[بحث بعنوان تدوين الحديث النبوي الشريف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ا]
ـ[دكتور محمود عيدان]ــــــــ[28 - 04 - 07, 09:50 ص]ـ
اخواني في الملتقى
اضع بين يديكم هذا البحث الذي كتبته حول الشبهات التي اثارها المبطلون حول تدوين الحديث
عسى ان ينتفع بها أخواني في الله
تدوين الحديث الشريف
على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصحابته الكرام
شبهات وردود
بحث كتبه
الدكتور محمود عيدان أحمد
1426 2006
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإيمان وإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن موضوع تدوين أو كتابة الحديث الشريف على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الموضوعات التي تنوع النقل فيها بين المنع والإباحة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكان لهذا التنوع في النقل أسبابه ومبرراته، غير أن هذه الأسباب والمبررات لم تكن بمعزل عن التأثير المباشر على مواقف الصحابة والتابعين من هذه المسألة، وربما وجد من يجد نفسه سعيدا وهو يتصيد في الماء العكر في هذه المواقف المتنوعة فرصة لبث سمومه، وصولا إلى التشكيك في السنة النبوية.
لذا رأيت من المفيد أن تبسط المسألة على فراش البحث، وأن ننظر بعمق إلى موقف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من مسألة تدوين الحديث،ثم ننظر في انعكاسات هذا الموقف النبوي الى مواقف الصحابة رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم، وبعدها ننظر في موقف علماء الأمة من هذه النصوص المتعارضة، ونختم ذلك ببعض شبهات اولئك المشككين وتفنيدها بالحجة والبرهان ..... ومن الله التوفيق وهو الهادي الى سواء السبيل.
الباحث
تعريف التدوين:
التدوين لغة: مشتق من الديوان وهو مجمع الصحف، أو الكتاب، كما جاء في القاموس المحيط.
والتدوين على وزن تفعيل بمعنى جعل الشيء في الديوان
أما في الاصطلاح.فالتدوين يتحدد معناه بما أضيف إليه، فتدوين القرآن هو غير تدوين السنة،وهما غير تدوين العلوم الأخرى. وما يهم في هذه التوطئة هو تدوين القرآن والسنة. فنقول: إن كنا قد حملنا معنى الديوان على (مجمع الصحف) فالتدوين هو جمع الصحف المكتوبة بعضها الى البعض الآخر، وهو بهذا المعنى لم يتم في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا بالنسبة الى القرآن ولا بالنسبة الى السنة النبوية المطهرة.وإن كنا حملنا معنى الديوان على (الكتاب) فالتدوين معناه الكتابة مطلقا، سواء أجمعت هذه المكتوبات في مصحف واحد أم بقيت مفرقة،وهو بهذا المعنى قد تم بالنسبة الى القران الكريم في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بشكل نهائي لا غبار عليه، قال أبو الحارث المحاسبي (ت 243هـ) في كتاب فهم السنن كما نقله عنه الزركشي في البرهان:"كتابة القرآن لم تكن محدثة فإنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب "
وقال الإمام الطبري (ت 310هـ) ولم يكن القرآن جمع في شيء، وإن كان في الكرانيف والعسب"
المطلب الأول
موقف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من التدوين
لقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم مواقف مختلفة من قضية التدوين بحسب متعلق تلك القضية. فموقفه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من تدوين القران يختلف عن موقفه من تدوين السنة بصورة عامة، ثم إن موقفه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من تدوين السنة في العهد الأول لرسالة الإسلام يختلف عن موقفه في السنوات الأخيرة من عمره الشريف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهذا التباين يحتم علينا أن نتناول هذا الموقف النبوي بحسب المسألة التي ورد بها الحديث، وكما يأتي:
أولا: الموقف النبوي من القرآن الكريم:
¥