي علامة الرفع في الفاعل هي واو قصيرة الصوت كما تقدم، والواو تنقلب ياء عند مجاورة الياء، فتقول: هؤلاء مسلميّ. فالواو -وهي علامة الرفع- قد انقلبت بالمجاورة ياء، فكذلك الضمة إذا قلت: مسلم تنقلب كسرة إذا أضفته إلى نفسك ... فالكسرة الموجودة في اللفظ إذا قلت: قومي عين الضمة التي قبل الإضافة ... وأما في حال الخفض، فالكسرة التي هي علامة الخفض ممتزجة بصوت الياء إذا كانت الياء ساكنة، وباقية على حالها إذا كانت متحركة ... وأما الفتحة فقد غلب عليها صوت الياء، فاستوت مع الكسرة ... ولا سيما والفتحة أضعف الحركات فاستوى لفظ علامات الإعراب في هذا الباب لما ذكرناه من العلل والأسباب" (السهيلي، نتائج الفكر 243 - 244).وأشار السهيلي في قوله إلى حالين لياء المتكلم مشهورتين عند النحويين وهي تسكين الياء وتحريكها، والقول عندي أن الياء لا تكون إلا متحركة، ثم إن هذه الياء المتحركة تحذف بحركتها فيعوض عنها بمطل الكسرة السابقة عليها، ولعل الكتابة الصوتية توضح هذا:
ق ـَ و م ـُ + ي ـَ > ق ـَ و م ـِ ي ـَ > ق ـَ و م ـِ x > ق ـَ و م ـِ ـِ = قَومي
ق ـَ و م ـَ + ي ـَ > ق ـَ و م ـِ ي ـَ > ق ـَ و م ـِ x > ق ـَ و م ـِ ـِ = قَومي
ق ـَ و م ـِ + ي ـَ > ق ـَ و م ـِ ي ـَ > ق ـَ و م ـِ x > ق ـَ و م ـِ ـِ = قَومي
والخلاصة أن العلامات الإعرابية نهاية الاسم المضاف إلى ياء المتكلم تماثل الياء فتصير كسرة، وتحذف ياء المتكلم بفتحتها فيعوض عنهما بمطل الكسرة، فما يسمع ياء في (قوميْ) ليس سوى الكسرة في (قومِيَ) بعد الحذف ومطل الكسرة.
بقي أن نقول إننا في تعليم النحو للصغار وغير المتخصصين لا نحتاج إلى هذا البيان من تقدير أو تفسير، بل يكفي أن نبين أن المضاف إلى ياء المتكلم فاعل أو مفعول أو مجرور دون أن نعني أنفسنا بتكلف بيان حال الحركات.
([1]) يعد ابن مالك الكسرة على بابها غير مقدرة بل علامة ظاهرة.
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 10:26 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا العزيز ..
هل في بالكم أستاذي العزيز مشروع كتاب يلم شتات نظريتكم الصوتية وعلاقتها بالإعراب , لأننا في حاجة لمثل هذه الدراسة متكاملة ليسهل فهم المراد بشكل شمولي .... ؟؟؟
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 12:35 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذنا العزيز ..
هل في بالكم أستاذي العزيز مشروع كتاب يلم شتات نظريتكم الصوتية وعلاقتها بالإعراب , لأننا في حاجة لمثل هذه الدراسة متكاملة ليسهل فهم المراد بشكل شمولي .... ؟؟؟
أشكرك أيها العزيز لثقتك بي وحسن ظنك، وإنما هي جملة من المحاولات المتواضعة إن استوت في يوم وقدر لها أن ترى النور فذلك أملي. وبارك الله فيك فمنك ومن أمثالك أستمد التشجيع.
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 08:14 م]ـ
يعلم الله استاذنا أننا بحاجة لمثل هذه الدراسات القادرة على كسر الرتابة النحوية , والقادرة على أن تكون بيئة خصبة للنقاش النحوي الفعال والمنتج ...
أسأل الله أن يأخذ بيدك لتكمل أمرا لا نية لك فيه إلا الخير للجميع