تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 10:57 ص]ـ

أخي الكريم عنوقد الزواهر

جزاك الله خيرا على المتابعة

ولكن أخشى أن يخرج النقاش عن الموضوعية بالتشعب وعدم توضيح النقاط الملتبسة.

فأنا ذكرت يا أخي أن العلماء لم يختلفوا أن (واسأل القرية) أن القرية تعرب مفعولا به، وهذا على كلا القولين بالحذف وعدمه، ولم أرد أن أذكر الاتفاق على عدم الحذف، فكيف فهمتَ من قولي ذلك بارك الله فيك؟

والخلاف في ذلك مشهور جدا ولم أقصده؟! فبعض العلماء قدروا محذوفا (واسأل أهل القرية)، فتكون القرية مضافا إليه، ولكن عند الحذف ينوب المضاف إليه عن المفعول، فيعرب مفعولا به، ولا يمكن أن يقال في (واسأل القرية) إن القرية مضاف إليه؟! فهذا لم يقل به أحد، وهذا هو ما قصدته بعدم اختلاف العلماء، فأرجو أن تسلم لي بهذه المسألة أولا قبل أن أعلق على باقي ما ذكرت.

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 03:29 م]ـ

:::

أخي الحبيب، بارك الله فيك، قولك هنا: " ينوب المضاف إليه عن المفعول" وهذا ما أردته، وهو التدقيق، في عرف أهل التحقيق، والخلاف موجود في إعراب القرية، فمنهم من يجعلها مفعولا به وضعا وموضعا، ومنهم من يجعلها نائبة عن المفعول به، وهي في الأصل مضاف إليه، ومثل هذا التدقيق لا يذكر إلا في مجالس التحقيق وأنت أهل له، وأما عدم التعرض لمثل هذا فهو جري على المسامحة، كأن يعرف بعضهم الوضع في قول الآجرومي: " المفيد بالوضع" بأنه الطريقة التي يسير عليها العرب في كلامهم، مع أن المراد به هنا المصطلح المشهور، المبني على الخلاف المنثور في المُزهر ورسالة العضد المشهور، فالتعريف السابق للوضع من قبيل المسامحة، وعذر المعرف التقريبُ. وأما عند أهل التدقيق، فهو ما ذكره الشريف في تعريفاته، والتفتازاني في تلويحه، وهما قولان مشهوران فيه.

أعود إلى أصل المسألة: لو تأملنا الفرق بين قولنا: " قضيت دينا" و: " قضيت يومين" لظهر مرادي جيدا فيما ابتدأت به، فالجملة الثانية يشوبها بعض الغموض، ولذا قال بعض المعلقين الفضلاء: " جملتك غير واضحة"، وهذا يدل على أن الجملة لم تكتمل بعد، ولم يأت ما يزيل غموضها، وا الفعل قضى عند التعدي للزمن قد يضمن معنى فعل آخر كالتقدير مثلا، كما ذكر أبو حيان في قوله تعالى: " ثم قضى أجلا"، ولا شك في اختلاف الفعلين (قضى) و (قدر)، كما لا يخفى، وإلا لم يكن ثمة فائدة من التضمين. وبمثل هذا نقول في قولنا: " قضيت يومين" و: "أنهيت يومين"، والفرق بينهما لا يظهر إلا للمتأمل جيدا فيهما، ومبنى ذلك على أهمية النظر للمعنى والتذوق البلاغي قبل الحكم الإعرابي. آمل ألا أكون قد تشعبت كثيرا، وأن يكون الهدف الوصول للصواب، كما أني أشكرك على هذه الدماثة في الخلق والأرومة في التعامل مع الآخر، والله الموفق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير