تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تاريخ المذهب العقلي]

ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 08:43 م]ـ

الدورة العلمية في العقيدة الإسلامية

للدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني

حفظه الله تعالى

مسجد الصحابة – عين شمس

المحاضرة الخامسة

الإثنين 29 ربيع الآخر 1429

5 مايو 2008

موضوع المحاضرة:

[تاريخ المذهب العقلي]

عناصر المحاضرة:

• مقدمة.

• بدعة الجهمية وظهور المدرسة العقلية.

• الرد على شبهة السمنية.

• كيف ظهرت المعتزلة؟ وقوة انتشار المدرسة العقلية

• شرح الأصول الخمسة عند المعتزلة.

• كيف ظهرت البدعة الكبرى؟

البحث المطلوب:

تعريف بالجهمية والمعتزلة فيما لا يزيد عن عشر صفحات

• مقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين، أما بعد:

في محاضرة الليلة سوف نتحدث بإذن الله تعالى عن تاريخ المذهب العقلي، وهذا مهم جداً، إننا حتى الآن نتحدث عن مقدمات أساسية لا يستغني عنها طالب العلم، ويجب أن تكون هذه المقدمات واضحة حتى إذا ما بدأنا في الحديث عن معتقد أهل السنة والجماعة سواء كان في موضوعات التوحيد أو تقسيمات التوحيد أو شرح أنواع التوحيد أو أشياء من هذا القبيل نكون قد أخذنا الخلفيات اللازمة والتصورات المطلوبة لاستيعاب هذه الأمور.

سوف نتحدث في هذه المحاضرة عن عدة نقاط:

• بدعة الجهمية وظهور المدرسة العقلية.

• الرد على شبهة السمنية.

• كيف ظهرت المعتزلة؟ وقوة انتشار المدرسة العقلية.

• شرح الأصول الخمسة عند المعتزلة.

• كيف ظهرت البدعة الكبرى؟

?????????????

• بدعة الجهمية وظهور المدرسة العقلية.

ظهر في التاريخ الإسلامي ما يُسمَّى بالمدرسة العقلية، وتجد من يقول: أنا من أصحاب المدرسة العقلية، فماذا يقصد بالمدرسة العقلية؟ هل القصد هو تعظيم العقل أم تقديم العقل على النقل؟

المذهب العقلي يُسمَّى بمذهب التعطيل، وهذا المذهب كان سبباً في ابتلاء الأمة الإسلامية فترة طويلة وعصيبة وشديدة، وفي وقت من الأوقات قُتل بسبب هذا المذهب آلاف من الناس.

شرحنا في المحاضرة السابقة طريقة الصحابة في فهم الكتاب والسنة، وهي معتمدة على تصديق الخبر وتنفيذ الأمر، وما أيسرها من عقيدة، فالصحابة والتابعون وتابعو التابعين وكل من أدرك عصر خير القرون وقدَّم النقل على العقل عند التعارض يطلق عليه اسم السلف اصطلاحاً.

في فترة خير القرون التي نصَّ عليها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " كان الصحابة جميعاً على تصديق الخبر وتنفيذ الأمر، ولم يُنغِّص عليهم إلا ما حدث من الابتلاءات كمقتل عثمان وموقعة الجمل وصفين، وكان هناك في هذه المحنة مَن تمسَّك بالحق وهناك من ضلَّ، فظهرت فرقة الخوارج، ثم من بعد ذلك الشيعة، ولكن لم يكن لهم تأثير قوي في هذه الفترة، فلم يكن لهم التواجد الذي له شأن يؤثر في الأمة الإسلامية كما هو الحال الآن من تمثيل الشيعة لنسبة كبيرة من العالم الإسلامي، وكذا الخوارج والفرق التي ظهرت بعد ذلك كالصوفية باختلاف أنواعها.

ولكن المذهب الذي نريد أن نتكلم عنه هو المذهب العقلي الذي أثَّر في تكوين شخصية المنتمين إلى أهل السنة، فهؤلاء تأثروا بهذا المذهب، وهم إخواننا ويعيشون بيننا، وما زالوا متأثرين بهذا المذهب تحت ما يسمى بالمدرسة العقلية أو تعظيم العقل، فلو تعارض العقل مع النقل يقدمون عقولهم على كتاب ربهم، ويأخذون من كتاب ربهم ما يوافق عقولهم.

فما هي أساس القضية؟ ومن الذي بدأها؟ ومتى بدأها؟ ومتى ظهرت؟ هذا يحتاج إلى توضيح.

البداية كانت عند رجل يُسمَّى الجهم بن صفوان في نهاية الربع الأول من القرن الثاني (توفى ما بين عام 125 إلى 128، على اختلاف في تحديد سنة الوفاة).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير