تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[السُّهيلي]ــــــــ[19 - 05 - 2006, 03:18 م]ـ

الأخوين الكريمين ..

أما العطف فأرى فيه رائحة الاستئناف، ولهذا فلا شيء فيه، علما بتجويز عطف الإنشاء على الخبر والعكس، ولست بصدد التفصيل لأن المطلوب إبداء الرأي الخاص ..

وأما ربيعة أو مضر، فما دامت الواو تفيد العطف مطلقا، فالمرء بالخيار، والعربي في هذا يقدم الأولى والأهم عنده، وأسباب التقديم والتأخير معلومة .. وما أظن عربيا يبحث عن الجهر والهمس والاستعلاء والقضقضة وغيرها في كل حرف يلفظه أو يكتبه، فللحديث آلية لا شعورية، والشاعر حين ينظم لا يزن كل حرف أو حركة وإنما في وجدانه نغم عام ..

وأما اختصاص الإعراب بأواخر الكلمات فأنت تعرف أنه سؤال مستحيل .. هذا سؤال يطرح على سيدنا آدم الذي علمه الله الأسماء كلها .. فكأنك تسأل لماذا سموا اللغة لغة ولم يسموها أرضا، ولماذا سموا الحرف حرفا ولم يسموه صاروخا؟. هذه اللغة هكذا وجدت، فاسأل واضع اللغة، فإن عجزت فانظر ما هو كائن وصف ما تشاهد، تجد ما يتغير بحسب محلات الإعراب هو الأواخر .. أما لماذا؟. فكله رجم بالغيب، وفلسفات نظرية عقلية ليس عليها دليل حسي واقعي مادي ملموس، فواهم من يدعي أنه يعرف غير إبداء رأي لا دليل عليه .. وأنت طلبت إبداء الرأي .. وشكرا ..

.

.

أخي أبا داوود ..

أما الاستئناف , فأعتقد أنه غير متحقق لأن الاستئناف إنما يكون بعد

تمام الكلام .. وهو هنا غير تام .. فقولنا: أبدأ باسم الله الرحمن الرحيم ..

يحتاج إلى إتمام معنى .. فكيف أستأنف معنى جديداً وأنا لم أكمل المعنى الأول ..

ولتوضيح هذه الصورة تأمل هذه الجملة:

بسم الله الرحمن الرحيم , وكتب الخليفة إلى القضاة بـ .... الخ

هل يصح وضع حرف العطف هنا على أنه استئناف؟!!

وبالنسبة لربيعة ومضر .. فمعك حقّ أنه يجوز البدء بأيهما شئنا

ولكن كان القصد أيهما أفضل في موقع الكلام .. والمعروف أن العرب

تهتم بالأخفّ وتترك الأثقل .. ومن الثقل توالي الحركات ..

أما اختصاص الإعراب بآخر الكلمات فليس هو سؤال استحالة

كما زعمت أخي أبا داوود .. بل هو سؤالٌ ممكن .. وليس كسؤال من يسأل

عن اللغة لماذا سميت لغة .. !

مع أنه يمكن تعليل بعض الأسماء لماذا سمّيت بذلك .. ولكن ليس أصلها

الذي وضعت عليه .. !

فالعرب يستخدمون الإعراب ليس اعتباطاً .. وإنما تبعاً لقواعد النطق

ومن ضمنها المعنى أو الخفة والثقل ..

ألا ترى أنه يستثقل قولنا: مررتُ بِمحمدٌ ..

بينما يسهل النطق إذا قلنا: مررتُ بمحمدٍ ..

فكذلك الإعراب .. إنما اختص بأواخر الكلمات لأنه

أسهل للنطق وأوضح في المعنى ..

فللتفريق بين الفاعل والمفعول به في قولنا:

كلّم محمدٌ علياً .. لايتضح إلا من خلال الحركات ..

ولو وضعنا الحركة في منتصف الكلمة لاختلّ النطق السليم بها

كما وضعوها عليه ..

وأيضاً فإن هناك سبباً معنوياً .. فإن الإعراب هو الإبانة ..

والاسم إذا لم يكتمل النطق به فمعناه أنه لم يكتمل المعنى المراد

تحقيقه به .. وإذا اكتمل النطق انتهى المقصود منه وبقي

مايدل على المعنى الذي نطق من أجله وهذا مايوضّحه الإعراب

ولايمكن أن يوضّح الإعراب معنى كلمة والمراد منها قبل استيفاء النطق بها!

فعرفنا من ذلك أن الإعراب له تعليل وأن اختصاصه بأواخر الكلمات له تعليل أيضاً .. والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير