تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المذهب الأشعري وموقفنا من رجالاته]

ـ[فيصل]ــــــــ[04 - 03 - 05, 07:09 م]ـ

هذا فصل من كتابي "إعترافات أشعرية" -يسر الله اتمامه- وقد عرضته على أحد كبار العلماء المعاصرين في العقيدة ونصح بنشره

[المذهب الأشعري وموقفنا من رجالاته]

لك أن تسأل عزيزي القارئ، لم كل هذا الاضطرابات والتطورات، في هذا المذهب، والذي قل أن تجده في مذهب آخر، وإجابة عن هذا السؤال، يجب أن نفهم كيف قام هذا المذهب، وعلى ماذا قام.

عاش أبو الحسن الأشعري مؤسس المذهب،في كنف أبي علي الجبائي (1) شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه، حتى صار نائبه وموضع ثقته. ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة، ثم ثار على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال، وخط لنفسه منهجاً يعتمد على الأصول العقلية نفسها، التي يقول بها المعتزلة (2)، كمسألة حلول الحوادث، ودليل الأعراض وغيرها من المسائل، مع محاولة اتباع السنة، فخرج مذهباً خليطاً متأثراً بطريقة ابن كلاب (3) ثم قرب كثيراً من أهل السنة بتأليفه الإبانة، إلا أنه بقيت به بقايا من مذهب المعتزلة، وخلاصة حالة إثبات سبع صفات عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فأثبتها، وأثبت العلو، أما الصفات الاختيارية فلا يثبتها (4). ونتيجة لاعتماده على الأصول العقلية الفاسدة، سار اتباعه على هذه الأصول التي تخالف ما عليه الكتاب والسنة، ثم تدرج بهم الحال واقتربوا من المعتزلة شيئاً فشيئاً، فتأولوا ما خالف هذه الأصول من كتاب وسنة، فوصل بهم الحال إلى نفي العلو، ثم نفي الصفات الخبرية، وهكذا حتى وصل أحدهم في هذا العصر، إلى أن ينفي رؤية الله يوم القيامة!! أحد المسائل المشهورة التي يفترق عليها مذهب أهل السنة والجماعة والمعتزلة، وهو المعاصر حسن السقاف.

أما رجالات الأشاعرة فليسوا سواء أبداً، فليس من نفى العلو كمن أثبته مثلاً! وليس من نفى الرؤية من الجهمية الجدد المنتسبين للأشعرية كمن كفر منكرها من قدماء الأشعرية! وليس من أثبت لله عينين كالباقلاني كمن نفاها وزعم أن مثبتها مجسم سواء قال بعدها بلا كيف أو لا!! وموقفنا منهم يختلف حسب تنوع عقائدهم، وكم يغيظني كثيراً أهل البدع حين يشنعون على أهل السنة، ويقولون أنتم تكفرون الأشعرية!! أو أنتم تبدعون فلاناً وفلاناً من الأعلام!!، لذا اجتهدت في تصنيفهم حسب التتبع لمنهج الأشاعرة وتنوع عقائد رجالهم فوجدتهم أربعة أصناف:

الصنف الأول:

صنف ظٌلم وافتروا عليه النسبة للأشاعرة وهو منهم براء مثل ابن أبى زيد القيرواني (5) والخطيب البغدادي (6) والإسماعيلي (7) من باب تكثير السواد وحشد الأسماء، وقد ثبت عنهم ما يناقض عقيدة الأشاعرة.

مثال: ممن نسب للأشاعرة وهو منهم براء، الإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (8) ذكرت بعض المصادر أن عقيدته عقيدة الأشاعرة، قاله ابن الجوزي (9) وذكره ابن عساكر في أصحاب أبي الحسن الأشعري (10)

وهذا خطأ بين، فقد نقل الحافظ الذهبي عقيدة أبي نعيم في كتابه العلو للعلي الغفار، وهي عقيدة السلف، إذ صرح فيها بإثبات الصفات التي ورد ذكرها بالقرآن والسنة الصحيحة خالية من زبالة أهل الكلام، كذلك نقل عقيدته الحافظ ابن القيم في الصواعق المرسلة، وشيخ الإسلام الحافظ ابن تيميه، والذين وصفوه بذلك إنما هي دعوى تحتاج دليل، ولا دليل على ذلك، بل هو نفسه قد أفصح عن عقيدتة السلفية، والسبب في نسبته للأشاعرة هو المشاجرة التي وقعت بينه وبين الحافظ ابن منده في مسألة اللفظ، حتى صنف أبو نعيم كتاباً في الرد على الحروفية الحلولية، وصنف الحافظ ابن منده كتاب في الرد على اللفظ، وبدع أبا نعيم واتهمه ونال منه، ومن المعلوم أن الحافظ ابن منده حنبلي، فربما اتهمه بعض الحنابلة بذلك نتيجة هذه المشاجرة، وانتشرت هذه الفرية بعد ذلك.

قال الإمام مؤرخ الاسلام الحافظ الذهبي في كتابه العلو (11): قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، مصنف (حلية الأولياء) في كتاب (الاعتقاد) له:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير