فما الحل فى ذلك, الحل فى ذلك هو التدقيق والنظر فى السند فإذا كان الراوى مدلس فإن الحديث يكون مدلساً وهو من اقسام الضعيف, والمدلس يعمل على تدليس الحديث لأمرين (1) اما طلباً لعلوالاسناد (2) اما ان يكون شيخه الأول ضعيف فحيذفه ويروى عن الثانى
وإذا كان الراوى غير مدلس فله حكمين, اما ان يكون معلق واما ان يكون متصل, فإذا كان هذا الراوى له طريق اخر يرويه عن شيخه الأول فهذا معلق, وعدم وجود هذا الطريق الثانى يدل على الاتصال.
***************
#سبب ذكر المعلق من اقسام المردود:
سبب جعل المعلق من اقسام المردود هو حذف راوى او اكثر من اول السند, مما يترتب عليه الجهل بحال الراوى المحذوف فقد يكون مدلس او كذاب او وضاع , فإذا تم العثورعلى طريق اخر يبين الراوى المحذوف وتبين عادلته ففى تلك الحالة يكون الحديث صحيح.
***************
#الرد النارى لمن ضعف تعليق البخارى:
تعليق البخارى فى كتابه الصحيح كان له اسباب عدة استنبطها العلماء من اسلوبه رحمه الله وقد قسم العلماء تعليق البخارى إلى نوعين, وهى الاحاديث المرفوعة التى لم يوصل البخارى اسنادها فى الصحيح,
قال ابن حجر رحمه الله: (أ) منها ما يوجد فى موضع اخر فى الصحيح, (ب) ومنها ما لا يوجد الا معلقاً.
الأول: السبب فى تعليقه ان البخارى من عادته فى صحيحه ان لا يكرر شيئاً الا لفائدة, فإذا كان المتن يشتمل على احكام كرره فى الابواب او قطعه فى الابواب إذا كانت الجملة يمكن فصلها من الجملة الاخرى ومع ذلك لا يكرر الاسناد بل يغاير رجاله اما شيوخه او شيوخ شيوخه ونحو ذلك, فإذا ضاق مخرج الحديث ولم يكن له الا اسناد واحد واشتمل على احكام واحتاج إلى تكريرها, فإنه والحالة هذه اما ان يختصر المتن او يختصر السند, وهذا هو احد اسباب تعليق البخارى للحديث وهو الاختصار
الثانى: وهو ما لا يوجد الا معلقاً وهو على صورتين (أ) بصيغة الجزم (ب) بصيغة التمريض, اما الاول فهو صحيح إلى من علقه عنه او يحتاج النظر فيمن ابرز من رجاله فبعضه يلتحق بشرطه, والسبب فى التعليق له اما لكونه لم يحصل له مسموعاً واما اخذه عن طريق المذكرة او الاجازة او غير ذلك.
اما الثانى: وهو المعلق بصيغة التمريض مما لم يورده فى موضع اخر, وسبب التعليق اما انه غير ملتحق بشرطه واما انه ذكره بالمعنى او انه ضم اليه ما لا يصح, وفيه ما هو صحيح وما هو حسن وما هو ضعيف ولكنه ينجبر بأمر اخر, والضعف فيه يكون يسيراً.
ولابد من الانتباه ان ما قاله البخارى بضيغة:قال فلان او زاد فلان عن شيوخه فليس له حكم التعليق ,لانهم من شيوخه الذين حدث عنهم فكيف يكون معلقاً بدون اسقاط راوى على الاقل.
***************
والرد على من ضعف تعليق البخارى يكون من اربعة اوجه:
#الاول: ان البخارى رحمه الله اجزم ان كل ما فى كتابه هو الصحيح ,فقال:ما ادخلت فى كتابى الاما صح, وبذلك يكون قد التزم بالصحة ,وقد استبعد العلماء ضعف احاديث البخارى ومسلم ,حتى ان بعض العلماء قال لو حلف رجل بالطلاق ان كل احاديث البخارى صحيحة فليس عليه شىء لأن البخارى رحمه الله التزم بالصحة المطلقة
#الثانى: تعليقات البخارى رحمه الله فى كتابه بلغت الف وثلاثمئة وواحد واربعون (1341) ولكن اكثر هذه التعليقات وصلها فى كتابه فتبقى مائة وستون حديثاً, وهو عدد قليل بالنسبة لماقبل.
#الثالث: ان العلماء لم يتركوا هذه الاحاديث المتبقية وهى مائة وستون بل عملوا على وصلها فى الكثير من الكتب المخرجة على الصحيحين ,وهذه الكتب يعمل صاحبها على الاتيان بطرق اخرى جديدة غير المخرجة فى الصحيحين وهذه الكتب لها فوئد جمة وهى:
(1) القوة بكثرة الطرق للترجيح عند المعارضة.
(2) ان يكون مصنف الصحيح روى عمن اختلط ولم يُبين هل سمع ذلك الحديث قبل الاختلاط او بعده فيبينه المستخرج اما تصريحاً اوبأن يرويه عنه من طريق من لم يسمع منه الا قبل الاختلاط
(3) ان يروى فى الصحيح عن مدلس بالعنعنة فيرويه المستخرج بالتصريح بالسماع حتى لا يكون الحديث معل بعنعنة المدلس
(4) ان يروى صاحب الصحيح عن مبهم كحدثنا فلان او رجل او غير واحد فيعينه المستخرج
(5) ان يروى صاحب الصحيح عن مُهمل كمحمد من غير ذكر ما يميزه عن غيره من المحمدين فيميزه المستخرج
اما المستخرجات على الصحيحين فهى كثيرة منها: مستخرج الاسماعيلى-البرقانى-ابى احمد الغطرفى-ابى نعيم الاصبهانى-ابى ذر الهروى-ابى محمد الخلال-ابى محمد الماسرجى –ابى بكر اليزدى-ابى بكر بن عبدان الشيرازى وغيرهم
#الرابع: وهو رد عقلى عن طريق الافتراض, فإذا فرضنا ان معك مائة الف تفاحة وانتقيت منها سبعة الأف تفاحة ,فمن الضرورى ان تكون السبعة الأف التى انتقيتها هى اصح ما لديك, وكذلك البخارى رحمه الله حيث انه كان يحفظ مائة الف حديث وانتقى منها للصحيح سبعة الأف فقط فهذا دليل ان كل ما اختاره للصحيح متأكد من صحته
واخيراً نسأل الله ان يجعل كل ما كتبانه لوجهه الكريم ,وان يجعلنا من العاملين بكتابه والعاملين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,وان يجعلنا من المهتدين ,والحمد لله رب العالمين.
***************