تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكال (للمدارسة)]

ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:17 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذا إشكال عرضه علي أحد الإخوة يقول فيه:

أن الله سبحانه ما دام يعلم الغيب فلم يغضب من عصيان العبد إذا عصاه رغم أنه يعلم مسبقا بارتكاب العبد للمعصية؟

قد يجاب عنه بأن الله سبحانه يغضب لوقوع المعصية, فحالها وقت كونها معلومة لديه سبحانه قبل وقوعها يختلف عن حالها إذا وقعت.

أفيدونا بردودكم على هذا الإشكال و تعقيباتكم على هذا الجواب بارك الله فيكم و أدامكم على طاعته.

ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:52 ص]ـ

لاشك ان العلم صفة ذاتيه لله عز وجل فهو متصف بها ازلا وابدا لاتنفك عن البارئ في وقت من الاوقات

اما الغضب فهي من الصفات الفعليه (وتسمى الاختياريه) التي تتعلق بمشيئة الله تعالى واختياره

فالله يغضب سبحانه وتعالى اذا حصل او وقع من العبد فعل قبيح فيغضب الله تعالى بعد وقوعه -اي بعد وقوع العبد في الفعل- لذلك قال تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه .. )

وقوله (كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون)

فمن جملة شرطيه وجواب الشرط فجزاءه ومابعده

فالله تعالى يكون غضباً من الكافر حال كفره ثم إذا آمن رضي الله عنه

بل المسلم اذا فعل كبيره قد يدخل في مقت الله تعالى فاذا تاب وعاد رضي الله عنه ورحمه

ولايخفى بطلان هذا القول وللتفصيل راجع الايمان لشيخ الاسلام

فالصفات الاختياريه ظهورها يتعلق بالفعل بعد وقوعه ولا يتعلق ظهورها بالعلم

والله تعالى اعلم

ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 07 - 09, 10:02 ص]ـ

((حرره المشرف لمخالفته لكلام أهل السنة))

ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 02:39 م]ـ

جزاكم الله خيرا على التوضيحات النافعة و ما زال الموضوع موضوعا للمدارسة.

قال النووي رحمه الله في تفسير معنى الغضب: (المراد بغضب الله تعالى ما يظهر من انتقامه ممن عصاه وما يرونه من أليم عذابه , وما يشاهده أهل المجمع من الأهوال التي لم تكن ولا يكون مثلها , ولا شك في أن هذا كله لم يتقدم قبل ذلك اليوم مثله ولا يكون بعده مثله , فهذا معنى غضب الله تعالى كما أن رضاه ظهور رحمته ولطفه بمن أراد به الخير والكرامة ; لأن الله تعالى يستحيل في حقه التغير في الغضب والرضاء. والله أعلم.) انتهى من شرحه

هل هذا مستقر لدى أهل السنة و الجماعة أم أنه مما خالف به النووي رحمه الله أهل السنة؟

ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 03:50 م]ـ

بل هذا تأويل منه وتعطيل لصفة الغضب وصفة الرضا، وهذا خطأ مخالف لمعتقد أهل السنة. والله يغفر له.

و أما لاستشكالك فالإجابة عنه بصورة ميسرة جدا:

أترى علمك بما ينوي ابنك من عمل خاطئ و ما يترتب عليه من الضيق والمقت، كغضبك و مقتك بعد أن يعمل العمل؟!!

و لله المثل الأعلى.

و الله أعلم.

ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:30 ص]ـ

لاشك ان هذا مما اخطا في النووي رحمه الله تعالى فلا يعول عليه

والله المستعان

ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:35 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذا إشكال عرضه علي أحد الإخوة يقول فيه:

أن الله سبحانه ما دام يعلم الغيب فلم يغضب من عصيان العبد إذا عصاه رغم أنه يعلم مسبقا بارتكاب العبد للمعصية؟

قد يجاب عنه بأن الله سبحانه يغضب لوقوع المعصية, فحالها وقت كونها معلومة لديه سبحانه قبل وقوعها يختلف عن حالها إذا وقعت.

.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لابد من التفريق بين علم الله الازلي السابق الذي لايترتب عليه ثواب ولاعقاب وبين علم الله

الذي يترتب عليه الثواب والعقاب

مثال الاول (والله بكل شيء عليم) وعلم الله أزلي ويشمل الحاضر والماضي والمستقبل

مثال الثاني: (أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)

فالعلم هنا يترتب عليه الثواب والعقاب بعد الإبتلاء

وعندما يرتكب العبد معصية فالله عزوجل يعلمها ويغضب، ويترتب على هذه المعصية العقاب

وهذا يدخل في النوع الثاني (علم الله الذي يترتب عليه الثواب والعقاب)

هذا التفصيل ذكره الشيخ بن عثيمين رحمه الله في كتاب شرح الاربعين النووية

ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:15 ص]ـ

قال النووي رحمه الله في تفسير معنى الغضب: (المراد بغضب الله تعالى ما يظهر من انتقامه ممن عصاه وما يرونه من أليم عذابه , وما يشاهده أهل المجمع من الأهوال التي لم تكن ولا يكون مثلها , ولا شك في أن هذا كله لم يتقدم قبل ذلك اليوم مثله ولا يكون بعده مثله , فهذا معنى غضب الله تعالى كما أن رضاه ظهور رحمته ولطفه بمن أراد به الخير والكرامة ; لأن الله تعالى يستحيل في حقه التغير في الغضب والرضاء. والله أعلم.) انتهى من شرحه، فهذا أمر لا أظن فيه اشكال.

كذلك وإن القرطبي رحمه الله قال عند تفسيره للآية: (غير المغضوب عليهم): (وَمَعْنَى الْغَضَب فِي صِفَة اللَّه تَعَالَى إِرَادَة الْعُقُوبَة , فَهُوَ صِفَة ذَات , وَإِرَادَة اللَّه تَعَالَى مِنْ صِفَات ذَاته ; أَوْ نَفْس الْعُقُوبَة , و.

ما فسر به الإمامان النووي والقرطبي-رحمة الله عليهما- صفتي الغضب والرضا هو مذهب الأشاعرة الذين يفسرون هذه الصفات الخبرية بلوازمها ولا شك في كون هذا النوع من التأويل الفاسد خطأً بعيدا عن منهج السلف في باب الصفات؛ حيث يلزم من تفسيرها باللازم معرفة الكنه وهو باطل، أما ما نقله أخونا الفاضل من كلام العلامة ابن جبرين -رحمه الله- فهو الموافق لما عليه السلف؛ حيث ذكر اللازم باعتاره أثرا من آثار الصفات،، وفرقٌ كبيرٌ بين من جعل المعنى هو اللازم وبين من أبقى للصفة معناها وخصوصيتها ولم يقتحم حماها بتفسرها باللازم ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير