وقد يكون سبب ذلك -كما قال بعض العلماء- .. أن هذا مبالغة من بعض العلماء في إخفاء أعمالهم لتحقيق الدرجات العلية من الإخلاص .. وقد يكون لأسباب أخرى .. ومثل ذلك ابن آجروم .. الذي لا يعلم عنه إلا أنه من فاس .. واسمه ..
وكلا المتنين (البيقونية والآجرومية) بارك الله فيهما فاهتم العلماء بشرح متنيهما لمئات السنين وإلى يومنا هذا .. وحسبُ هؤلاء أن الله يعرفهم كما قال الفاروق أمير المؤمنين .. وأننا نقول دبر ذكر أسمائهم: رحمه الله تعالى ..
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[15 - 01 - 09, 12:19 ص]ـ
نتابع بعون الله ......
اللهم علمنا ما ينفعنا .....
و انفعنا بما علمتنا .....
و ارزقنا الإخلاص و السداد في القول و العمل و الاعتقاد ..........
اللهم اغفر لنا و لإخواننا الدارسين و لعلمائنا و لوالدينا و لأهل الحديث أجمعين .....
اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات ...
و تقبل منا صالح الأعمال ....
اللهم صل و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ...................................... آمين
الدرس الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
1 _ أَبْدَأُ بالحمد مُصَلِّيا على ... محمدٍ خيرِ نبيٍّ أُرْسِلا
الإعراب:
أبدأ: فعل مضارع مرفوع و فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، و الجملة مستأنفة استئنافا نحويا.
بالحمد: جار و مجرور متعلق بأبدأ.
مصليا: حال من فاعل أبدأ.
على محمد:جار و مجرور متعلق بمصليا.
خير: صفة لمحمد أو بدل منه أو عطف بيان، (خير) مضاف.
نبي: مضاف إليه.
أرسلا: فعل ماض مغير الصيغة و نائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على نبي، و الألف للإطلاق، و الجملة من الفعل المغير و نائب فاعله صفة نبي عملا بالقاعدة المشهورة عندهم:
"إن الجمل إذا وقعت بعد المعارف تكون حالا، و بعد النكرات صفة، و التقدير هنا (خير نبي مرسل)."
شرح الألفاظ:
{الحمد}:هو وصف المحمود بالكمال محبة و تعظيما، سواء كان في مقابل نعمة أم لا، و سواء تعلق بالفضائل أم بالفواضل.
{الصلاة}:
لغة: الدعاء
شرعا: معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم هو طلب الثناء عليه من الله تعالى و هذا إذا وقعت الصلاة من البشر.
أما إذا وقعت من الله تعالى فمعناه ثناء الله تعالى عليه في الملأ الأعلى (قول أبي العالية).
{محمد}:اسم مفعول من حمِده.
اصطلاحا: عَلَم على ذات النبي صلى الله عليه وسلم، قال حسان بن ثابت:
وشق له من اسمه ليُجلَّهُ ... فذو العرش محمود وهذا محمَّد
{خير}:أصلها أخير، صيغة تفضيل بمعنى أفضل.
{نبيّ}:لغة: مشتق من:
أ-النبأ: فهو فعيل بمعنى مفعول، أي نبيء بمعنى مُنبَّأ: مُخْبَر.
ب-النَّبوة: أي نبا ينبو إذا ارتفع.
فالنبيّ لغة إذا: مُخْبَر رفيع الرُّتبة.
و اصطلاحا النبيّ هو: من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر بتبليغه
(و قيل غير ذلك .. )
{أرسلا}: أرسله الله سبحانه و تعالى إلى الناس كافة فهو رسول الله أوحي إليه بشرع و أمر بتبليغه لجميع الثقلين الإنس و الجن.
المعنى الإجمالي:
أبدأ منظومتي هذه ابتداءا نسبيا بحمد الله تعالى حال كوني مصليا ومسلّما على سيدنا محمد أفضل نبي أرسله الله سبحانه وتعالى إلى عباده المكلفين.
الفوائد:
1 - استفتح المصنّف منظومته بالحمد بعد البسملة اقتداءا بكتاب الله تعالى، وأما حديث:"كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله فهو أقطع"ضعيف جدا ...
لكن المعلوم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفتتح خطبه الكلامية بالحمد،ومراسلاته الكتابية بالبسملة ... وهذه هي السنة.
2 - صلى البيقوني رحمه الله على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم عليه، والله تعالى يقول:"صلوا عليه وسلموا تسليما"فالامتثال يقتضي الصلاة والسلام عليه معا.
3 - الصلاة من الملائكة الاستغفار ومن الآدميين الدعاء.
4 - الفرق بين محمد وأحمد:
أ-في اللغة:
محمد اسم مفعول، وأحمد اسم تفضيل.
ب-في المعنى:
ففي "محمد" يكون الفعل واقعا من الناس أي أنّ الناس يحمدونه، وفي"أحمد" يكون الفعل واقعا منه، فهو صلى الله عليه وسلم أحمد الناس لله تعالى.
ملاحظة:
يصلح في "أحمد" أن يكون مشتقا من اسم المفعول، أي: هو أحق الناس أن يحمد، ولعل السرّ في أن الله تعالى ألهم عيسى أن يقول:"ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" حتى يبين لبني إسرائيل أنه أحمد الناس لله تعالى، وأنه أحق الناس بأن يحمد.
5 - قوله: خير نبي أرسلا،ولم يقل خير رسول أرسلا:
أولا:
لأجل أن تكون الدلالة على النبوة نصّية باللفظ الصريح،ولو قال: خير رسول لم نستفد معنى النبوة إلا عن طريق اللزوم كما في حديث البراء بن عازب عند تعليم النبي صلى الله عليه وسلم له دعاء النوم، حين قال البراء:آمنت برسولك الذي أرسلت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:لا،قل: وبنبيك الذي أرسلت.
"فكون اللفظ دالا على المعنى بنصه أولى من كونه دالا على اللفظ باستلزامه".
ثانيا:
إذا قال: خير رسول فإنه يشمل الرسول الملكي وهو جبريل عليه السلام، ويشمل الرسول البشري وهو محمد صلى الله عليه وسلم لكن في كلام المؤلف كلمة محمد تخرج منه جبريل عليه السلام.
6 - والألف في قوله:"أرسلا" يسميها العلماء ألف الإطلاق أي إطلاق الروي، وهذا إشباع حركة الرويّ فيتولد منه حرف مجانس لها ويسمى ذلك الحرف وصلا عند العروضيين.
.................................................. ..... يتبع بإذن الله
¥