تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- إياس بن الحارث بن المعيقيب: هو إياس بن الحارث بن معيقيب بن أبى فاطمة الدوسى، حجازي، من الثالثة، ليس له غير هذا الحديث في السنن، رواه أبو داوود والنسائي، ولم يذكر البخاري في تاريخه الكبير ولا ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولا ابن حبان في الثقات ولا المزي في تهذيبه راويا عنه إلا أبا مكين، وجزم عبد الحق – كما نقله ابن حجر في اللسان- بأنه لا يروي عنه غيرُ أبي مكين، وإياس ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق، وهو يروي هذا الحديث عن جده لأبيه المعيقيب، لا عن جده لأمه، وإنما ذكر أبو مكين أبا ذباب كالتنبيه على أن إياس يروي عن جديه لأبيه وأمه وهذا من حديثه عن جده لأبيه المعيقيب رضي الله عنه، ونبَّه على هذا صاحب عون المعبود، فلا يُتَوَهَّم أن المعيقيب يروي عنه هذا الحديث كلٌ من إياس حفيده وأبي ذباب، فهذا الظاهر غير مراد هنا كما هو ظاهر في سياق الآخرين ممن أخرج الحديث وأسنده، وكما هو ظاهر في كتب التخريج والأطراف، وعلى كلٍّ فإياس ليس بمجهول عين فعينه معروفة، ومثله مستور.

- المعيقيب: هو المعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي صحابي جليل أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، شهد بدراً، وكان على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم كما جزم أهل التاريخ والسير، وكان على بيت المال في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، واختُلف في وفاته، هل كانت في خلافة عثمان أو علي رضي الله عنهم؟ حديثه قليل، وليس له في الكتب الستة إلا حديثان؛ حديث مسح الحصى في الصلاة، وهذا الحديث.

- ملويٌّ عليه فضة: أي معطوفا عليه الفضة – كما في عون المعبود -.

- قَالَ: فَرُبَّمَا كَانَ فِي يَدِهِ: الظاهر والله أعلم أن هذا من قول إياس بن الحارث، كما يدل عليه السياق: (قَالَ: فَرُبَّمَا كَانَ فِي يَدِهِ، قَالَ: وَكَانَ الْمُعَيْقِيبُ عَلَى خَاتَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فقائل: (قال)، هو أبو مكين، وأراد بقال إياسَ بنَ الحارث، ويدل على ذلك رواية النسائي والبخاري في تاريخه الكبير والطبراني وأبو الشيخ وغيرهم: (عَنْ جَدِّهِ مُعَيْقِيبٍ، قَالَ: كَانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيٍّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ، فَرُبَّمَا كَانَ فِي يَدِي)، فهنا القول أسند إلى المعيقيب من أوله، فهو قائل: (فربما كان في يدي).

- وكان المعيقيب على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم: أي أمينا عليه

هذا الحديث: أخرجه أبو داوود والنسائي؛ وبوَّب عليه في الصغرى: ((لُبْسُ خاتَمٍ حديدٍ مَلْوِيٌّ عليه بفضة)) والبخاري في تاريخه الكبير – ترجمة معيقيب - والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وابن عساكر في تاريخ دمشق وأبو نعيم في معرفة الصحابة، وزاد: (وهو الذي سقط من معيقيب)، وهذا الحديث إسناده جيد، ومثله يمشَّى لإياس بن الحارث مع أنه لم يُذكر له غيرُ هذا الحديث، فهذا الخبر الذي يُروى ليس هو من أصول الأحكام ولا من مهمات المسائل، وكم من خبرٍ يرويه البخاري في صحيحه وفيه من خفَّ ضبطه أو له ما يُنْكر ويعتذر له ابن حجر في هدي الساري بأن هذا ليس من أصول الأحكام أو أنه من باب الفضائل والآداب ونحو ذلك، وهذا خبر يرويه عن جده في أمر اشتهر في أسرتهم وخص النبيُّ صلى الله عليه وسلم جدَّ إياس به، بل يَذكُرُ إياس أن هذا الخاتم ربما جعله جدُّه المعيقيب في يده، وصنيع كثير من أهل العلم يدل على قبولهم لهذا الخبر والعمل به 1 - فقال عنه النووي في المجموع: (إسناده جيد)، وقال ابن مفلح في الفروع: (إسناده جيد إلى إياس، وإياس تفرد عنه نوح بن ربيعة، ولم أجد فيه كلاما)، وابن حجر قد ذكر هذا الحديث في الفتح وأشار إلى تقويته وذكر له شواهد كلها تدل على لبس النبي صلى الله عليه وسلم لخاتم الفضة المخلوط مع الحديد الملوي عليه، ومنها مرسل مكحول بسند صحيح إليه عن النبي صلى الله عليه وسلم ويرويه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 64) وابن سعد في الطبقات، ومنها حديث خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الطبراني في الكبير والحاكم وفيه انقطاع،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير