وإذا أعربنا حوالي فاعلا كما يتضح من مضمون الجملة وعشرين مضافا إليه
كيف نحدد علامة الإعراب؟ وما ذكر عنها يؤكد أنها مثنى والياء علامة إعراب. من يفتي فيما قلت؟
د. مسعد زياد
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 03:27 م]ـ
.
هل يستطيع احدٌ مشكوراً أن يأتي لنا بنصّ من شاهد شعري أو من كتب
علماء اللغة والنحو .. وقد استُخدمت (حوالي) مع العدد بمعنى " تقريباً "؟
.
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 11:13 م]ـ
أؤيد الأستاذ السهيلي في أن حوالي في فصيح اللغة لم ترد بمعنى تقريبا، لكن دلالتها على معنى الإحاطة والالتفاف، ودلالتها على الجوانب لا تخلو من معنى المقاربة. فعندما نقول: شاهدت اللص حوالي البيت، فمعنى ذلك أنني شاهدته في جوانب البيت، في محيط البيت.
أليس محيط البيت مقاربا للبيت؟
لعل استعمال " حوالي" بمعنى المقاربة قد جاء في كتب المتأخرين التي استعملت الكلمة ظرفا للزمان، بعد أن كانت مختصة بالمكان.
جاء في الدارس في تاريخ المدارس
ثم قدم دمشق حوالي سنة ثماني عشرة وثمانمائة ............
ومولده على ما أخبرني به صاحب القاضي شمس الدين الكفيري قريباً من حوالي الستين وقيل بعد ذلك
جاء في البداية والنهاية:
وكان مختفيا بدمشق حوالي سنة
وفي معجم الشعراء:
محمد بن نصر بن منصور الكاتب يكنى أبا بكر ويعرف بالزحوفي لأنه كان يتعاطى علم العروض والزحاف فيه فغلب عليه. توفي حوالى الثلثمائة.
وفي سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
وكان الظهور آخراً لمؤنس، وقتل من أصحاب حباسة حوالي سبعة آلاف
جاء في المنتظم
فإذا كثرنا كنا حوالي العشرين، وإذا قل عددنا كنا حوالي العشرة
واستخدمها بمعنى المقاربة الزمانية والعددية بكثرة الزركلي في الأعلام، وسيد قطب في الظلال.
وسواء جاءت للزمان أو المكان فهي ملازمة للنصب على الظرفية، قال الألوسي في روح المعاني:
وحول ظرف مكان ملازم للظرفية والإضافة ويثنى ويجمع فيقال حوليه وأحواله وحوال مثله فيثني على حوالي، ولم نظفر بجمعه فيما حولنا من الكتب اللغوية.
وفي حالة إضافتها للعدد فإنها بظرفيتها تدل على جوانب ذلك العدد أي ملاصقه الذي قبله وملاصقه الذي بعده فعندما نقول: حوالي خمسة، فإننا ندخل الأربعة، وندخل الستة احتمالا. والأربعة والستة تحيطان بالخمسة من كل جانب.
وفي نفسي قرار بعدم العودة لا لشيء إلا لأني لم أقع لها على إعراب ألبتة ....... حتى ضجرت من البحث يشهد الله في أكثر من عشرين مرجعا ..... وهأنذا أعود لاجتهد فإن أصبت فلي أجران، وإن أخطأت فلي أجر واحد ولا تعنفوني
صراحة ما بعدها صراحة، إلا هكذا الفِصاح ُ أو فلا فصاحة، ما أجمل لا أعرف من عارفٍ، فكيف بها من ضليع المعارف.
إذا جاز أن نعرب حوالي فاعلا، فهذا يعني أنها ظرف متصرف مختص يصلح للنيابة عن الفاعل.
قال الدكتور:
وإذا أعربنا حوالي فاعلا كما يتضح من مضمون الجملة وعشرين مضافا إليه
كيف نحدد علامة الإعراب؟ وما ذكر عنها يؤكد أنها مثنى والياء علامة إعراب
هما احتمالان
الأول: إعراب حوالي فاعلا، ومعاملتها معاملة المثنى مما يقتضي تصويب الجملة لتصبح:
حضر من الطلاب حوالا عشرين طالبا
الثاني: إعراب حوالي فاعلا، ومعاملتها معاملة المنقوص دون التفات إلى التثنية فالعلامة الإعرابية مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
ولم يرد عن العرب أنهم قالوا: حوالا، تثنية لحوال بل ألزموها الياء في التثنية.
فهي إذن من الظروف غير المتصرفة التي لا تقع إلا ظرفا، وهذا ما يصر عليه أستاذنا السهيلي، في أنها لم ترد بمعنى تقريبا.
وكما تعلمون فإن الظرف الذي ينوب عن الفاعل هو الظرف المختص الذي يكتسب معنى إضافيا من مضاف إليه أو وصف، على أن يكون هذا الظرف كامل التصرف فيصلح للرفع والنصب والجر، أو شبيها بالمتصرف صالحا للجر بمن.
إذن حوالي غير المختصة وغير المتصرفة لا تصلح للفاعلية في جملتنا الشائكة.
أما عشرون
فإن كانت فاعلا فحوالي هي الظرف ولنحذف الظرف لتصبح الجملة:
جاء من الطلاب عشرون طالبا
ثم لندخل الظرف في نهاية الجملة لتصبح:
جاء من الطلاب عشرون طالبا حوالي
ما دلالة الظرف؟
حوالي ماذا؟
لنجرب من الطلاب
¥