ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 11:21 ص]ـ
وما أفنى السؤال لكم نوالا ... ولكن، جودكم أفنى السؤالا
مشكورون، إن شاء الله تعالى .. ولكن ألا يجد مجمعنا الفاضل تداخلا بين الكلام المهجور " الميت" والكلام الشاذ؟ فهذا ما أريد بلوغه وحل إشكاله!
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 12:23 م]ـ
مجرد رأي!!!
المشابهة فيما أرى، بين الكلام المهجور الميت والكلام الشاذ، هي قلة توظيف تلك التراكيب مع صحتها، عربيةً. ومعلوم لدينا معاشر المعربين، أن الشاذ في العربية على ثلاثة أضرب:
1 ـ ما شذ عن القياس والاستعمال، كإدخال أل على الفعل المضارع، نحو اليضرب.
2 ـ ما شذ عن القياس دون الاستعمال، نحو: مسكينة، فأصلها محذوفة الهاء. واستحوذ، فقياسه وبابه أن يُعلَّ فيُقال: استحاذ مثل: استقام واستعاذ ... ولكنه جاء على الأصل واستعملته العرب كذلك
3 ـ ما شذ عن الاستعمال دون القياس، نحو ماضي يدع ويذر. فإن قياسهما وبابهما، ودع و وذر .. ولكنهم لم يستعملوا ودع لاستغنائهم عنه بِـ: ترك. فاستعملوا فعلا يقاربه لفظا، وهو من بنات الثلاثة، مثله كذلك.
وهذا القسم محل الشاهد عندي! إذ علة الترك والهجرعند العرب عامة، هي اختلال الكلام المنطوق .. استثقالا لحروفه أو حركاته أو ترتيبه ... وهو أمر مُبين في قواعد الفصاحة. وهذا ما انتفى وجوده في الشاذ استعمالا، لا قياسا، وهو المهجور والميت .. نعم، إن الكلام يبيد كما تبيد الأمم! وربما اجتمع لكلام مضى، لا نعرف عنه رسما ولا نحيط به وسما عوامل أدت إلى فنائه واندثاره. ولكن، سبيل الوصول إلى بعضه، اليوم غير ممتنع .. ورب لفظ أبدع وأحلى من ألفاظ أخرى .. وإلا، ما سر إحياء العرب لكلمة: الدَّيْمة، وإماتتهم لكلمة: البُعاق ... أظن أن قضِيَّات المعادلة هي محل معاينة للدارسين والمحققين، سدا لسبل المغرضين في كلامنا العربي، اللائمين عليه والساعين فيه والقائلين عنه: إنه كلام نزر لا يسد رمق العصر ... لست ناشرة البدع، ولكن الكنز لا يُعرف قدره ولا يُدرى غلاؤه .. إلا بعد نبش التراب عنه .. ولا يعرف الكلام إلا بنشره؟!
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 03:59 م]ـ
أثار أخونا (عبير) ظاهرة (الهجر) في العربية، وطوينا صفحة الحديث فيها، ومن خلال قراءتي في مجلة الدراسات اللغوية لفت انتباهي بحثٌ للأستاذ المساعد: ياسر عبد الله سرحان، عنوانه (ظاهرة المهجور اللفظي في العربية) نقل فيه حديثًا عن مصطلحات هذه الظاهرة عن بحث لأستاذنا الدكتور عبد الرزاق الصاعدي الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة عنوانه (موت الألفاظ في العربية)، وقد أحببت أن أنقل ما سطره الدكتور عبد الرزاق عن هذه المصطلحات تتميمًا للفائدة:
مصطلحات الممات
لظاهرة موت الألفاظ في اللّغة مصطلحات متعدّدة عند اللّغويين القدامى، كـ ((الممات)) و ((المتروك)) و ((العُقميّ)) و ((الاستغناء))، وهي مترادفة في مدلولاتها.
وأضاف اللغويون المعاصرون مصطلحات أخرى منها: ((المنقرض))، و ((البقايا الأثريّة)) و ((الكلمات التاريخيّة)).
وثمّة مصطلحات قديمة ليست بعيدة في مفهومها عن الممات، أو هي تدلّ على ألفاظ في طريقها إلى الانقراض، وهي على درجات متفاوتة في الفصاحة؛ كـ ((الضّعيف)) و ((المنكر)) و ((الحوشي)) و ((النّادر)) و ((الشّارد)) و ((الغريب)) و ((المذموم)) و ((المرغوب عنه)) من اللغات، و ((الرّديء)) و ((القبيح)) و ((الخبيث)).
فمن مصطلحات الممات:
1 - الممات:
وهو ما كان مستعملاً من ألفاظ اللّغة، ثمّ أميت بالهجر، أو التطوّر اللّغويّ، أو النّهي عن استعماله، فاستغنت عنه اللّغة تماماً، كأسماء الأيّام والشّهور القديمة، وبعض الألفاظ الجاهليّة الّتي زالت لزوال معانيها أو لنهي الإسلام عن استعمالها.
ومن أقدم من ذكر هذا المصطلح بهذا المعنى الخليل في مواضع متعدّدة من ((العين)) ومنها قوله: "عندأوة: فعللوة، والأصل أميت فعله".
وروي عن الكسائي قوله: "محبوب: من حببت، وكأنها لغة قد ماتت".
2 - المتروك:
وهو ما ترك واستغنت عنه اللّغة تماماً فمات وحلّت محله ألفاظ أخرى جديدة، كأسماء الأيام والشّهور في الجاهليّة، فالمتروك مصطلح مرادف للممات ويعرّفه السّيوطي بقوله: إنه "ما كان قديماً من اللّغات ثمّ ترك واستعمل غيره".
¥