ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[27 - 03 - 2006, 05:46 م]ـ
:::
أخي الفاضل إن انضمامي إلى المنتدى أسمى من مجرد التحامل. فما يهمني بالأساس هو خدمة هذه اللغة بامكانياتي ومعلوماتي المتواضعة. وما قلته أنا أيضا ليس مجرد رأي شخصي و لا ألزم به أحدا. و إذا كنت ترى هذه الطريقة مفيدة في التدريس في المدارس الثانوية في بلدان المغرب العربي ألا ترى معي أن ذلك يطرح مجموعة من المشاكل منها:
1 - إن التلميذ في المرحلة الاعدادية و الابتدائية يتبع طريقة المشرق العربي (حسب قولك) و فجأة يجد نفسه أمام طريقة جديدة في الاعراب ألن يخلق له هذا اشكالا؟
2 - هل تعقد أن الجميع له اطلاع على هذه الطريقة التي درستها في الاعراب؟
3 - هل يمكن للجميع اتقانها وتلقينها للتلميذ؟
4 - أرى أن الطريقة التي ذكرتها تحتاج إلى تخصص. فهل هذا متاح للجميع؟
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 03 - 2006, 06:22 م]ـ
أشكر لك ردك أختي العزيزة.
أستسمحك بالرد على تساؤلاتك:
---- إن التلميذ في المرحلة الاعدادية و الابتدائية يتبع طريقة المشرق العربي (حسب قولك) و فجأة يجد نفسه أمام طريقة جديدة في الاعراب ألن يخلق له هذا اشكالا؟
إن التلميذ العربي في أطوار تعلمه للعربية يقاد به إلى أن يتعلم هذه اللغة, لا أن يحللها, لأن ذلك ليس منه مطلوبا. ما أريد قوله أن التلميذ في بلداننا يُعلم العربية كي يتعلمها ويتمكن منها ويستعملها في حياته قراءة أو كتابة. فلئن كانت طرق التعليم تختلف فإن المحصلة لا تختلف, فالهدف من كل الطرق أن يتمكن التلميذ العربي من اللغة, فلا أظن أن تلميذا سعوديا سيكتب الفاعل منصوبا أو أن تلميذا مغربيا أو تونسيا سيفعل ذلك. المحصلة هي الإلمام بالأصل اللغوي الذي ذكرته والذي أدافع عنه. ولن يواجه مغربي مشكلة إذا كتب إلى كويتي رسالة بالعربية, والعكس صحيح. المشكلة هي إذا انتقل قطري للدراسة بالمغرب وهو في سن تعلم اللغة ووجد هذا الاختلاف, فسيضطرب بادئ الأمر ولكنه سيتعلم الطريقة بسرعة نظرا إلى أن ملكة اللغة في هذه السن مطاطة وتتقبل التغيرات. وليس في الأمر مشكلة إذا انتقل طالب جامعة متخصص في العربية تونسي للدراسة بالأردن لأن من مشمولات دراسته دراسة هذه الاختلافات وتعلمها وهو معني بذلك ولن يجد فيه صعوبة.
--- هل تعقد أن الجميع له اطلاع على هذه الطريقة التي درستها في الاعراب؟
لا أعتقد ذلك, والدليل الردود على طرحي لها, ولا ضير في ذلك فأنت وغيرك تفهمون ما أكتب بالعربية وتختلفون معي في وصف ما يكتب, أي الإعراب, والإنسان متعلم أبدا.
--- هل يمكن للجميع اتقانها وتلقينها للتلميذ؟
أجل, فملايين العرب يستعملونها وآلاف أساتذة العربية يدرّسونها والتلاميذ يفهمونها والنتيجة هي تعلمهم للعربية, أي للأصل (أخشى أن يقول أحد أني أصولي) واستعمالهم إياه في حياتهم. هل تستطيعين أنت أن تلاحظي في أسلوب كتاباتي أني درست العربية بهذه الطريقة؟ لا لن تستطيعي, ويكمن الاختلاف حين نتجاوز حدود الاستعمال المجرد للغة إلى وصف النظام اللغوي ( Metalanguage ), وهذا المنتدى مجعول من أجل ذلك.
--- أرى أن الطريقة التي ذكرتها تحتاج إلى تخصص. فهل هذا متاح للجميع؟
لا تحتاج هذه الطريقة إلى تخصص, فهي تدرس في المدارس الثانوية, ومدرسوها هم المتخصصون وهم أساتذة العربية الذين ينبغي لهم أن يكونوا متخصصين في هذه الطريقة وفي غيرها من الطرق, ولست أظن أن في المشرق يدرس العربية من لم يتخصص فيها, كما هو الشأن في المغرب العربي, فأساتذة العربية يدرسونها أربع سنوات ليحصلوا على الإجازة في التدريس.
أرجو أن أكون قد أفدتك وغيرك. وأحب مواصلة طرح طرق إعرابية أخرى إن وجدت, فهذا واجب علمه على المتخصصين.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 03:25 ص]ـ
أخي ضاد وفقه الله
الإعراب بيان للمعنى النحوي الذي تؤديه الكلمة، وإيضاح لتغير آخر الاسم المعرب بتغير المعنى النحوي الذي يؤديه، مع ما يتطلبه هذا المعنى من حفاظ على الرتبة في التقديم والتأخير، والإعراب الذي ألفناه وتعلمناه يحقق هذه الغايات الثلاث، وبه يتبين جهات الائتلاف والتأليف بين الأسماء، كتأليف الاسم مع الاسم ليكوّنا مبتدأ وخبرا، أو نعتا ومنعوتا، أو بدلا ومبدلا منه أو مؤكدا وتوكيدا، أو مضافا ومضافا إليه، وكذلك الفعل مع الاسم ليكوّنا الجملة الفعلية.
ولا أرى داعيا إلى إطلاق اسم المركب، لأن هذا الاصطلاح يعني ما لا يمكن الفصل بين جزئيه كخمسة عشر ومعدي كرب وغير ذلك، ولا نريد أن نأتي بمصطلحات من شأنها أن توقع الاضطراب في فهم الطلاب إذا ما رجعوا إلى كتب التراث، فالإبقاء على الموروث وإيصاله للنشء مهم للغاية، وهذا لا يعني الجمود، فالتجديد مطلوب بأسلوب العصر ولكن بشرط ألا يقطع الصلة بالقديم، وعلم النحو هذا قد خدمه علماء أجلاء عبر عصور تجاوزت ألف سنة، ومن المجحف أن ناتي ونقول: ما دام أن هذا العلم قد (تواضع) أو تواطأ عليه بشر مثلنا (فلنتواضع) على ما هو أفضل مما وضعوا. وهيهات هيهات أن نجد في هذا الجيل السقيم علما وفهما (إلا من رحم الله) _ مثل أولئك الأئمة الأعلام الذين رروا اللغة الفصيحة الخالية من اللحن عن أهلها مباشرة، وفهموا مقاصدها وإشاراتها ومدلولاتها. فلنكن متواضعين (من التواضع) لا من الوضع بمعنى التواطؤ والاصطلاح، ولنفهم ما تركه أمثال سيبويه والمبرد وابن السراج وأبي علي الفارسي وغيرهم، ثم بعد ذلك نبحث عن التجديد الأصيل.
مع التحية الطيبة.
...
¥