فإن أك مأكولا فكن أنت آكلي ــــــــ وإلا فأدركني ولمّا أمزّقِ
3 ـ " لام " الأمر:
يطلب بها إنجاز الفعل في الزمن الحاضر، أو المستقبل، يؤمر بها الغائب كثيرا. 297 ـ نحو قوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته} 1.
وقوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا} 2.
وقوله تعالى: {فليدع ناديه} 3.
ويؤمر بها المخاطب والمتكلم قليلا.
نحو قوله تعالى: {ولنحمل خطاياهم} 4.
وتحذف لام الأمر كثيرا إذا وقعت بعد فعل الأمر (5).
298 ـ نحو قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} 6.
أما إذا لم تقع بعد فعل الأمر فحذفها قليل، ويقتصر على الضرورة.
4 ـ " لا " الناهية:
هي الموضوعة لطلب الكف عن العمل، ويخاطب بها المخاطب، والغائب كثيرا. 299 ـ نحو قوله تعالى: {ولا تصغر خدك للناس} 7.
وقوله تعالى: {لا تخف إنك أنت الأعلى} 8.
وقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله} 9.
ــــــــــــــــ
1 ـ 7 الطلاق. 2 ـ 8 النساء. 3 ـ 17 العلق.
4 ـ 12العنكبوت. 5 ـ الكامل في النحو والإعراب لأحمد قبش ص29.
6 ـ 31 إبراهيم. 7 ـ 18 لقمان.
8 ـ 68 طه. 9 ـ 106 يونس.
ومثال الغائب: لا يهمل أحكم الدرس.
300 ـ ومنه قوله تعالى: {لا يتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء} 1.
أما مجيئها مع المتكلم فنادر.
28 ـ ومنه قول الوليد بن عقبة:
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد ــــــــ لها أبدا ما دام فيها الجراضم
تنبيه:
إذا جزم الفعل المضارع المضعف الآخر، نابت " الفتحة " لخفتها عن " السكون "، أو حرك الفعل بالفتحة لخفتها عن السكون.
نحو: لا تمسَّ أخاك المسلم بضر.
301 ـ ومنه قوله تعالى: {لا تضارَّ والدة بولدها} 2.
ــــــــــ
1 ـ 106 يونس.
2 ـ 233 البقرة.
حرفا الشرط الجازمتان لفعلين: إنْ، وإذما.
179 ـ نحو قوله تعالى: {إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} 1
وقوله تعالى: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم} 2.
وقوله تعالى: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} 3.
ونحو: إذما تجتهد تنل جائزة.
إذما: حرف شرط مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تجتهد: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: أنت، تنل: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ومنه قول: عباس بن مرداس:
إذْ ما أتيت على الرسول فقل له ــــــــ حقا عليك إذا اطمأن المجلس
وتفصيل القول في الحرفين السابقين كالتالي
أولا ـ إنْ: حرف شرط جازم، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط.
نحو قوله تعالى: {إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل} 4.
وقوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد} 5.
وقوله تعالى: {إن نشا ننزل عليهم من السماء آية} 6.
ـــــــــــ
1 ـ 31 النساء. 2 ـ 130 آل عمران.
3 ـ 38 الأنفال. 4 ـ 50 التوبة.
5 ـ 16 فاطر. 6 ـ 4 الشعراء.
ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة نوردها فيما يلي:
1 ـ من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن المفروض في " إن " الشرطية أن
تجزم فعلين لفظا، أو محلا، يسمى الأول فعل الشرط، ويسمى الثاني
جواب الشرط وجزاءه غير أنه قد يأتي بعدها اسم، وفي هذه الحالة نقدر
بعدها فعلا محذوفا يفسره الفعل المذكور. نحو: إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه.
إن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
محمد: فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير:
إن تأخر محمد فعاقبه. ومنه قوله تعالى:
إن امرؤ هلك ليس له ولد ولها أخت فلها نصف ما ترك} 1.
وقوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك} 2.
2 ــ يكثر مجيء " ما " الزائدة بعدها، فتدغم فيها النون.
نحو: إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة.
إمَّا: أصلها: إن الشرطية مدغمة مع ما الزائدة، وكلاهما حرفان مبنيان
على السكون لا محل لهما من الإعراب.
180 ـ ومنه قوله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} 3.
وقوله تعالى:
{فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما} 4.
وقوله تعالى:
{إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف} 5.
3 ـ قد يأتي بعد إن الشرطية فعل مضارع منفي بلا النافية التي لا عمل لها، فتدغم " لا " في " النون ". نحو: إلا تحضر الامتحان ترسب.
ـــــــــــــــ
1 ـ 176 النساء. 2 ـ 6 التوبة.
3 ـ 200 الأعراف. 4 ـ 26 مريم.
5 ـ 23 الإسراء.
إلا: أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة،
وكلاهما حرفان مبنيان على السكون، لا محل لهما من الإعراب.
181 ـ ومنه قوله تعالى: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما} 1.
وقوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله} 2.
ثانيا ـ إذما: حرف شرط جازم، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة
على الزمن الماضي، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت،
ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل، وأصبحت مع " ما "
بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين، وبمنزلة " إنما ". نحو: إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك.
25 ـ ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر ــــــ به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا
وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما "، كما أجاز ذلك في " حيث "، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا، فإنه يمكن
الاستشهاد عليه بقوله تعالى:
(وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف} 3.
فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم "، وجوابه " فأوا "،
والله أعلم.
د. مسعد زياد
¥