[(حم) لا ينصرون! ما المعنى؟!]
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أسأل عن هذا الحديث:
عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِى صُفْرَةَ قَالَ أَخْبَرَنِى مَنْ سَمِعَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنْ بُيِّتُّمْ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حم لاَ يُنْصَرُونَ». رواه أبو داوود
وفي رواية الترمذي: 1783 «إِنْ بَيَّتَكُمُ الْعَدُوُّ فَقُولُوا (حم) لاَ يُنْصَرُونَ».
وعند أحمد رضي الله عنه: «مَا أُرَاهُمُ اللَّيْلَةَ إِلاَّ سَيُبَيِّتُونَكُمْ فَإِنْ فَعَلُوا فَشِعَارُكُمْ حم لاَ يُنْصَرُونَ».
وهو عند البيهقي ايضاً ..
السؤال: ما معنى الحديث؟؟؟!!
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - 03 - 07, 10:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قيل في تأويل هذا الحديث عدة أقوال:
الأول: أن (حم) اسم من أسماء الله فكأنه حلف بالله أنهم لا ينصرون روي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما واختاره ثعلب ومال إليه الخطابي، ويدل على هذا قول الشاعر:
يذكرني حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حاميم قبل التقدم
قال الزمخشري المعتزلي في الفائق (1/ 314): (وفي هذا نظر ; لأن حم ليس بمَذْكور في اسماء الله المعدودة ولأن أسماءه تقدّست ما منها شىء إلا وهو صَفةُ مُفصحة عن ثناء و تمجيد وحم ليس إلا اسمى حرفين من حروف المُعْجم فلا معنى تْحَته يَصْلح لأن يكون به تلك المثابة ولأنه لو كان إسماً كسائر الأسماء لوجب أن يكون في آخره إعرابٌ ; لأنه عارٍ من علل البناء ; ألا ترى أن قاتل محمد بن طلحة بن عبيدالله بما جعله اسما للسورة كيف أعربه فقال يٌذَكرِّنى حاميم والرُّمْحَ شاجرٌ ... فهلاَّ تلا حاميم قبل التَّقدُّم ...
منعه الصرف لأنه علم ومُؤَنث)
الثاني:معناه بفضل السور المفتتحة بحم ومنزلتها من الله لا ينصرون. قاله القاضي عياض.
الثالث: اللهمّ لا ينصرون ويُريد به الخبر لا الدعاء لأنه لو كان دعاء لقال لا ينصروا مَجزوماً فكأنه قال: واللّه لا ينصَرُون قاله ابن الأثير في النهاية.
الرابع: ان السور التي في أولها حم سورٌ لَها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزِلتها مما يستظهر به على استنزال النّصر من اللّه. وقوله لا ينصرون: كلام مستأْنف كأَنه حِين قال قولوا حم قيل: ماذا يكون إذا قلنا؟ فقال: لا ينصرون. اختار هذا الزمخشري في الفائق.
ينظر في تأويلات الحديث: تحفة الأحوذي (5/ 269) عون المعبود (7/ 185) تفسير ابن كثير (4/ 90) تاج العروس (ص 7683) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (1/ 446) غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 95) غريب الحديث للخطابي (1/ 653) الفائق (1/ 314 – 315)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[22 - 03 - 07, 11:18 ص]ـ
أرى أنّ القول الرابع هو الأقرب للصواب والله أعلم.
لأنه يعيدنا لدراسة السور القرآنية، والله أعلم.
بارك الله فيكم، أخي