ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[03 - 02 - 09, 08:07 م]ـ
نتابع بعون الله .....
الدرس الثامن
أقسام الحديث باعتبار قائله
قال المصنف رحمه الله تعالى:
7 ـ وما أضيف للنبي المرفوع ... وما لتابع هو المقطوع
الإعراب:
قوله: {وما}:الواو إستئنافية أو عاطفة،ما موصولة بمعنى الذي أو نكرة موصوفة بمعنى شيء في محل رفع مبتدأ.
- {أضيف}:فعل ماض مغير الصيغة ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا عائد على ما تقديره هو والجملة من الفعل المغير الصيغة ونائب فاعله صلة لما إن قلنا ما موصولة تقديره والذي أضيف ونُسب للنبي صلى الله عليه وسلم أو صفة لما إن قلنا ما نكرة موصوفة تقديره شيءٌ مضاف للنبي صلى الله عليه وسلم.
- {للنبي}:جار ومجرور متعلق بأضيف.
- {المرفوع}:خبر المبتدأ مرفوع والجملة معطوفة على جملة قوله أولها الصحيح أو مستأنفة إستئنافا نحويا ويصح أن يكون المرفوع مبتدأ مؤخرا وما خبر مقدما.
- {وما}:الواو عاطفة أو إستئنافية، ماموصولة أو موصوفة في محل رفع مبتدأ لتابع جار ومجرور متعلِّق بواجب الحذف لوقوعه صلة لما أو صفة لها تقديره وما أضيف لتابع.
- {هو}:ضمير فصل.
- {المقطوع}:خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر معطوفة أو مستأنفة.
شرح الألفاظ:
(وما أضيف للنبي):أي والحديث الذي أضافه الصحابي أو من دونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولا كان أو فعلا أو غيرهما فهو الحديث.
(المرفوع):عندهم أي: فهو المسمى عندهم بهذا الاسم الدّال على ارتفاع رتبته لإضافته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
المرفوع لغة: كلُّ ما رُفع على غيره حسا كان أو معنى، وسُمِّي الحديث به لارتفاع درجته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
إصطلاحا: كلُّ ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولا كان أو فعلا أو تقريرا أو صفة،سواء أكان صريحا أو حكما، وسواء أضافه صحابي أو تابعي أو من دونهما فدخل فيه المتصل والمرسل والمنقطع والمعضل والمعلّق وخرج الموقوف والمقطوع.
(وما لتابع هو المقطوع):
أي وكل فعل أو قول أضيف إلى تابعي أو إلى من دونه فهو المقطوع الذي يسمى عندهم بالحديث المقطوع لانقطاعه عن درجة الرفع لعدم انتسابه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
المعنى الإجمالي:
ذكر رحمه الله نوعين من أنواع الحديث وهما: المرفوع والمقطوع، ولم يذكر القسم الثالث وهو الموقوف وذلك لأن هذا النظم مختصر. (أخر ذكره)
ينقسم الحديث باعتبار قائله إلى ثلاثة أقسام:
أ-المرفوع، ب-الموقوف، ج-المقطوع.
وتختلف هذه الثلاثة باختلاف منتهى السَّند:
فما انتهى سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو المرفوع.
وما انتهى سنده إلى الصحابي فهو الموقوف.
وما انتهى سنده إلى من بعده فهو المقطوع.
1 - المرفوع:
هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
مثال القول:
قوله صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" متفق عليه، فهذا مرفوع قولا.
مثال الفعل:
توضأ النبي صلى الله عليه وسلم فمسح على خفيه متفق عليه متواتر.
مثال التقرير:
(قوله صلى الله عليه وسلم للجارية: أين الله قالت: في السماء) أخرجه مسلم، فأقرّها على ذلك وهذا نسميه مرفوعا.
2 - الموقوف:
هو ما أضيف إلى الصحابي، وهو نوعان:
أ-ما ثبت له حكم الرفع، فيسمى المرفوع حكما.
ب- ما لم يثبت له حكم الرفع فيسمى موقوفا.
3 - المقطوع:
هو ما أضيف إلى التابعي ومن بعده وسمي مقطوعا لأنه منقطع في الرتبة عن المرفوع وعن الموقوف مثل ما لو نقل كلام عن الحسن البصري رحمه الله فنقول عنه هذا أثر مقطوع.
الفوائد:
1 - هل ما فُعل في وقت الرسول صلى الله عليه و سلم أو قيل في وقته يكون مرفوعا؟
الجواب: إن عَلم به فهو مرفوع لأنه يكون قد أقرّ ذلك، وإن لم يعلم به فليس بمرفوع لأنه لم يضف إليه، ولكنه حجة على القول الصحيح. ووجه كونه حجة إقرار الله إيّاه والدليل على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم احتجوا بإقرار الله لهم في بعض ما يفعلونه ولم ينكر عليهم ذلك كما قال جابر رضي الله عنه:
"كنا نعزل والقرآن ينزل".
2 - ما هو الضابط للحديث الذي له حكم الرفع والذي ليس له حكم الرفع مما نُسب إلى الصحابة؟
الجواب:
¥