تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[شذور الذهب.]ــــــــ[06 - 05 - 2009, 10:20 م]ـ

طلب الإخوة التفصيل في كيفية وقوع (ظلما) مفعولا لأجله , فأجاب شيخنا أبو قصي - رفع الله قدره -:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

أخي الحبيب / خالدًا

ما ذكرتُه لك من أنَّ (ظلمًا) يعرب مفعولاً لأجله هو الوجه الأقوَى. وذلكَ أنَّه يُرادُ أن الباعثَ لهم على هذا القولِ ليس علةً صحيحةً، كطلبِ الحقِّ، أو الإنصافِ؛ وإنما هو الظلمُ وحسبُ. ولهذا نظائرُ من كلامِ الله تعالى، كقوله: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ؛ كأنه قالَ: (إنا لم نخلقهما لغير علَّةٍ) فأقامَ عدمَ العلَّة مُقامَ العلَّةِ؛ ولهذا يَجوز أن يعرب مفعولاً لأجله. وجرى اسم الفاعل (الباطل) مجرى المصدرِ؛ كأنَّه تُنوسيَ أصلُه؛ ألا ترى أنه ضد (الحقِّ). ويشبه المثالَ المتقدِّمَ قوله تعالى: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif . وقد يكون عدمُ الشيءِ، أو السؤالُ عنه واقعًا في أبواب النحو موقِع الشيء الثابت، كما تعربُ (مررت برجلٍ لا شجاع ولا كريم) تُعرب (شجاعٍ)، و (كريمٍ) نعتينِِ، مع أنها سَلبٌ للنعتِ. وكما تُعرب (كيف أنت) تُعرب (كيف) خبرًا، مع أنها سؤالٌ عن الخبرِ. والأمثلةُ على ذلك كثيرةٌ.

- ويجوز أيضًا - وهو وجه قويّ - أن تعربَ (ظلمًا) مفعولاً مطلقًا مؤكدًا لمضمون الجملة، حذِفَ فِعلُه وجوبًا - ويجوز على الصحيح تقدّمه على الجملة، وتوسطه -؛ كأن قولهم: (يصدّ الإسلام ذويه عن سبيل التقدُّم) دالٌّ من طريق اللزوم على أنه ظلمٌ، مفهِمٌ ذلكَ بنفسِه؛ فلهذا قامت الجملةُ مقام الفعل المحذوفِ (يظلمُون)؛ راجع هذا الحديث:

http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1056 (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1056)

- ويجوز إعرابُها أيضًا مفعولاً مطلقًا، ويكون التقدير: (يقولون في الإسلام قولَ ظلمٍ) فحُذِف (قول)، وحلَّ (ظلمٍ) مكانَه فانتصبَ؛ إذْ كان نوعًا من أنواعه. ولا تقول في إعرابِه: (نائب مفعول مطلقٍ)، كما أنك لا تعربُ (القرية) في http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif واسأل القريةَ http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif نائب مفعولٍ، ولا تعربُ (مررت بقائمٍ) نائبَ اسم مجرورٍ. وما أحسن ما قال الشاطبي رحمه الله: ( ... وهو أن النعت إذا أقيمَ مُقام المنعوت، فهو مباشرٌ للفعلِ، ومطلوبٌ له؛ فليس إذ ذاك معربًا نعتًا؛ بل فاعلاً، أو مفعولاً، أو مضافًا. والتقديرُ أمرٌ آخرُ وراءَ ذلك) [المقاصد الشافية 4/ 617].

- ولا يصِحّ أن يُّعرب المصدر حالاً إلا إذا جعلتَ صاحب الحالِ هو المصدر نفسَه على جهة المبالغةِ، كما قال تعالى: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif إنه عمَلٌ غيرُ صالحٍ http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ، وكما قالت العرب: (رجلٌ عدْل، وصومٌ، وضيفٌ، وزورٌ، وفِطرٌ ... )؛ فتقول: (جاء زيدٌ فرَحًا) بفتح الراء، إذا أردتَّ أن تبالغَ في فرحِه؛ فتجعله كأنَّه هو الفرحُ نفسُه. فأمَّا إذا لم يكن في المعنى ما يدعو إلى المبالغة، فلا يجوز أن يأتيَ المصدرُ حالاً. وذلك أنَّه إنما جاءَ حالاً مجازًا، لا حقيقةً؛ فأما في الحقيقة فهما شيئان متباينان؛ فالمصدرُ دالٌّ على المعنى وحده، والاسم المشتقّ دال على المعنى وصاحبه؛ فلم يكن العربُ ليضعوا هذا موضع هذا إلا لضربٍ من العَلاقة بينهما هو ما ذكرتُ لكَ. ولولا ذلكَ لم يجُز. أمَّا الآياتُ التي استُدلَّ بها على كثرة مجيءِ الحالِ مصدرًا، فبعضها مفعولٌ لأجله، كقوله تعالى: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif يدعون ربهم خوفًا وطمعًا http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ، و قوله: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ، وبعضُها مفعولٌ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير