أولا ـ أن: حرف مصدري ونصب واستقبال، وهي حرف مصدري لأنها تؤول
مع ما بعدها بمصدر صريح يعرب بحسب مقتضى الكلام قبلها من فاعل،
أو مبتدأ أو خبر، أو مفعول به، أو مجرور ... إلخ.
1 ـ الفاعل: يجب أن تحضر مبكرا. والتقدير: يجب حضورك.
فحضور فاعل.
275 ـ ومنه قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم} 1.
فالمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل ليأن.
2 ــ المبتدأ: 276 ـ نحو قوله تعالى: {وأن تعفوا أقرب للتقوى} 2.
وقوله تعالى: {وأن تصوموا خير لكم} 3.
3 ــ الخبر: نحو: تفوقك أن تتقن العمل. التقدير: تفوقك إتقان العمل.
4 ــ المفعول به: أخشى أن تسافر فجأة. والتقدير: أخشى سفرك.
فسفرك مفعول به.
277 ـ ومنه قوله تعالى: {إني أخاف أن يبدل} 4. والتقدير: أخاف تبديل.
وقوله تعالى: {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} 5.
5 ــ المجرور بالإضافة:
278 ـ نحو قوله تعالى: {أوذينا من قبل أن يأتينا} 6.
فالمصدر المؤول من أن وفعلها في محل نصب مفعول به. والتقدير:
نخشى إصابتنا.
وهي للنصب، لأنها تعمل في الفعل المضارع النصب، وهي للاستقبال
لأنها تعين وقوع الفعل في الزمن المستقبل.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 16 الحديد. 2 ـ 237 البقرة.
3 ـ 184 البقرة. 4 ـ 40 الشعراء.
5 ـ 52 المائدة. 6 ـ 129 الأعراف.
نحو قوله تعالى: {فلما أراد أن يبطش} 1.
أي: أن إرادة البطش تعينت في الزمان المستقبل.
18 ـ ومنه قول لبيد:
ألا أيهذا اللائمي احضر الوغى ـــــــ وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
ثانيا ـ " لن ":
حرف نفي واستقبال ونصب. نحو: لن يهمل المجتهد واجباته.
ــــــــــــــــ
1 ـ 10 المنافقين. 2 ـ 73 النساء.
3 ـ 142 آل عمران.
291 ـ ومنه قوله تعالى: {ولن تجد لسنة الله تبديلا} 1.
وقوله تعالى: {لن تستطيع معي صبرا} 2.
وقوله تعالى: {لن يغفر الله لهم} 3.
ثالثا ـ " كي ":
حرف مصدري واستقبال، واستقبال ونصب.
نحو: حضرت كي أشارك معكم.
292 ـ ومنه قوله تعالى: {كي تقر عينها ولا تحزن} 4.
وقوله تعالى: {كي نسبحك كثيرا} 5.
أحكام " كي ": ـ
1 ـ تأتي " كي " حرف جر، والفعل المضارع بعدها منصوب بـ " أن " مضمرة وجوبا، ويشترط في " كي " حينئذ التجرد من اللام، وأن ما بعدها في تأويل مصدر مجرور بها، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المقدم عليها.
نحو: قدمت كي أراك.
2 ـ تأتي حرف مصدري واستقبال ونصب يفيد التعليل، ويشترط فيها أن
يقدر قبلها " لام " الجر، وتكون والفعل بعدها في تأويل مصدر صريح مجرور بلام الجر المحذوفة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلها، كما
هو مبين في المثال السابق.
ومنه قوله تعالى: {فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن} 6.
3 ـ وتأتي " كي " مسبوقة بلام الجر وهي حينئذ حرف ناصب فحسب، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يكون في محل جر باللام.
ــــــــــــــــ
1 ـ 62 الأحزاب. 2 ـ 75 الكهف.
3 ـ 6 المنافقون. 4 ـ 13 القصص.
5 ـ 33 طه. 6 ـ 40 طه.
293 ـ نحو قوله تعالى: {لكي لا يعلم بعد علم شيئا} 1.
وقوله تعالى: {لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} 2.
4 ـ وإذا جاءت أن ظاهرة بعد " كي "، كانت " كي " تعليلية جارة.
نحو: جئت كي أن أحظى برؤياك.
25 ـ ومنه قول الشاعر
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ـــــــ لسانك كيما أن تفرَّ وتخدعا
الشاهد: كيما أن تفر. فقد نصب الفعل بعد " كي " بأن المصدرية
الظاهرة، وكي حرف جر لا غير، وهذا شاذ.
وقد ذهب الأخفش إلى أن كي حرف جر دائما، وإن نصب الفعل بعدها يكون بأن مضمرة، وقد تظهر كما في البيت السابق (3).
رابعا ـ إذن:
حرف جواب وجزاء لشرط مقدر، أو ظاهر، ناصبة للفعل المضارع.
مثال مجيئها جوابا وجزاء لشرط مقدر: إذن أكرمك.
ومثال مجيئها جوابا للشرط الظاهر:
26 ـ قول الشاعر:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها
الشاهد: إذن لا أقيلها. فقد جاءت إذن في هذا الموقع جوابا للشرط الموجود في أول البيت، وهو قوله: لئن ... إلخ.
وقد تأتي " إذن " جوابا لغير الجزاء.
294 ـ نحو قوله تعالى: {قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين} 4.
ــــــــــــــ
1 ـ 70 النحل. 2 ـ 7 الحشر.
¥