تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن دريد: "وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: مضَّني: كلام قديم قد ترك، كأنه أراد أن أمضّني هو المستعمل".

3 - العُقميّ:

العقمي هو ما درس من الكلام، أو الغريب الّذي لا يكاد يُعرف، قال ابن سيده: "كلام عُقميّ: قديم قد درس؛ عن ثعلب. وسَمِعَ رجلٌ رجلاً يتكلّم، فقال: هذا عقميّ الكلام: أي قديم الكلام".

وقال الأزهري: "وقال ابن شُميل: إنه لعالم بعقميّ الكلام وعُقبي الكلام، وهو غامض الكلام الذي لا يعرفه الناس، وهو مثل النوادر".

وقال أبو عمرو: "سألت رجلاً من هُذيل عن حرف غريب، فقال: هذا كلام عُقْمِيّ، يعني أنه من كلام الجاهلية، لا يعرف اليوم".

4 - الاستغناء:

وهو أن يستغني بكلمة عن أخرى مماتة، وقد أكثر سيبويه من استعماله، فمنه قوله: إن العرب استغنت بتركْتُ عن وَدَعْتُ، وباشتدّ عن شَدُد، وباحمارّ عن حَمِرَ، وباستنوك عن نَوِك.

5 - الانقراض:

هو أن تهجر الكلمة فتزول من الاستعمال وتندثر، كأسماء الأيام والشهور في الجاهلية، وهذا من اصطلاحات المعاصرين.

6 - البقايا الأثريّة:

وهذا من مصطلحات الرّافعي، وهو يريد بالبقايا الأثريّة ما أراده علماء اللغة أنفسهم بمصطلحات المتروك والممات والمنكر، ومثّل له بما مثلوا له في هذه المصطلحات الثّلاثة.

7 - الكلمات التّاريخية:

وهي الكلمات الّتي تزول من الاستعمال لزوال مدلولاتها واندثارها، وذكر هذا المصطلح اللغويّ الفرنسي ((درمستيتر)) ( Darmesteter) في قوله: ((إنّ الكلمات الّتي تخرج من الاستعمال مع الأشياء التي نعبّر عنها تندثر لأسباب تاريخيّة، ويمكن أن نسميها بالكلمات التاريخية))، ومثّل لها بالأسلحة، والمعدات، والعملات، والقوانين، والأحداث الاجتماعية، التي سادت في عصر ثم زالت لزوال تلك المدلولات.

8 - المهمل:

هذا من المصطلحات التي قد تلتبس بالممات، وليس هو مما يرادف الممات في دلالته، والفرق بينهما كبير، فالمهمل من الألفاظ هو ما لم يستعمل في الأصل اللغوي مما تحتمله قسمة التركيب في بعض الأصول اللغوية المتصوّرة أو المستعملة، وأكثره مهمل للاستثقال لتقارب حروفه نحو: سص وظث وثظ، ومقلوبات ((خرع)) و ((هكع)) و ((خشع)) و ((خضع)) وهو كثير في الثلاثي، وأكثر في الرباعي، وكثير جداً في الخماسيّ؛ إذ تأتلف من الخماسيّ نحو ((سفرجل)) عشرون ومائة أصل يحتملها التقليب أهملت جميعاً سوى سفرجل، وكذلك في ((فرزدق)) و ((جحمرش)) فالمهمل في العربية أكثر من المستعمل، ومع ذلك فالمستعمل كثير، وهذا يدل على الطاقة الكبيرة للعربية.

أمّا الممات فهو ما كان مستعملاً من ألفاظ اللّغة ثمّ أميت لعلّةٍ، كما تقدّم ذكره.

ومن المصطلحات الّتي تلحق بالممات أو تدلّ على ألفاظ في طريقها إلى الانقراض، أو ممّا يتّصل بفصاحة اللّفظ.

1 - الضّعيف:

وهو ((ما انحطّ عن درجة الفصيح)) كقولهم للضّفدع: خُنْدَع، ولغلاف القارورة أو غطاء الرأس: برصوم، وللقصير: بُعْقُوط، وللبعوض: الطَّيْثَار، وللرِّخْو: بَخْو.

2 - المنكر:

وهو أقلّ درجة من الضعيف؛ بحيث أنكره بعض أئمة اللّغة، ولم يعرفه، كقولهم: بَلَقُ الدّابّة؛ وهو سواد وبياض.

3 - الغريب والحوشي والنّادر والشّارد:

وهي مصطلحات متقاربة، وكلّها خلاف الفصيح. وتندرج تحت الغريب الّذي لا يكاد يعرف من الألفاظ.

فالحوشيّ من الكلام: ما نفر عن السّمع، كأنّه منسوب إلى الحُوش؛ وهي بقايا إبل وَبَار بأرض قد غلبت عليها الجنّ، كما يزعمون.

ويحمل النّادر والشّارد على ما في الغريب والحوشيّ من معنى، وهي الألفاظ القليلة الاستعمال الّتي توشك أن تهجر فتموت.

ومن ذلك: البَرْت: الرّجل الدليل، والحَرْش: الأثر، والعَيْقَة: ساحل البحر، والوَبيل: الحُزْمة من الحطب.

4 - الرّديء والمذموم والقبيح والخبيث والمرغوب عنه:

كلّ ذلك من اللّغات، وهو أقبحها وأنزلها درجة؛ كالكشكشة، والعنعنة، والفحفحة، والاستنطاء.

ـ[معالي]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 04:34 م]ـ

السلام عليكم

بارك الله في أستاذنا الكبير ابن النحوية، وجزاه الله خيرًا على هذا النقل الموفق المسدّد!

أثرتم شجونًا حين أشرتم إلى أن صاحب البحث المنشور هو الأستاذ الدكتور عبدالرزاق الصاعدي، فقد كان عضوًا في الفصيح في زمن خلا، نسأل الله أن يمنّ علينا بعودة قريبة له.

بارك الله فيكم.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 04:58 م]ـ

في النحو أيضا أصول مهجورة أو متروكة، فقد عدّ الاسفراييني قول الشاعر:

فأبت إلى فهم وما كدت آيبا

وما جاء في المثل: عسى الغوير أبؤسا

عدّهما مما يدل على أصل مهجور، وهو أن الأصل في أخبار أفعال المقاربة والرجاء أن تكون مفردة، ولكن ترك هذا الأصل وعدل عنه لتكون الأخبار جملا فعلية، وبقي مثل هذه الشواهد دالة على هذا الأصل المهجور.

مع التحية الطيبة.

ـ[السُّهيلي]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 05:00 م]ـ

.

بارك الله في علمكم ..

لم يبقَ شيء أريد معرفته عن هذا الموضوع بعد أن عرفته

من كاتبه وفقه الله .. وبعد إضافة قارئيه أيّدهم الله إلا أن

نقرأ بحثاً مستفيضاً عن سبب ترك العرب لما تركوا ..

وهجرهم لما هجروا .. وإماتتهم لما أماتوا .. واستغناءهم عمّا استغنوا عنه ..

لعلنا نقدّر لهم ذلك فنتركه كما تركوه .. ونهجره كما هجروه .. ونميته كما أماتوه .. أو نستدرك عليهم ذلك .. فنعيده إلى الحياة , ونبعثه بعد الممات ..

والله الهادي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير