قوله: " لا يكون فى إسناده من يتهم بالكذب" خرج به حديث المتهم بالكذب. وعدل الإمام عن لفظ " الثقة" إلى قوله "غير متهم بالكذب" مشعرا بأنه قاصر عن درجة الصحيح لكى يميز الحسن من الصحيح ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn8)).
قوله: "لايكون الحديث شاذا" أراد بالشاذ ما قاله الإمام الشافعى , وهو أن يروى الثقات عن النبى صلى الله عليه وسلم خلافه" ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn9)).
قوله: "أن يروى من وجه آخر نحوه"لا يشترط فيه الفظ بل يكفى أن يروى معناه.
قال ابن رجب: "أن يروى معناه من غير وجه لا نفس لفظه ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn10)).
فإذا كان الحديث لايكون شاذا وورد مثله ونحوه من وجه آخر ترجح أن راويه ضبطه وحسن الظن فيه أنه حفظه وأداه كما سمعه ولذلك سمى الحديث حسنا.
تعريف الحسن لذاته والحسن لغيره:
ثم ان الإمام الترمذىعرف "الحسن لغيره" وأغفل "الحسن لذاته" وتفصيل المقام أن الحسن عند المحدثين على قسمين:
الأول "حسن لذاته" والثانى:"حسن لغيره".
تعريف الحسن لذاته:
عرفه ابن الصلاح فقال: أن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة غير أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح لكونه يقصرعنهم فى الحفظ والإتقان وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يُعّد ما يتفرد به من حديثه منكرا ويعتبر فى كل هذا مع سلا مة الحديث من أن يكون شاذا ومنكرا سلامته من أن يكون معللا" ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn11)).
فإذا قال المحدثون "هذا حديث حسن" كان مرادهم "الحسن لذاته". فالحسن هذا اذن مثل "الصحيح" إلا أنه قد خف ضبط راويه عن راوى الصحيح.
قال ابن حجر بعد تعريف الصحيح: فإن خف الضبط فهو الحسن لذاته" ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn12)).
تعريف الحسن لغيره:
هو الحديث الضعيف الذى تعددت طرقه , وبكثرت طرقه يجبر وهنه وضعفه , وهو ما يطلق عليه الترمذى "حسن".
ونزل ابن الصلاح كلام الترمذى عليه فقال:
"الحسن الذى لا يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته غير أنه ليس مغفلا كثير الخطاء فيما يرويه ولا متهم بالكذب .... وكلام الترمذى على هذا القسم يتنزل" ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn13)).
وقد يرد عليه:
1. أن عبارة الترمذى أعم من قوله مستور؟ فالجواب: ان ابن الصلاح ذكر المستور للتمثيل لا للتقييد , يعنى نحو المستور ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn14)).
2. أنه قيد المستور بكونه ليس مغفلا كثير الخطاء وهذا لا يدل عليه كلام الترمذى ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn15)).
والجواب عن هذا بوجهين:
الوجه الأول: أنه يوخذ هذا القيد من كلام الترمذى حيث ذكر فى العلل أن من كان متهما فى الحديث بالكذب أو كان مغفلا يخطى الكثير فالذى اختاره أكثر أهل الحديث من الائمة أن لايشتغل بالرواية عنه ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn16)).
الوجه الثانى: أن ابن الصلاح قيد بذلك لأنه أراد أن إجتماع الخستين الستروالتغفيل قصورلا يصلح معه جابركالإتهام بالكذب" ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn17)).
3. قال البنوري: "ما قاله ابن الصلاح غير صالح حيث يضطر أن يدخل فى الحسن عندالترمذى ما كان فى إسناده مستور الحال , ومنشاء ما زعمه عدم ذكر الترمذى فى الحسن شرط اتقان الرواة وغيره , وهذا الزعم غير صحيح لأن ذلك مراد عند الكل , ولكون معرفة هذا الشرط وإشتهاره لم يصرح به الترمذى لا أنه صرح بعدم هذا" ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn18)).
والجواب: أن الذى يشترط فيه إتقان الرواة هو الحسن لذاته , أما الذى عرفه الترمذى فيشترط فيه التعدد ليكافى عدم إشتراط الإتقان.
خلاصة الكلام:
¥