ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 05 - 2006, 02:45 ص]ـ
الأستاذ أبا طارق حفظه الله
أشكرك على تلطفك بالمرور والاستزادة أعان الله على تحقيقها.
الأستاذة معالي وفقها الله
أشكرك على تفضلك بالاطلاع والمتابعة ... جزيت خيرا.
الأستاذ السهيلي سهّل الله له الأمور ولقّاه الرضا والسرور
أشكرك على مشاركتك القيمة وأخبرك أني كتبت تعليقي هذا بدون الرجوع إلى المصادر فما كتبته نظرات بعد تأمل في ردود ابن مالك التي في نفسي منها شيء، وقد سررت أن وافق ما ذكرته آراء بعض العلماء.
وقد كان هدفي من إيراد آية الكهف إثبات النظير لا الشبيه، فالمستقبل نظير الماضي بالنسبة للحاضر، فكما جاء استحضار الماضي جاء هنا استحضار المستقبل.
أما التقدير الذي قدرته في آية يوسف فالباعث عليه أن الإنسان لا يحزن إلا بسبب وقوع مكروه أو توقع وقوعه، وقد كان يعقوب عليه السلام يتوقع أن يكيد الأخوة ليوسف لذلك حذره (يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا) نعم لم يكن يعقوب عليه السلام متأكدا من حصول المكروه ولكن كان يتوقع أن يكون طلبهم هذا كيدا منهم، وهذا التوقع هو الذي جعله يحزن، والله أعلم.
مرة أخرى أشكرك على إفادتك الثمينة.
مع التحية الطيبة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 05 - 2006, 10:32 ص]ـ
ومثل هذا أن يخبرك أحدهم بقدوم زيد غدا، فتقول وقد فرحت بالنبأ: إني ليسرني أن يقدم زيد غدا، فتعبر عن سرورك الحاصل بالنبأ، ولا تعني أنك غير مسرور الآن، ولكن السرور سيتم غدا، وهذا واضح بإذن الله، وبه يسقط اعتراض ابن مالك على الجمهور.
جزاكم الله خيرا
ولي تعقيب يسير
فإن القائل لو قال: (يسرني قدوم زيد غدا) بغير لام الابتداء لكان معنى هذا الكلام عند جماهير النحويين أن السرور حاصل في الاستقبال، وليس في الحال، وهذه الجملة لا تختلف عن الجملة المذكورة باللام في المعنى، وهذا ليس معناه أن السرور ليس حاصلا في الحال، فقد يكون حاصلا، ولكن الكلام عن دلالة هذا اللفظ، وليس عن دلالة ما يؤخذ من قرائن الحال.
فالأستاذ الأغر بنى اعتراضه على كلام ابن مالك على القرائن المستنبطة من النص، وهذا فيه نظر، فإن الكلام عن النص ذاته ودلالته، وأما ما يستفاد من القرائن فقد يكون صوابا في نفس الأمر، ولكنه ليس مأخوذا من دلالة النص.
أرجو أن يكون كلامي واضحا.
فابن مالك يقيس قولك (إنه ليسرني أن يجيء زيد غدا) على قولك (إنه يسرني أن يجيء زيد غدا)، والفرق بينهما لام الابتداء فقط، ولم يختلف المعنى بين الجملتين، وليس حصول السرور الآن بدليل على خطأ كلام ابن مالك، فإن السرور الحاصل الآن إنما استفيد من قرائن الحال وليس من هذه الجملة، والدليل على ذلك أن مقدار السرور عادة يختلف من حال الإخبار لحال المجيء، فلا شك أنه إن كان مسرورا الآن بالإخبار، أنه سيكون أشد سرورا عند وقت المجيء.
وفي قصة يعقوب لما قال (إنه ليحزنني أن تذهبوا به) ذكر الأستاذ الأغر أن كلامهم هو الذي أوقع الحزن في قلب يعقوب فهو حزن في الحال وليس في الاستقبال.
ولقائل أن يقول: إن هذا الحزن الذي ذكرته إنما فهم من قرائن الحال، ولم يفهم من هذا النص (ليحزنني أن تذهبوا به)، بدليل أن حزنه بذهابهم به حاصل ولا شك، وكذلك فهو ربما يكون أكثر من حزنه بمجرد ذكرهم لكلامهم.
ولقائل أن يقول: إنما قصد يعقوب أنه لا يطيق فراق يوسف كما ذكر ذلك في التفسير، فلا يكون ما ذكره الأستاذ الأغر من معنى الآية دليلا، لأنه احتمال وفهم للآية، وليس نصا، وهو معارض بفهم آخر لعله أوضح وأقرب لدلالة النص، فالفاعل لـ (يحزنني) هو المصدر المؤول من (أن تذهبوا) ولا شك أن نسبة الفاعل للفعل أولى من ادعاء محذوف أو مجاز علاقته المآل كما ذكر؛ لأنها هي الظاهر من الكلام فحمل الكلام عليها أولى.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 01:48 ص]ـ
فابن مالك يقيس قولك (إنه ليسرني أن يجيء زيد غدا) على قولك (إنه يسرني أن يجيء زيد غدا)، والفرق بينهما لام الابتداء فقط، ولم يختلف المعنى بين الجملتين،
أخي أبا مالك
ثمّ فرق في المعنى بين هاتين الجملتين، فالمضارع المقرون بلام الابتداء يدل على الحاضر نصا، أي أن السرور حاصل في زمن التكلم.
أما المضارع المجرد من لام الابتداء فيحتمل معنيين: الدلالة على الحاضر والدلالة على المستقبل يعني أن السرور بالمجيء قد يكون حاصلا زمن التكلم أو أنه سيقع مع المجيء، بمعنى: إنه سيسرني أن يجيء زيد غدا، فالمضارع المجرد من لام الابتداء ليس فيه نص على الحال أو الاستقبال، فإذا دخلت لام الابتداء عليه خلصته للحال، وإذا دخلت عليه السين أو سوف خلصته للاستقبال، فمناط النظر في رد ابن مالك على الجمهور هو أن المضارع المقرون باللام ليس نصا في الدلالة على الحال.
مع التحية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 01:15 م]ـ
أخي الكريم (الأغر)
ألا تلاحظ أنك تستدل بعين المسألة المتنازع عليها؟!!
¥