"اشتهر بين كثير من أهل العلم وطلابه أن الحديث الضعيف يجوز العمل به في فضائل الأعمال،ويظنون أنه لا خلاف في ذلك كيف لا والنووي رحمه الله نقل الاتفاق عليه في أكثر من كتاب واحد من كتبه، وفيما نقله نظر بيِّن، لأن الخلاف في ذلك معروف،فإن بعض العلماء المحققين على أنه لا يُعمل به مطلقا، لا في الأحكام ولا في الفضائل ... "تمام المنة34.
ويقول رحمه الله أيضا موضِّحا أسباب منع العمل به في فضائل الأعمال إلا في صورة واحدة:
" ... قلت: وهذا هو الحق الذي لا شك فيه عندي لأمور:
الأول: أن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح، ولا يجوز العمل به اتفاقا، فمن أخرج من ذلك العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لا بد أن يأتي بدليل، وهيهات!
الثاني: أنني أفهم من قولهم "في فضائل الأعمال"،أي الأعمال التي ثبتت مشروعيتها بما تقوم الحجّة به شرعا، ويكون معه حديث ضعيف،يُسمِّي أجرا خاصا لمن عمل به، ففي مثل هذا يُعمل به في فضائل الأعمال،لأنه ليس فيه تشريع ذلك العمل به، وإنّما فيه بيان فضل خاص يُرجى أن يناله العامل به ... "ص35.
ويقول أيضا في بيان شروط العمل بالحديث الضعيف في الفضائل عند القائلين به:
{ ... على أنّ المهم هاهنا أن يعلم المخالفون أن العمل بالحديث الضعيف ليس على إطلاقه عند القائلين به، فقد قال الحافظ ابن حجر في تبيين العجب ص3 - 4:"اشتُهر أن أهل العلم يتساهلون في إيراد الأحاديث في الفضائل وإن كان فيها ضعف ما لم تكن موضوعة،وينبغي مع ذلك اشتراط أن يعتقد العاملُ كونَ ذلك الحديث ضعيفا، وأن لا يُشهِّر ذلك لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف فيُشرِّع ما ليس بشرع ... ".
فهذه شروط ثلاثة مهمة لجواز العمل به:
أ-أن لا يكون موضوعا.
ب-أن يعرف العاملُ به كونه ضعيفا.
ج-أن لا يُشهِّر العمل به ... } ص36.
وأخيرا يقول رحمه الله:" ... وخلاصة القول أن العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لا يجوز القول به على التفسير المرجوح (1)،إذ هو خلاف الأصل ولا دليل عليه، ولا بدّ لمن يقول به أن يلاحظ بعين الاعتبار الشروط المذكورة وأن يلتزمها في عمله، والله الموفق." تمام المنة ص38.
(1) يعني بالتفسير المرجوح: الاعتماد على الأحاديث الضعيفة التي لم يثبت ما تضمنته من العمل في غيرها من الأحاديث الثابتة، مثل استحباب النووي إجابة المقيم في كلمتي الإقامة بقوله:"أقامها الله وأدامها"،مع أن الحديث الوارد في ذلك ضعيف،فهذا قول لم تثبت مشروعيته في غير هذا الحديث الضعيف ... تمام المنة35 بتصرف.
أبو همام الجزائري
الحلة البهية في شرح المنظومة البيقونية ـ7ـ
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 05:20 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً وبارك في عملكم
ومعذرة علي التأخر عليكم في الرد
وللفائدة -يا إخوان- فقد شرح الشيخ عبد الكريم هذه المنظومة
- (نظم غرامي):ودونكم الشرح مفرغا على الرابط:
http://www.archive.org/details/ichbili (http://www.archive.org/details/ichbili)
الرابط لا يعمل - لكم ترفعوه مرة أخري بارك الله فيكم.
أكرمكم الله أخي الفاضل (عبد الحميد الأثري الجزائري) علي شرح الإستئناف - ما شاء الله
جميل وسهل شرحكم ن بارك الله فيكم.
الأسئلة التي وضعتها أخي الفاضل أبو همام الجزائري؛ جميله ما شاء الله
يأتيكم بالإجابات إن شاء الله
ولي بعض الإستفسارت حول الدرس الأخير:
{قصر}:فعل ماض مبني للفاعل أو للمفعول، مبني بفتحة مقدرة منع من ظهورها إشتغال المحل بسكون الروي،
ما معني (بسكون الروي)؟
{أقساما}:تمييز محوّل عن الفاعل
ما معني التمييز المحوَّل عن الفاعل؟
واستفار آخر يأتي .........
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[03 - 02 - 09, 03:11 م]ـ
بارك الله فيك أختنا الفاضلة ...
البيت الشعري:
البيت هو وحدة بناء القصيدة. وهو مكون من تفاعيل مخصوصة، بترتيب معين. وهذه التفاعيل بترتيبها، هي التي تعين البحر الشعري.
..........
والبيت مكون من شطرين، أولهما يسمى الصدر والثاني يسمى العجز.
مثال:
وإذا صحوتُ فما أقصر عن ندى = وكما علمتِ شمائلي وتكرمي
متفاعلن متفاعلن متفاعلن = متفاعلن متفاعلن متفاعلن
الصدر = العجز.
وتسمى التفعيلة الأخيرة من الصدر عروضا، والتفعيلة الأخيرة من العجز ضربا، وما سواهما من التفاعيل حشوا، على المشهور. منقول من كلام شيخنا عصام البشير حفظه الله ...
و الروي و الله أعلم هو الحرف الأخير من الصدر
و القافية هي الحرف الأخير من العجز ....
و سكون الروي تابع لحركة التفعيلة في الأخير التي هي السكون و التي منعت ظهور الفتحة ...
إليك رابط دروس العروض لشيخنا عصام
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=151939
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[03 - 02 - 09, 03:20 م]ـ
أما عن التمييز المحول عن الفاعل ...
فأصل الجملة: كثر أقسامُه ...
و على هذا فأقسام: فاعل مرفوع
و لهذا ف: أقساما، تمييز لكنه محول عن الفاعل باعتبار أصل الجملة .... و الله أعلم ...
¥