[النحو العربى بين الفلسفة والتطبيق]
ـ[أبو هلا]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 11:43 م]ـ
:::
أغرقنا أنفسنا فى فلسفة النحو حتى كدنا نغفل التطبيق، فقد تجد اختبار النحو قد أعد و نسى واضعه أن يطلب من الطلاب ضبط الكلمات قبل إعرابها.
- لقد بدأ النحو بسيطا مع أبى الأسود الدؤلى لضبط الكلمات بالحركات، وكانت هذه غايته، ولكن الأعاجم زادوا فى تفصيلاته وتفريعاته، واهتموا بفلسفته اهتماما كبيرا كما يذكر لنا ابن خلدون فى كتابه المشهور.
-وسار الخلف على نهج من سلف ليتضخم النحو العربى ويعانى من التخمة والجمود، ونسينا أن العربى فى البادية كان يتكلم العربية بطلاقة رفعا ونصبا وجرا دون إلمام بقواعد النحو، فقد كانت الممارسة السليمة فى بيئته تغنيه عن هذه القواعد التى لم تكن قد وضعت بعد.
-كل ما أحلم به أن تظهر اللغة العربية بوجهها المشرق لتطل على العالم من خلال التركيز على الضبط لا على فلسفة النحو، فكل ما يهمنى أن يضبط الطالب الكلمة ضبطا صحيحا، أما تفسيره لسبب الضبط، فينبغى ألا نوجه إليه كل اهتمامنا.
-لست أقصد أن نلغى ما يدرسه الطلاب من علم النحو، ولكن أن يكون اهتمامنا منصبا على ضبط الكلمات، فيكفينى أن يقول الطالب أن الكلمة مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة أو ساكنة دون الدخول فى التفصيلات.
-إن ضبط الطالب لفقرة تعرض عليه ضبطا صحيحا تغنينا عن عصره بمجموعة من الألغاز وتخبرنا بما لايدع مجالا للشك عن محصوله منها، و تعرض اللغة العربية فى صورتها الزاهية بعيدا عن التخلف والجمود.
والله أعلم
وافر التحية
أبو هلا
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 12:47 ص]ـ
وكيف يضبط الطالب الكلمة إن رفعا أو نصبا أو جرا دون إدراك وإلمام بتفاصيل النحو؟
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 09:01 ص]ـ
أهلا أخي أبا هلا
أوافقك كل الموافقة في أن نفصل بين مسألتين، إحداهما تعلم اللغة مهاراتها فهمًا وتحدثًا وكتابة، وهذه المهارات ليست بحاجة إلى النحو العلمي المهتم بالتعليل والتفسير، ويمكن أن يتقن الدارس تلك المهارات دون أن يتعلم النحو تعلمًا مباشرًا، ويمكن أن تذكى تلك المهارات بالنحو التطبيقي وهو مختلف عن النحو النظري.
أما المسألة الأخرى فهي النحو النظري وهو كغيره من العلوم العقلية لا بد لمن أراد التخصص به أن يدرك مصطلحاته وعلله وما يتعلق به من فلسفة وتاريخ.
ـ[فيان القيسي]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 03:03 م]ـ
وهو ما أوافقك عليه فنحن فعلا قد اغرقنا انفسنا بمسائل نحوية وجدالات عقيمة نحن في غنى عنها
ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 05:07 م]ـ
أهلا أخي أبا هلا
أوافقك كل الموافقة في أن نفصل بين مسألتين، إحداهما تعلم اللغة مهاراتها فهمًا وتحدثًا وكتابة، وهذه المهارات ليست بحاجة إلى النحو العلمي المهتم بالتعليل والتفسير، ويمكن أن يتقن الدارس تلك المهارات دون أن يتعلم النحو تعلمًا مباشرًا، ويمكن أن تذكى تلك المهارات بالنحو التطبيقي وهو مختلف عن النحو النظري.
أما المسألة الأخرى فهي النحو النظري وهو كغيره من العلوم العقلية لا بد لمن أراد التخصص به أن يدرك مصطلحاته وعلله وما يتعلق به من فلسفة وتاريخ.
أحسنت أستاذنا الفاضل أبو أوس.
والله إني لأحزن على حال التعليم وخاصة اللغة العربية في بلادنا، أقارن ذلك بتعليم الغرب لغتهم لأولادهم والكم الهائل من الكتب الشيقة المتدرجة مع الطفل فيزيد همي وكمدي على حالنا، إبني وهو في السنة الأولى الابتدائية يأتي يوميا من المدرسة بكتاب مختلف بغرض القراءة مع الأهل، وفي كل مرة يكون الكتاب رائع في الإخراج وفي القيمة اللغوية المضافة، ومع تقدمه في المستوى يأخذ كتب بمستوى متدرج أعلى قليلا مما سبق، أبحث له على كتب عربية حتى لا ينفصل عنها ولكن ما أجده جيدا يكون في موضوع إسلامي وما عدا ذلك في معظمه سيء للغاية لغويا أو الأخلاقيات المطروحة أو الإخراج الكئيب، ربط اللغة بالكتب الإسلامية فقط يحولها إلى لغة دينية، فهل نحن أمام لاتينية أخرى لا قدر الله؟ لقد لجأت حديثا لمسح ضوئي لبعض كتب الأطفال البسيطة وأقوم بكتابة النص بالعربية ثم طباعتها حتى أجعل اللغة جذابة بعض الشيء وأحاول أن أضع فيها تكرار لفائدة لغوية حتى تنمي عنده مَلكة اللغة، لن يصبح ذلك ممكنا مع تقدم المستوى.
بدون تنمية لغة النشء سننتهي إلى أن من يستطيع الكتابة والكلام بلا لحن هو من يحفظ الألفية متنا وشرحا.
هل من الممكن عمل مجموعة تكتب كتب للنشء مثل مجموعة إعراب القرآن؟ أم أن إعراب القرآن ممتع أكثر للمشاركين رغم تكراره؟
والسلام عليكم.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 11:09 م]ـ
أخي الحبيب هشام محب العربية
لا شيء مستحيل ولكن التأليف على النحو الذي وصفته يحتاج إلى متمرسين بتأليف الكتب لأن الكتاب التعليمي له أبعاد معرفية وتربوية وفنية وهذا يحتاج إلى فريق عمل متميز. أما إعراب القرآن فقد تتابعت منذ نزوله عناية العلماء به فطريقه ممهد. وأشرت أخي إلى ملحوظة ذكية وهي أن العربية ربطت بالنصوص الدينية وهذا من مشكلات تعليمها فلم تعد لغة تداول بل تجافت عن استعمال العامة وسجنت في أروقة الأدب والنصوص الدينية، واللغة لابد لها أن تعبر عن نبض الحياة العامة، وتكون لسان الخاصة والدهماء.
¥