[بيان مصطلح الحشوية في لسان الفرق الضالة البدعية.]
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[13 - 12 - 10, 09:16 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع أثره وسار على نهجه وسنته إلى يوم الدين, أما بعد.
فإن علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر, والطعن فيهم بما ينفر الناس عنهم, ليشوهوا الحق ويزينوا الباطل كما فعله أهل الشرك من قبلهم فنبزوا المرسلين وأتباعهم بما يصرف وجوه الخلق عنهم. قال الله تعالى:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)
وعلى خطى هؤلاء سارت فرق الضلال كما نقل الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة عن الإمام أبي حاتم الرازي قوله:
"وعلامة الزنادقة:تسميتهم أهل السنة حشوية. يريدو إبطال الآثار.
وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة.
وعلامة القدرية: تسميتهم أهل السنة مجبرة.
وعلامة المرجئة: تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية.
وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة.
ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء."
قال ابن عقيل الحنبلي فيما نقله عنه شيخ الإسلام في درء التعارض:
قال: (ثم هذا علم الكلام قد أفضى بأربابه إلى الشكوك وأخرج كثيرا منهم إلى الإلحاد بشم روائح الإلحاد من فلتات كلامهم وأصل ذلك كله أنهم ما قنعوا بما قنعت به الشرائع وطلبوا الحقائق وليس في قوة العقل درك لما عند الله من الحكمة التي انفرد بها ولا أخرج الباري من علمه ما علمه هو من حقائق الأمور وقد درج الصدر الأول على ما درج عليه الأنبياء من هذه الإقناعات ولما راموا ما وراءها ردوا إلى مقام غايته التحكيم والتسليم وهو الذي يزرى به طائفة المتكلمين على أهل النقل والسنة وتسميهم الحشوية وإليه ينتهي المتكلمون أيضا لكنهم يتحسنون بما ليس لهم وبما لم يتحصل عندهم فهم بمثابة من يدعي الصحة بتجلده وهو سقيم ويتغانى على الفقراء وهو عديم والعقل وإن كان للتعليل طالبا فإنه يذعن بأن فوقه حكمة إلهية توجب الاستكانة والتحكيم لمن هو بعض خلقه) أ. هـ
والغرض أن نبين مسمى الحشوية في لسان الفرق البدعية باختلاف مشاربهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –قدس الله روحه ونور الله ضريحه-
(قلت مسمى الحشوية في لغة الناطقين به ليس هو اسما لطائفة معينة لها رئيس, قال مقالة فاتبعته كالجهمية والكلابية والأشعرية ,ولا اسما لقول معين من قاله كان كذلك ... وإذا كان كذلك فأول من عرف أنه تكلم في الإسلام بهذا اللفظ عمرو بن عبيد رئيس المعتزلة فقيههم وعابدهم فإنه ذكر عن ابن عمر شيء يخالف قوله, فقال كان ابن عمر حشويا نسبة إلى الحشو وهم العامة والجمهور. فإن الطوائف التي تميزوا عند أنفسهم بقوله, تميزوا به عما عليه جماعة المسلمين. وعامتهم يسمونهم بنحو هذا الاسم فالرافضة تسميهم الجمهور, كما سماهم بذلك صاحب هذا الكتاب- يعني ابن رشد- والمعتزلة ونحوهم يسمونهم الحشوية.
والمعتزلة تعني بذلك كل من أثبت الصفات والقدر.وأخذ ذلك عنها متأخروا الرافضة فسموا الجمهور بهذا الاسم,
وأخذ ذلك عنهم القرامطة الباطنية فسموا بذلك كل من اعتقد صحة ظاهر الشريعة فمن قال عندهم بوجوب الصلوات الخمس والزكاة المفروضة وصوم رمضان وحج البيت وتحريم الفواحش والمظالم ونحو ذلك سموه حشويا, كما رأينا ذلك مذكورا في مصنفاتهم,
والفلاسفة تسمي من أقر بالمعاد الحسي والنعيم الحسي حشويا,
وأخذوا ذلك عن المعتزلة تلامذتهم من الأشعرية سموا من أقر بما ينكرونه من الصفات ومن يذم ما دخلوا فيه من بدع أهل الكلام والجهمية والإرجاء حشويا ... ) انتهى من بيان تلبيس الجهمية2/ 124 - 131بتصرف.
وأما عن مناقشة هذا المصطلح المحدث وتعقبه فقد علق عليه شيخ الإسلام في المجموع في الجزء الرابع فقال:
"فَصْلٌ:
¥