3 ـ شرح المفصل لابن يعيش ج9 ص15.
4 ـ 20 الشعراء.
حقيقة " إذن ": ـ
اختلف النحويون في حقيقة " إذن "، فقال جمهور النحاة: إنها حرف
بسيط غير مركب من (إذ، وأن)، أو (إذا، وأن).
وذهب الكوفيون إلى أنها اسم، وأنَّ أصلها (إذا) الظرفية لحقها التنوين، عوضا عن الجملة المضاف إليها المحذوفة.
وذهب الخليل بن أحمد إلى أنها حرف مركب من (إذ، وأن)، ونقلت
حركة الهمزة إلى الذال، ثم حذفت.
وذهب الرضي إلى أنها اسم، وأصله " إذ " حذفت الجملة المضاف إليها، وعوض عنها التنوين.
وقد ورد في حاشية السيوطي على المغني عن بعضهم أن " إذن " تأتي
على وجهين:
1 ـ حرف ناصب للفعل المختص به.
2 ـ اسم أصله " إذا، أو إذ " حذفت الجملة المضاف إليها، وعوض
عنها التنوين، وهذه تدخل على المضارع، وغير المضارع فيرفع بعدها.
فيجوز أن نقول لمن " قال آتيك "، إذن أكرمك بالرفع على الأصل، وبالنصب على أنها حرفية " (1).
شروط النصب بإذن: ـ
1 ـ أن يكون الفعل مستقبلا.
2 ـ أن تكون في أول الكلام.
3 ـ ألا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم.
توضيح الشروط السابقة:
ــــــــــــــــ
1 ـ كتاب في أصول اللغة ج2 ص135،
وحاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص290.
1 ـ يشترط في عمل إذن دلالة الفعل بعدها على الاستقبال.
نحو: إذن أكرمَك. جوابا لمن قال: سأزورك.
فإذا لم يدل الفعل على الاستقبال، امتنع عمل إذن، وجاء الفعل بعدها مرفوعا.
نحو: إذن أظنك صادقا. برفع أظنك، جوابا لمن قال: أنا أحترمك.
2 ــ وأن تكون في أول الكلام. نحو: إذن أجيئَك. بنصب الفعل. فإذا لم تتصدر الكلام امتنع عملها. نحو: محمد إذن يكرمك. برفع الفعل.
3 ــ ولا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل، كما هو في الأمثلة السابقة. فإذا فصل بينهما امتنع عملها. نحو: إذن أخي يكرمك. برفع الفعل.
وإذا كان الفاصل بينهما القسم لم يمتنع عملها. نحو: إذن والله آتيك.
بنصب الفعل.
حكم " إذن " بعد الفاء والواو: ـ
إذا جاءت " إذن " بعد الفاء أو الواو ثم تلاها الفعل المضارع الدال
على الاستقبال، جاز فيها العمل. نحو: فإذن أكرمك. بنصب الفعل.
وإذن أحضر. بنصب الفعل.
كما يجوز إهمالها، والفعل بعدها مرفوع.
295 ـ نحو قوله تعالى: {فإذن لا يأتون الناس نقيرا} 1.
وقوله تعالى: {وإذن لا يلبثون خلفك إلا قليلا} 2.
ولكن الإهمال أكثر كما ذكر صاحب لسان العرب.
ــــــــــــ
1 ـ 53 النساء. 2 ـ 76 الإسراء.
د. مسعد زياد
ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 11:24 ص]ـ
تابع عمل الأحرف:
جزم الفعل المضارع الصحيح والمعتل الآخر
يجزم الفعل المضارع الصحيح الآخر، أو المعتل الآخر إذا سبقه حرف
من أحرف الجزم، وتكون علامة جزم الصحيح الآخر السكون، وعلامة
جزم المعتل الآخر حذف حرف العلة من أخره.
نحو: لم يهمل المجتهد واجبه.
296 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لم ينزل به سلطانا} 1.
ونحو: لتخش الله في ما تقول.
ومنه قوله تعالى: {أو لم ير الذين كفروا} 2.
وقوله تعالى: {ولم يخش إلا الله} 3.
ونحو: لا تدع أخاك إلى الرحلة.
ومنه قوله تعالى: {كأن لم يدعنا إلى ضر مسه} 4.
ونحو: لم يرم محمد الكرة.
ومنه قوله تعالى: {كأن لم تغن بالأمس} 5.
الأحرف الجازمة لفعل مضارع واحد.
تحدثنا في أسلوب الشرط عن الأدوات التي تجزم فعلين مضارعين،
وفي هذا المقام نتحدث عن الأحرف الجازمة لفعل مضارع واحد وهي:
لم، ولمّا، ولام الأمر، ولا الناهية.
1 ـ " لم "
حرف نفي وجزم وقلب. ينفي الفعل المضارع، ويجزمه، ويقلب معناه
إلى الماضي. نحو قوله تعالى: {لم يلد ولم يولد} 1.
وقوله تعالى: {ما لم يؤت أحد من العالمين} 2.
وقوله تعالى: {أو لم يهد للذين يرثون الأرض} 3.
2 ـ " لمّا "
حرف نفي وجزم واستغراق. فهي تنفي المضارع، وتجزمه، ويستغرق
النفي جميع أجزاء الزمن الماضي. نحو: لمّا يفرغ من عمله.
ومنه قوله تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} 4.
ـــــــــــــــ
1 ـ 3 الإخلاص. 2 ـ 20 المائدة.
3 ـ 100 الأعراف. 4 ـ 142 آل عمران.
27 ـ ومنه قول الشاعر:
فقلت له لما دنا أن شأننا ـــــــ قليل الغنى إن كنت لمّا تموَّل
ومنه قول عثمان بن عفان:
¥