ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[21 - 01 - 09, 12:53 ص]ـ
لنا على الجملة المستأنفة دليلان أو طريقان:
الطريق الأول: التأمل في المعنى وفي السياق؛ لأن الجملة المستأنفة تحتاج إلى تأمل ونظر في الكلام؛ ومن أمثلتها قول الله تعالى: فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون في سورة "يس" فقوله تعالى: âإنا نعلم ما يسرون وما يعلنون جملة مستأنفة، هل نقول: إنها ابتدائية على التعريف الذي مر؟
ليست ابتدائية؛ لأنها لم تقع في أول الكلام، إنما هي في أثناء الكلام، بل إن الظاهر لغير المتأمل يظن أنها مقول القول، يعني: فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ولو كانوا يقولون: إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، هل ينهى الرسول r بقوله: فلا يحزنك قولهم؟ إذن قوله: فلا يحزنك قولهم هذا كلام، وقوله: إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون هذا كلام مستأنف جديد، ليس له علاقة بالكلام الأول، ما وجه ذلك؟
لو كانوا هم الذين يقولون: إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، فمقولتهم صحيحة، إذن ليس له معنى أن الله يقول لنبيه: فلا يحزنك قولهم.
لكن فلا يحزنك قولهم لم يذكر الذي قالوه، ليس موجودا بالآية، وقوله: â إنا نعلم ما يسرون هذا كلام مستأنف جديد؛ ولهذا نلاحظ في المصاحف أنه وضعت علامة للوقف اللازم.
ويمكن هنا أن نربط بين التجويد والنحو، فكل موضع فيه وقف لازم فالجملة مستأنفة، ومنه أيضًا قول الله -تعالى- في سورة "يونس": âولا يحزنك قولهم ¢إن العزة لله جميعا هل هذا من مقولهم؟ ليس من مقولهم، هذا كلام مستأنف، فإذا قيل: ما موقع جملة إن العزة لله جميعا من الإعراب؟ نقول: جملة مستأنفة ليس لها محل من الإعراب.
هذه العلامة الأولى التي يستدل بها على الجملة المستأنفة وهي: التأمل في المعنى والسياق؛ لأن بعض الجمل المستأنفة قد تكون خفية.
العلامة الثانية للجملة المستأنفة: أن تقع الجملة بعد حرف عطف للاستئناف .. أن تقع الجملة بعد عاطف للاستئناف، يعني لا يصلح أن يكون للعطف، من أمثلته قول الله -تعالى- في سورة "الحج" لنبين لكم ونقر فقوله تعالى: â” ونقر هذه جملة مستأنفة ليست معطوفة على ما قبلها، وعلى هذا: (لِنُبَيِّنَ) اللام هنا: للتعليل، ونُبَيِّنَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل جوازًا، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره نحن، والجار والمجرور (لكم) متعلق بـ (نُبَيّن)، (ونقر) الواو حرف دال على الاستئناف، ليس فيه عطف هنا، حرف دال على الاستئناف، (ونقر) فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر, والجملة لا محل لها من الإعراب جملة مستأنفة؛ لأنها جملة مستأنفة يعني مقطوعة عما قبلها.
وعلى هذا ننتهي إلى أن الجملة قد تكون ابتدائية، وقد تكون استئنافية، وهذا يسمى الاستئناف النحوي،
وأما البلاغيون فلم يخضعوا للنحويين، بل إن الاستئناف عندهم بمعنى آخر فالاستئناف البياني (ما كان واقعاً في جواب سؤال مقدر) هذا يأتي من باب ربط الكلام بعضه ببعض فقوله:-أي البيقوني يرحمه الله
"أولها الصحيح" الجملة مستأنفة استئنافا بيانيا استشعر في نفسه أن ثَمَّ سائلاً يسأل ما هي أقسام الحديث التي تشمل أنواعه كلها.
"لم أدرس البلاغة بعد،وذكرت ما أعرفه عن الاستئناف البياني، ولعل الإخوة يفيدون بما عندهم".
"اقتباس"
ما معني قولك: مغيرّ الصيغة؟
هو الفعل المضارع المبني للمجهول-نائب الفاعل-.
لعلي أفدت بشيء،والمعذرة على تطفلي يا أبا همام ... أخوكم: أبو سليمان.
تنبيه: لم أتمكن من وضع مشاركتي كاملة فقمت بتقطيعها كما ترون
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[21 - 01 - 09, 03:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أبا همام على فتح باب المذاكرة في هذه المنظومة المباركة،ونحن معكم— أقصد الإخوة جميعا-- متابعون ومستفيدون من شرحكم ...
"اقتباس"
أقسام الحديث باعتبار القبول و الرد
شرح الألفاظ:
أوّلها: أي أوّل تلك الأقسام.
هذا التقسيم الذي اتبعه المصنّف يرحمه الله هو ما انتهى إليه التقسيم وذهب إليه الجمهور، فقد كان المحدثون –في الغالب- يقسمون الحديث إلى قسمين فقط:
صحيح وضعيف، ولكنّ الضعيف منه ما هو ضعيف ضعفا شديدا، ومنه ما هو دون ذلك.
قال السيوطي-يرحمه الله-:
وَالأَكْثَرُونَ قَسَّمُوا هَذِيْ السُّنَنْ ... إِلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ وَحَسَنْ
¥