تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 09:40 ص]ـ

أخي بدوي

كافيك: الكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى معموله

فلوكان العامل في الكاف الفعل (كفاك) لأعربناه مفعولا به، ولكنه

متصل باسم الفاعل، يعني متصلا باسم يعني مضافا إليه.

والمسألة خلافية، ولنقرأ قول النحاة في هذه المساله:

* اختلف النحويون حول عمل اسم الفاعل في الضمير المتصل به

يقول سيبويه:

" وإذا قلت هم الضاربوك، وهما الضارباك فالوجه فيه الجر، لأنك إذا

كففت النون من هذه الأسماء في المظهر كان الوجه الجر ".

وقد علق المبرد والرماني على قول سيبويه، بأنه حمل عمل اسم الفاعل

في الضمير على عمله في الاسم الظاهر. وأكد ابن هشام في أوضح المسالل

ما قال به سيبويه، فالضمير في قولهم الضاربك يكون منصوبا، لأن اسم الفاعل معرفا بأل، وهو مجرور في قولهم ضاربك لأنه تجرد من أل وغير معتمد على نفي أو استفهام وغيرها.

* يضاف اسم الفاعل، وتكون إضافته محضة على إرادة المضي،

أو إرادة الحال والاستقبال.

مثال الأول قولك: أنا مكرمُ محمدٍ. بمعنى أكرمته.

ومثال الثاني قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} 5.

ــــــــــــ

1 ـ 145 البقرة. 2 ـ 52 الكهف.

3 ـ 38 الصافات.

4، 5 ـ 24 الأحقاف. 6 ـ 185 آل عمران.

7 ـ انظر الحاشية على شرح الفاكهي ج2 ص136، 137.

غير أن بعض النحويين المعاصرين يرى أن الضمير المتصل باسم

الفاعل يكون في موضع نصب تارة، وفي موضع جر تارة أخرى دون

أن يلزم اتصال اسم الفاعل بأل أو يكون معتمدا، وذكر بعض مواضع

النصب في قوله تعالى:

{إني جاعلك للناس إماما} 1.

وقوله تعالى: {إنا منجوك وأهلك} 2.

فنصب إمام، واهلك دليل على نصب الضمير في الآيتين،

ولا يصح تأول النصب بفعل مقدر لأن الأصل عدم التقدير إلا إذا دعت

ضرورة ملجئة إليه (3).

ومن شواهد مجيء الضمير المتصل باسم الفاعل مجرورا قول الحطيئة:

غيبت كاسيهم في قعر مظلمة ــــــ فاغفر عليك سلام الله يا عمر

ومما سبق يضح أن الضمير المتصل باسم الفاعل غير محمول

على الظاهرمن مثل: أنا ضاربٌ زيدا بتنوين ضارب ونصب زيد،

ولا أنا ضاربُ زيد بدون التنوين وجر زيد بالإضافة. لأنه لو كان محمولا

على هذا الوجه، لكان الوجه ثبوت التنوين والنون في اسم الفاعل العامل

في الضمير، كقول الشاعر:

هم القائلون الخير والآمرون به ــــــ إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما

فالأمر محمول في الجر والنصب على المظهر، فالجر محمول

على قوله تعالى: {لا الليل سابق النهار} 4.

في قراءة من قرأ بجر النهار، وإضافة سابق، والنصب محمول

على قراءة من قرأ سابق بغير تنوين، ونصب النهار.

بالنسبة لياء كافيك منصوب بفتحة ظاهرة وليست مقدرة، وإنما وقعت سهوا

جزاك الله خيرا.

د. مسعد زياد

ـ[وارش بن ريطة]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 09:33 ص]ـ

أرى أن ضبط الحديث الشريف يحتمل الوجهين التاليين (كان كافيَك استغفارُ) أو (كان كافيْك استغفارَ) على تقديم أو تاخير اسم كان أوخبرها. أما ضمير الشأن فعلمي به أنه خاص ب (أن) المخففة فقط، ولا أدري إن كان يصح مع كان، أرجو من الإخوة التأكد وجزاهم الله خيرا.

ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 10:59 ص]ـ

نعم ضمير الشأن يختص اتصاله بأن المخففة من الثقيلة وهذه هي القاعدة.

أنَّ: إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة، وجب إبقاء عملها كما لو

كانت ثقيلة، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف،

أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها.

إلا إذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق.

نحو قوله تعالى: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} 1.

فـ " أن " مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره:

أنه، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر

" أنْ "، ولا فاصل بين الجملة، وان، كما أن " أن ْ " مع اسمها

المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى.

ومنه قول الشاعر:

قضى الله يا أسماء أن لست زائلا ــــــ أحبك حتى يغمض الجفن مغمض

قضى الله: قضى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر،

ولفظ الجلالة فاعل.

يا أسماء: يا حرف نداء مبني على السكون، أسماء منادى علم مبني

على الضم في محل نصب.

أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: أنه.

لست: فعل ماض ناقص مبني على السكون، واسمه ضمير متصل فيه

في محل رفع، وجملة " أن لست " في محل نصب مفعول به لقضى، والتقدير: قضى الله بعدم زوالي.

زائلا: خبر ليس منصوب بالفتحة، وجملة " لست زائلا " في محل رفع

خبر أن.

واسم زائل محذوف تقديره: أنا، في محل رفع؛ لأن زائل اسم فاعل

من زال يعمل عملها.

أحبك: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب

مفعول به.

وجملة " أحبك " في محل نصب خبر زائل.

حتى يغمض: حتى حرف جر وغاية، يغمض فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر

بحتى والتقدير: حتى إغماض الجفن.

الجفن: مفعول به تقدم على فاعله منصوب بالفتحة.

مغمض: فاعل مؤخر مرفوع بالضمة.

د. مسعد زياد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير