تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2. قال أبو داوود في سننه: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالُوا حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو عَتَّابٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَكِينٍ نُوحُ بْنُ رَبِيعَةَ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُعَيْقِيبِ وَجَدُّهُ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ أَبُو ذُبَابٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيٌّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ قَالَ فَرُبَّمَا كَانَ فِي يَدِهِ قَالَ وَكَانَ الْمُعَيْقِيبُ رضي الله عنه عَلَى خَاتَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

- ابن المثنى: هو محمد بن المثنى العنزي أبو موسى الزمن البصري، من العاشرة، توفي في البصرة سنة 252 هـ، وهو ثقة ثبت حافظ، روى له الجماعة.

- زياد بن يحيى: هو أبو الخطاب العدنى البصرى، من العاشرة، توفي سنة 254 هـ، ثقة، من شيوخ الجماعة.

- الحسن بن علي: هو الخلال، ثقة حافظ، وتقدم.

- سهل بن حماد: هو العَنْقَزيُّ أبو عتَّاب البصري، من التاسعة، توفي سنة 208 هـ، روى له الجماعة إلا البخاري، وهو صدوق.

- نوح بن ربيعة: أبو مَكِين الأنصاري مولاهم البصري، من السادسة، توفي سنة 153 هـ، وروى له أصحاب السنن أبو داوود والنسائي وابن ماجه، ووثقه أحمد وابن معين وأبو داوود وأبو زرعة وابن حبان؛ وزاد: يخطئ، وقد ذكره العقيلي في الضعفاء وذكر له خبراً منكراً، وقال: (ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به)، وقال الذهبي: (وثقه غير واحد، وله حديث غريب، قال العقيلى: لا يتابع عليه، وقال البخاري: نوح عن أبى مجلز، وعنه ليث بن أبى سليم؛ منكر الحديث .... ثم ساق له الذهبي خبراً آخر منكراً)، وكذا نقل ابن حجر في تهذيبه تجريح البخاري لنوح بن ربيعة وليس هو في التاريخ الكبير – فالله أعلم -.

والذي يظهر والله أعلم أن نوح بن ربيعة صدوق محتج به لا ينزل عن رتبة الاحتجاج، وهذا بشهادة الأئمة الكبار الذين وثقوه وفيهم أحمد وابن معين وحدَّث عنه الإمام المتقن يحيى القطان وغيره من الأئمة الكبار كحماد بن سلمة وحماد بن أسامة وأبي داوود الطيالسي ويزيد بن زريع ووكيع بن الجراح، فمثله لا يُرَدُّ حديثُه بل هو في دائرة المقبول المحتج به، وأما النكارة في الحديث الذي ذكره العقيلي فالعهدة فيه على صفوان بن هبيرة تلميذ أبي مكين، فهو لين الحديث كما قال ابن حجر في التهذيب، وقال عنه أبو حاتم: شيخ، بل إن العقيلي نفسه ذكر هذا الخبر المنكر في ترجمة صفوان بن هبيرة في كتابه الضعفاء، وقال أيضاً: (صفوان بن هبيرة المخدج ولا يتابع على حديثه، لا يعرف إلا به، بصري رحمه الله .... ثم ساق خبره، ثم عاد فقال: ولا يعرف إلا عنه)، وأما النكارة في الحديث الذي ساقه الذهبي في الميزان، فقد بيَّن الذهبي نفسه مصدر النكارة فقال رحمه الله: (وقال البخاري: " نوح عن أبى مجلز، وعنه ليث بن أبى سليم؛ منكر الحديث " ....... ثم ساق الذهبي سند هذا الخبر، فقال: (أبو بكر بن عياش عن ليث عن نوح عن حميد بن لاحق عن أبى ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " خُيِّرَت أسماءُ بين أزواجها الثلاثة في الجنة، فاختارت الذى مات موتا، وكان أحسنهم خلقا "، هكذا قال: " حميد بن لاحق "، فإن كان عَنى به أبا مجلز فإنه لم يدرك أبا ذر، وإلا فهو مجهول) ا. هـ كلام الذهبي، وبذا دارت النكارة على أسباب هي: إما ليث بن أبي سليم، وإما: أبو مكين، وإما: الواسطة الساقطة بين أبي مجلز وأبي ذر، وإما: جهالة لاحق بن حميد إن لم يكن هو أبا مجلز، ولجلالة كلام البخاري في النفس فلا يبعد أن يكون الوهم من أبي مكين، ولكن إن جمعنا كلام أهل العلم فيه تبين لنا أن نوح بن ربيعة لا ينزل عن رتبة الاحتجاج، ولذا قال الذهبي في الكاشف: (ثقة)، وقال ابن حجر في التقريب: (صدوق).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير