تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كذلك أذكرك أن النحويين قاطبة تابعوا سيبويه في جواز إضمار الشأن في كان وليس، منهم المبرد في المقتضب 4/ 98 - 101، ومنهم أبو بكر بن السراج في الأصول:1/ 86، ومنهم أبو علي الفارسي وعبد القاهر الجرجاني في الإيضاح وشرحه المقتصد1/ 418 - 424، ومنهم ابن مالك في شرح التسهيل1/ 166، ولا أعلم لهم مخالفا، ثم أعود لأرد على اعتراضك فأقول:

قلتَ:

روى سيبويه بيت العجير عن راو مجهول حيث قال: "وقد سمعناه ممن يحتج بعربيته"، ولم يسم الراوي. وجهل الراوي يسقط الاحتجاج.

وأقول: عدم ذكر سيبويه لاسم الراوي لا يعني أنه مجهول، ويكفي أنه نص أن الراوي ممن يحتج بعربيته فهذا كاف في قبول روايته، فالاحتجاج به سليم ورفض الاحتجاج به مردود.

قلتَ:

روي البيت بوجه آخر هو:

إذا مت كان الناس نصفين: شامت وآخر مثن ٍ بالذي كنت أصنع

وهذه الرواية تسقط الاحتجاج السابق، وهي حجة على القاعدة المطردة. ومن أصول الاحتجاج، كما جاء في الإنصاف في مسائل الخلاف: "إن الدليل متى تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال ".

وأقول: اختلاف الرواية لا تسقط الاحتجاج، بل تصبح كل رواية حجة، فرواية النصب في نصفين جاءت على القاعدة العامة، ورواية الرفع جاءت على إضمار الشأن في كان، ولا تعارض بينهما فلكل رواية معنى مختلف، ذلك أن إضمار الشأن يدل على التفخيم والتعظيم أما عدم الإضمار فهو خال من التعظيم.

أما قول ابن الأنباري فيعني أن الدليل إذا كان يحتمل وجهين بطل أن يكون دليلا قطعيا، وفي رواية الرفع لا يوجد غير وجه واحد وهو إضمار الشأن في كان، وبهذا بطل اعتراضك.

قلت:

قال سيبويه: لو نصب صنفين لأنث الفعل، والحواب عليه أن (الناس) مؤنث مجازي، فيجوز تأنيث الفعل وتذكيره

وأقول: لا يوجد هذا النص في كتاب سيبويه بتحقيق عبد السلام هارون وطبعة مكتبة الخانجي، وإنما قال:

كما قلت: ما كان الطيبُ إلا المسكُ، على إعمال: ما كان الأمر الطيبُ إلا المسكُ.

فلا أدري على أي طبعة من الكتاب اعتمدت.

قلتَ:

واحتج سيبويه بقوله تعالى (من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم) وقال لو جعل القلوب اسم كاد لأنث الفعل كاد، والجواب عليه كسابقه فالقلوب جمع تكسير، وجموع التكسير مؤنثة مجازية. وقراءة تزيغ دليل على جواز التأنيث والتذكير ..

وأقول: هذا الكلام أيضا غير موجود في الكتاب فلا أدري من أين أتيت به، فقد علق سيبويه على الآية بقوله: وجاز هذا التفسير لأن معناه: كادت قلوب فريق منهم تزيغ.

ثم أقول لك هل يجوز أن تجعل (قلوب) اسم كاد مؤخرا، وجملة (تزيغ) خبرا مقدما؟ إن هذا ممتنع فلا يجوز في نحو: العرب تكرم الضيف، أن نقدم الخبر ونقول: تكرم العرب الضيف، ونعرب العرب مبتدأ مؤخرا، وهذا الحكم سار بعد دخول كاد. وبهذا يجاب من جعل (فرعون) اسم كان مؤخرا وجملة يصنع خبرا مقدما.

قلتَ:

قد يُحمل بيت العجيري، إذا قبلت روايته، على قوله تعالى: (إن هذان لساحران) أو قول الشاعر: (إن أباها وأبا أباها)

وأقول: هل العجير السلولي من بلحارث بن كعب أصحاب هذه اللغة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قلت:

فقوله: وإن كان الحميمُ حميمُ .. يخرج على حد قول الآخر:

لا يكون العيرُ مهراً ******* لا يكون المهرُ مهرُ

وأقول: بالله عليك ما وجه الشبه بين هذا البيت وبيت البرجمي؟؟؟؟

في بيتك هذا يوقف على (لا يكون)، ثم يبتدأ بقوله: المهر مهر، فـ (لا يكون) الثانية توكيد لفظي للأولى، و (المهر مهر) مبتدأ وخبر جملة مستأنفة، فهل يمكن أن نقف على قول البرجمي: وإن كان، ثم نبتدأ كلاما مستأنفا: الحميم حميم؟ شتان بين البيتين يا داوود!!!!!

وأخيرا قلتَ:.

مربط الفرس في الموضوع: لو جوزنا هذا لما جاز لنا أن نلحِّن أحدا

والجواب: لا.

أخي داوود تأمل معي هاتين الجملتين:

- هو زيد شجاع.

- زيد شجاع

في الأولى ضمير الشأن (هو) وفيها تعظيم لشأن شجاعة زيد، أما الثانية فهي إخبار مجرد عن كون زيد شجاعا.

فإذا أدخلنا (كان) على الجملة الأولى صارت: كان زيدٌ شجاعٌ، استتر ضمير الشأن في كان وهو اسمها وجملة (زيد شجاع) خبر (كان).

وإذا أدخلنا (كان) على الجملة الثانية صارت: كان زيدٌ شجاعاً.

أأدركت الفرق بين الأمرين؟؟؟؟؟؟؟؟

معذرة إن وجدتم أخطاء في الطباعة فقد كتبت هذا على عجل.

مع التحية الطيبة.

ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 04:24 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ... مع التحية الطيبة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الأغر .. وأحييك على هذه الروح التي أشاد بها من سبقني من الإخوة .. وبعد .. المهم أن تستمر المساجلات بمثل هذه الروح الطيبة .. وسأبحث عن نسخة (الكتاب) التي أخذت منها، مع أنني لم أنقل قول سيبويه نصاً، وأرجو أن أجيبك قريبا بإذن الله، وأملي أن أكون مخطئا في مناقشتي لسيبويه، علما بأنني ناقشته بأصول الاحتجاج، وبقول العكبري .. واظن أن الآيات التي استشهد بها الأخ أبو بشر هي من قبيل التنازع أيضا، وقد عقب أبو بشر بأنها ليست من باب التنازع، فماذا هي؟. .. ولنا عودة إن شاء الله ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير