أستاذي البيدق
غيضنا من فيضك
أستاذي علي المعشي
قلتم متفضلين:
وقد اجتهدتُ في الإجابة ويسعدني الإفادة .....
يقول النحاة في " أن ":
إذا صلح دخولها على فعل فحذفت ولم تدخل، كان وجه الكلام فيه الرفع.
قال تعالى:
" قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ " الزمر، 64
فالفعل " أعبد " ارتفع بألفه الدالة على الاستقبال، ومثل ذلك يقال في الفعل " يترك" الذي يصلح لدخول أن لكنها لم تدخل، فيرتفع بيائه الدالة على الاستقبال.
قال طرفة ابن العبد:
ألا أيهذا الزاجري أحضرُ الوغى
وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
لنحلل المسألة من جديد:
يقول الشافعي رحمه الله مستفهما:
أفآمره يترك ......... ؟
لدينا حرف استفهام، وحرف عطف، ومضارع مرفوع وفاعل مستتر فيه، ومفعول به، وفعل مضارع مرفوع وفاعل مستتر فيه.
ما إعراب الجملة الفعلية " يترك "
هما إعرابان:
الأول: إعرابها حالا بتأويل مصدرها المؤول" ترك" بمشتق تقديرها تاركا.
الثاني: إعراب مصدرها المؤول منصوبا على نزع الخافض، حيث " يترك" جملة فعلية مؤولة بمصدر حذف جاره فانتصب على نزع الخافض، ويجوز إعراب المصدر المؤول مفعولا لآمر دون تقدير حذف الجار كما سيجيء في قول الألوسي.
لعل الأقرب للمعني هو الاحتمال الثاني.
فالقرطبي قدر المعنى في الآية:
أتأمروني بعبادة غير الله
فقدر مصدرمؤولا وقدر حرف الجر، مثلما كان تقديركم أن " يترك" تقديرها " بترك".
ثم قال:
" أعبد " أي أن أعبد فلما حذف " أن " رفع، قاله الكسائي، ومنه قول الشاعر: * إلا أيهذا الزاجري أحضر ُ الوغي، والدليل على صحة هذا الوجه قراءة من قرأ " أعبد " بالنصب.
فقدر أن من جديد، وكأنه لا بد من تقدير أن فيكون حذفها سببا في رفع المضارع، ولعل هذا يشبه قولكم:
الجملة دالة على المصدرية بدون الحرف المصدري.
فيكون قولكم:
ولا حاجة لنصب المضارع بناصب مقدرلأن
موجها لمن ينصبون الفعل يترك، وليس لمن يرفعونه.
ويقول الألوسي:
وجوز أن يكون {أَعْبُدُ} في موضع المفعول لتأمروني على أن الأصل تأمروني أن أعبد فحذفت أن وارتفع الفعل كما قيل في قوله
: ألا أيهذا الزاجري احضر الوغي ... ويؤيد قراءة من قرأ {أَعْبُدُ} بالنصب.
جاء في التحرير والتنوير:
" وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " الروم، 24
..... فلذلك قال أيمة النحو: يجوز هنا جعل الفعل المضارع بمعنى المصدر من غير وجود (أن) ولا تقديرها، أي من غير نصب المضارع بتقدير (أن) محذوفة، وجعلوا منه قول عُروة بن الوَرْد:
وقالوا ما تشاء فقلت ألهو ... إلى الإصباح آثر ذي آثار
وقول طرفة:
ألا أيهذا الزاجري احضُر الوغى ... وجعلوا منه قوله تعالى {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} [الزمر: 64] برفع {أعبد} في مشهور القراءات، وقولهم في المثل: تسمع بالمعيديّ خيرٌ من أن تراه، وقول النبي صلى الله عليه وسلم «كلَّ يوم تطلُع فيه الشمس تعدِل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو تحمل عليها متاعه صدقة» وقوله فيه: «وتميط الأذى عن الطريق صدقة» رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
يقول عباس حسن:
وقد تحذف أن سماعا ويرفع المضارع سماعا كما في قوله تعالي: ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا.
كما ترى أستاذي علي، فإنني عند قولي:
أما عن تحليلكم الصرفي والنحوي فلا عطر بعد عروس
أستاذي داوود
قلتم عن أبي سليمان:
أنا قلت تغيير حرف ولم أقل حذف حرف
أقول: أفصت دجاجتي
أما الأستاذ عنقود الزواهر فقد أعاد المياه إلى مجاريها
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 04:33 م]ـ
الكريم "محمد"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
ما شاء الله!!
عمق وثراء أدامهما الله تعالى عليك أيها الكريم!!
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 01:06 م]ـ
أستاذي داوود .. قلتم عن أبي سليمان: أقول: أفصت دجاجتي .. تحياتي أخي محمد على هذا الإثراء الرائع، من مدير أعمال مبدع .. وشكري وتقديري للإخوة جميعا جزاهم الله خيرا ..
سليمان .. اليمان .. مع أطيب التحية ..
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 02:37 م]ـ
أبا اليمان
نسبي لعمري في ربيعة غرة
فيها ولي قلب هواه يماني
ذهبت يمان بالمفاخر كلها
بك دون أهل الفخر بالنعمان
أول محاولاتي كانت الألف مكان السين فكانت النتيجة " أليمان" بالقطع، فكان هروبي السريع من هذا الاحتمال القاسي سببا في أن يفوتني أن أجرب الوصل.
من مدير أعمال
مديرأعمال .... موارد بشرية.