ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 11:48 ص]ـ
تابع الحروف العاملة:
عمل الحروف الناسخة.
تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها، والرفع في الخبر، ويسمى خبرها، ولكن بشروط هي: ــ
1 ــ إنَّ وأنَّ: يفيدان التوكيد. نحو قوله تعالى: {وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس} 1
وقوله تعالى: {اعلموا أنَّ الله شديد العقاب} 2.
ومنه قول الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ــــــــ بيتا دعائمه أغز وأطول
2 ــ كأن: تفيد التشبيه. نحو: كأن عليا أسد.
ونحو قوله تعالى: {كأن في أذنيه وقرا} 3.
وقوله تعالى: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} 4.
ومنه قول لبيد:
حُفِزت وزايلها السراب كأنها ـــــــ أجزاع بيشة أثلها ورضامها
3 ــ لكنَّ: تفيد الاستدراك والتوكيد. نحو: أخوك عالم لكنه بخيل.
وقوله تعالى:
{إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون} 5.
وقوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد} 6.
ومنه قول عمرو بن كلثوم:
نسمى ظالمينا وما ظلمنا ـــــــ ولكنَّا سنبدأ ظالمينا
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 6 الرعد. 2 ــ 98 المائدة.
3 ــ 7 لقمان. 4 ــ 65 الصافات.
5 ــ 243 البقرة. 6 ــ 253 البقرة.
ومثال مجيئها للتوكيد قولنا: لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز.
ونحو: لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني.
4 ــ ليت: تفيد التمني، وهو طلب ما لا طمع فيه. نحو: ليت الجو دافئ.
ونحو قوله تعالى: {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} 1.
وقوله تعالى: {يا ليت قومي يعلمون} 2.
ومنه قول الفرزدق:
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
5 ــ لعل: تفيد الترجي، وهو توقع الأمر المحبوب. نحو: لعل الله يرحمنا.
ومنه قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} 3.
وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا، فتكون بمعنى " كي ".
نحو قوله تعالى: {إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} 4.
وقوله تعالى: {لعلكم ترحمون} 5.
والمعنى في الآيتين: لكي تعلموا معانيه، وكي ترحموا.
وتفيد الإشفاق نحو: لعل المريض مشرف على نهايته.
ونه قوله تعالى: {لعلنا نتبع السحرة} 6،
وقوله تعالى: {لعل الساعة قريب} 7.
سي " لا سيما "
اسم بمعنى (مثل) وزناً ومعنى، ومثناه سيان، كقول أبي العلاء:
سيان عندي مادح محرض ـــــــ في قوله وأخو الهجاء إذا ثلب
ــــــــــــــ
(1) النساء [152] (2) النساء [30].
(3) الكهف [87].
ومنه قول ابن حمام المري:
وسيان عندي أن أموت وأن أرى ـــــــــ كبعض رجال يوطنون المخازيا
وتدخل عليه (لا) النافية للجنس، فنقول (لا سيما) إذا تلته (ما)، كقول امرئ القيس:
ألا رب يوم صالح لك منهما ــــــــ لا سيما يوماً بدارة جلجل
ونحو: أحب قراءة الكتب ولا سيما كتب الأدب.
وفي التعبير السابق ثلاثة أوجه من الإعراب هي:
1 ـ أحب قراءة الكتب ولا سيما كتب الأدب. (في حالة الرفع).
أحب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا.
قراءة: مفعول به، وهو مضاف. الكتب: مضاف إليه مجرور.
ولا: الواو اعتراضية لا محل لها من الإعراب، أو حالية أو استئنافية
أو عاطف.
لا: نافية للجنس تعمل عمل إن، حرف مبني على السكون لا محل له
من الإعراب.
سيما: سي: اسم لا منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف،
وما اسم موصول أو نكرة موصوفة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. وخبر لا محذوف وجوباً تقديره موجود.
كتب: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، وكتب مضاف، والأدب مضاف
إليه. والتقدير النهائي: أحب قراءة الكتب ولا مثل التي هي كتب الأدب،
على اعتبار ما موصولة والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أو: أحب قراءة الكتب ولا مثل شيء هي كتب الأدب، على اعتبار
ما نكرة، والجملة بعدها في محل جر صفة لها.
2 ـ أحب قراءة الكتب ولا سيما كتب الأدب. (في حالة النصب).
ولا: الواو اعتراضية، أو حالية استئنافية، لا نافية للجنس.
سيما: سي اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، وما زائدة كافة
عن الإضافة.
كتب: مفعول به لفعل محذوف تقديره: أحب، أو أخص، وكتب مضاف.
الأدب: مضاف إليه.
وهذا الوجه ضعيف لمنعه من قبل جمهور النحاة، ويرى بعضهم أنه منصوب على الاستثناء بإنزال (لا سيما) منزلة (إلا) (1).
3 ـ أحب قراءة الكتب ولا سيما كتب الأدب. (في حالة الجر).
ولا: الواو اعتراضية، أو حالية، أو مستأنفة، لا نافية للجنس.
سيما: سي اسم لا منصوب بالفتحة، وهو مضاف، ما زائدة لا عمل لها.
كتب الأدب: مضاف إليه مجرور، وكتب مضاف، والأدب مضاف إليه.
وفي حالة مجيء الاسم الواقع بعد إلا نكرة يجوز نصبه على التمييز أو الرفع أو الجر على اعتبار الوجه الأول والثالث في الاسم الواقع بعد لا سيما، مثال: أحب الفاكهة ولا سيما ناضجة.
د. مسعد زياد
¥