اصطلاحا: عند البيقوني هو الذي عرفت طرقه وكان رجالُه أقلَّ اشتهارا من رجال الصحيح.
(المعروف طُرْقا):يعني عُرِفت طُرُقُه وعُرِف مخرجه حيث أنّ هذا الراوي يروي عن أهل البصرة مثلا، وهذا عن أهل الكوفة ....
(وغدت رجاله لا كالصحيح اشتهرت):
أي أنّ رجال الحديث الحسن ليسوا كرجال الحديث الصحيح في الضبط، ولهذا يقول الحافظ ابن حجر يرحمه الله: إنّ الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الحسن فرق واحد وهو بدل أن تقول في الصحيح تام الضبط قل في الحسن خفيف الضبط.
المعنى الإجمالي:
ومعنى البيت: والحديث الحسن عندهم هو الحديث الذي عُرفت طرقه ورواته وغَدت رجاله مشتهرين بالعدالة والضبط إشتهارا ما، لا مشتهرين إشتهارا كاملا كاشتهار رجال الحديث الصحيح.
أو على تقدير آخر: وغدت رجاله غير مشتهرين كاشتهار رجال الصحيح.
حَدُّه وتعريفه:
هو ما رواه عدل خفيف الضبط عن مثله بسند متصل إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة.
مثاله: قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا قتيبة حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي عمران الحوني عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال سمعت أبي بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّ أبواب الجنة تحت ظلال السيوف فقال رجل من القوم ... الهيئة أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر قال نعم فرجع إلى أصحابه فقال أقرأ عليكم السلام وكسر جفن سيفه فضرب به حتى قتل).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان الضبعي.
ورجاله ثقات إلا جعفر بن سليمان الضبعي فإنه صدوق.
قولهم صدوق يعني أنه خفيف الضبط.
حكمه:
حكم الحديث الحسن صحة الاحتجاج به كالصحيح وجواز العمل به عند جميع الفقهاء والمحدثين وإن كانت رتبته دون رتبة الصحيح.
الفوائد:
1 - مبحث في تعريف الحديث الحسن
اختلفت أقوال العلماء في حدّ الحسن كثيرا حتى قال الإمام الذهبي:
"لا تظن أنّ للحديث الحسن قاعدة يندرج تحتها كل الأحاديث الحسان،فإنني على إياس من ذلك"!!
وليس معنى يأسه الزهد في بيان درجة حديث ما بأنه حسن،بل مقصوده أنّ حدّه مما لا ينبغي أن يجزم فيه بتعريف واحد، وسبب الصعوبة أنه بين الصحة والضعف فقد يجتهد العالم في الحكم على حديث ويراه إلى الصحة أقرب فيكون حسنا،ويراه آخر إلى الضعف أقرب فيكون ضعيفا.
تعريف الترمذي: يفهم من كلام الترمذي نفسه أنّ الحديث الحسن عنده:
"هو الحديث الضعيف القابل للانجبار إذا تعددت طرقه"
وهذا هو التعريف الذي اصطلح عليه العلماء بأنه الحسن لغيره.
تعريف الخطابي: أما الخطابي وغيره فلعل الحسن عنده كما فهم من قوله:"ما عرف مخرجه واشتهر رجاله"هو نفس تعريف الصحيح إلا الضبط فإنه مقيد بما يرويه خفيف الضبط وهذا ما اصطلح عليه العلماء بالحسن لذاته.
2 - مظان الحديث الحسن كتب السنن الأربعة والمسانيد، قال الخطابي عن الحديث الحسن: وعليه مدار أكثر الحديث فمصادره أوفر من المصادر التي التزمت الصحة.
3 - يقول الإمام أحمد: يؤخذ بالحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب غيره!! يقول الشيخ الألباني عليه رحمة الله و قد سئل عن معنى هذه المقالة:
" هذا يحمل على الحديث الحسن لأن الاصطلاح على الحديث الحسن جاء بعده ومراده بقوله الضعيف بالنسبة للحديث الصحيح وإلا فإنه يقصد الحديث الحسن.
والاصطلاح على الحديث الحسن جاء بعد الإمام أحمد واستعمله تلميذه الإمام البخاري وأشاع استعماله بعده تلميذه الإمام الترمذي (يرحمهم الله) ... "
من فتاوى رابغ للعلامة الألباني رحمه الله.
أبو همام الجزائري
الحلة البهية في شرح المنظومة البيقونية ـ 6 ـ
الجزائر العاصمة
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[01 - 02 - 09, 01:07 م]ـ
نتابع بعون الله ......
اللهم علمنا ما ينفعنا .....
و انفعنا بما علمتنا .....
و ارزقنا الإخلاص و السداد في القول و العمل و الاعتقاد
الدرس السابع
**الحديث الضعيف**
6 ـ وكل ما عن رُتْبَةِ الحُسْنِ قَصُرْ ... فهو الضعيفُ وهو أقساماً كَثُرْ
الإعراب:
قوله: {وكلُّ}:الواو إستئنافية أو عاطفة،كلُّ مبتدأ ومضاف.
- {ما}: موصولة أو نكرة موصوفة في محل الجر مضاف مضاف إليه.
- {عن}:حرف جر.
- {رتبة}:مجرور بعن ومضاف.
- {الحسن}:بضم الحاء وسكون السين مضاف إليه الجار والمجرور متعلق بقوله: قصر
¥