أما الأخ المحترم ضاد، فقد أعاد ما سبق أن بينت أنه تعقيد لا تجديد، فلا يوجد عاقل يقول بأن تقسيم الكلمة إلى ثلاثة الأقسام المعروفة هو أصعب من أقسامه السبعة .. مع تعقيداتها ..
أما قول السيد ضاد: أطلقوا على (نعم وبئس) اسم الخالفة فقد سبق للأخت عبير نور اليقين أن نقلت عن العلامة الأمير بأن النحويين مجمعون على أن الخالفة هي اسم الفعل وليست الفعل الجامد، ولم يخالفهم في ذلك إلا أبو جعفر بن صابر، وهو اسم لم أسمع به من قبل ..
ثم يفصل الأخ ضاد في التقسيمات الجديدة، فيقدم أنواعا من الأسماء، وأنواعا من الصفات كلها أسماء ولا مسوغ لسلخها عن الأسماء، ثم يسلخ الضمير وهو اسم فيقول: هو كل كلمة جامدة ليس لها أصول اشتقاقية، وينسى أن الحروف كلها هي من هذا الصنف، كلمات جامدة ليس لها أصول اشتقاقية أيضا، وكذلك الأفعال الجامدة مثل: ليس وعسى، فلماذا لم يضع الضمائر مع الحروف أويضع الحروف مع الضمائر؟. ولماذا لم يضعوا تقسيما ثامنا هو الجامد؟.
ثم يقول: الخالفة كلمة تدل على موقف انفعالي أو تأثري، وهو كلام بين الفساد، فالحمد لله موقف تأثري، ولعن الله الشيطان موقف تأثري .. ثم يضع مع الخالفة أفعال المدح والذم والتعجب، بعد سلخها عن الأفعال ..
ويتوج الحديث عن الظرف، بأنه كلمة تدل على معنى صرفي عام، وأظنه يقصد (ظرفي) فالصرف يتعلق بالمعاني كلها وليس بالظرف وحده، وأزيد الأخ ضاد علما بأن علم الصرف لا علاقة له بالمبنيات مطلقا، وكل ما ذكره من الظروف (إذ وإذا ولما وأيان ومتى وأين وأنى وحيث .. ) كان كلمات مبنية لا علاقة لعلم الصرف بها البتة .. ومن هنا يظهر الخلط في الجديد والتجديد .. فدعاة الجديد يزعمون التسهيل فأتوا بالأصعب الأعقد، عدا الخلط والتناقض والفساد .. مع احترامي: للدكتورين تمام حسان وإبراهيم مصطفى ومن بينهما وصولا إلى الأخ ضاد ..
والحق أن باقي التفصيلات لا تختلف عن هذه فكلها نوع من الخلط بين المصطلحات والمفاهيم التي لا تدل على أي شيء محدد أو واضح .. فلم يفعل القوم إلا أن أخذوا بعض الأسماء والأفعال والحروف التي لا رابط بينها وسموا بعضها الخالفة، وسموا بعضها الضمير، أو أعطوها أسماء جديدة لا معنى لها .. لقد جمعوا بين متناقضات لا يربط بينها أي رابط وأعطوها مصطلحات لا معنى لها، وقالوا لنا هذا هو النحو الجديد السهل فخذوه وألقوا نحوكم في الهواء ..
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 09:57 ص]ـ
الدكتور المبجل حقي اسماعيل، لا تحرمنا من تعليقاتك، ولا تطل الغيبة.
ثمة كتاب اسمه الأدوات النحوية في كتب التفسير للدكتور محمود أحمد الصغير، قد يستفيد منه كاتب الموضوع.
ـ[أبو بشر]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 10:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسب ما فهمت مما اطلعت عليه من كتب النحو والصرف أن العبرة في تقسيم الكلمة إلى ثلاثة أنواع أولاً وآخراً بالعلامات المميزة والمعرفة لكل نوع، فللاسم علامات تميزه عن قسيميه وللفعل علامات تميزه عن قسيميه وهلم جراًّ، إذاً فالعبرة بهذه العلامات أولاً وبالمعنى ثانياً لا العكس، كما يتوهم البعض، فلفظ "ليس" بمعنى "ما" النافية تماماً لكن حكم عليه (على مذهب الجمهور) بالفعلية لما اعترى عليه من علامات الفعل، وكذلك لفظ "مثل" بمعنى كاف التشبيه تماما لكن كحم عليه بالاسمية لقبوله علامات لا تقبلها كاف التشبيه، وهذا ما نراه عند كثير ممن ألف في النحو والصرف من القدماء أنهم دوماً يذكرون العلامات التي أدت بهم إلى تقسيم الكلمة إلى هذه الأنواع الثلاثة، وهذا ابن مالك يذكر من هذه العلامات خمساً للاسم وأربعاً للفعل في بيتين حيث يقول:
بالجر والتنوين والندا و"أل" * ومسند للاسم تمييز حصل
بتا "فعلتَ" و"أتتْ" ويا "افعلي" * بنون "أقبلن" فعلٌ ينجلي
وليست لغتنا العربية مثل اللغة الإنكليزية حتى تقاس هذه على تلك وبالعكس، فاللغة العربية لغة إعرابية بخلاف الإنكليزية التي تكاد تكون كل كلماتها مبنية غير منونة إلخ، هذا وإذا قسمنا الكلمة إلى الاسم والصفة والفعل والضمير والخالفة والظرف والأداة كما تفضل الأخ ضاد فعلى أي أساس، فكأنهم قاسوا اللغة العربية على اللغة الإنكليزية في هذا التقسيم وهو قياس مع الفارق، إذ بين العربية والإنكليزية بل بين العربية وأية لغة أخرى فوارق كثيرة تمنع قياسها غلى غيرها، ثم إنه يمكننا أن نتوصل إلى هذه الأقسام السبعة لكن عندما نعتبر التقسيمات الفرعية من تقسيم الاسم إلى جامد ومشتق أو إلى ظاهر ومضمر، أو إلى مفعول به وفيه ومعه الإخ، كما أن هذه الأقسام السبعة ليست غريبة علينا لكن لا نعتبرها في التقسيم الأصلي الأوَّليّ للكلمة.
ثم إن العلماء القدماء قد أطبقوا على تقسيم الكلمة الثلاثي هذا قاطبة حتى وكأنه إجماع بينهم، فلم نريد أن نلغي هذا النظام ونكبر عليه أربعاً فنخرق بذلك إجماع الأمة جمعاء ونكون أول من قضى على شيء توارثه أسلافنا جيلا تلوجيل لأكثر من عشرة قرون؟ لو فعلتم لقد جئتم شيئاً إداًّ، ففهمنا لتراثنا العربي ولا سيما فهمنا لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من خلال كتب التفاسير والشروح يفرض علينا هذا النظام فلا مفر منه فعلماؤنا كلهم تعاملوا بهذا النظام لا غير، والله اعلم
¥