تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال البخاري - في موضع آخر -: حدثنا مقدم بن محمد، حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين على إصبع، وتكون السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك ".

تفرد به أيضا من هذا الوجه، ورواه مسلم من وجه آخر. وقد رواه الإمام أحمد من طريق أخرى بلفظ آخر أبسط من هذا السياق وأطول، فقال:

حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هكذا بيده، يحركها يقبل بها ويدبر: " يمجد الرب نفسه: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا [ص: 115] الملك، أنا العزيز، أنا الكريم ". فرجف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر حتى قلنا: ليخرن به.

وقد رواه مسلم، والنسائي، وابن ماجه من حديث عبد العزيز بن أبي حازم - زاد مسلم: ويعقوب بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي حازم، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر، به، نحوه.

ولفظ مسلم - عن عبيد الله بن مقسم في هذا الحديث -: أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يأخذ الله سماواته وأرضيه بيده ويقول: أنا الملك، ويقبض أصابعه ويبسطها: أنا الملك، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟.

وقال البزار: حدثنا سليمان بن سيف، حدثنا أبو علي الحنفي، حدثنا عباد المنقري، حدثني محمد بن المنكدر قال: حدثنا عبد الله بن عمر [رضي الله عنهما]، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية على المنبر: (وما قدروا الله حق قدره) حتى بلغ: (سبحانه وتعالى عما يشركون)، فقال المنبر هكذا، فجاء وذهب ثلاث مرات.

ورواه الإمام الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث عبيد بن عمير، عن عبد الله بن عمرو، وقال: صحيح.

وقال الطبراني في المعجم الكبير: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي، حدثنا حيان بن نافع بن صخر بن جويرية، حدثنا سعيد بن سالم القداح، عن معمر بن الحسن، عن بكر بن خنيس، عن أبي شيبة، عن عبد الملك بن عمير، عن جرير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفر من أصحابه: " إني قارئ عليكم آيات من آخر سورة الزمر، فمن بكى منكم وجبت له الجنة "؟ فقرأها من عند قوله: (وما قدروا الله حق قدره)، إلى آخر السورة، فمنا من بكى، ومنا من لم يبك، فقال الذين لم يبكوا: يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك؟ فقال: " إني سأقرؤها عليكم فمن لم يبك فليتباك ". هذا حديث غريب جدا.

وأغرب منه ما رواه في المعجم الكبير أيضا: حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك [ص: 116] الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله تعالى يقول: ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي، لو رآهن رجل ما عمل سوءا أبدا: لو كشفت غطائي فرآني حتى يستيقن ويعلم كيف أفعل بخلقي إذا أتيتهم، وقبضت السماوات بيدي، ثم قبضت الأرض والأرضين، ثم قلت: أنا الملك، من ذا الذي له الملك دوني؟ ثم أريتهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير، فيستيقنوها. وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنوها، ولكن عمدا غيبت ذلك عنهم لأعلم كيف يعملون، وقد بينته لهم ".

وهذا إسناد متقارب، وهي نسخة تروى بها أحاديث جمة، والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير