وهذا ما رددنا عليه بأن شرطك غير صحيح فالتوجيه في الآية للظالم لنفسه بالذهاب لا أمر للنبي بوجوب الإستغفار له لتضعه شرطا.
هذا خروج بالآية عن معناها، وإلا فما معنى أن الآية تبين مشروعية مجرد بالذهاب إلى الرسول؟!
بل المشروعية للتوبة بين يديه، وطلب الاستغفار منه
أما مجرد إتيان الرسول، بله مناجاته وكلامه فمشروعيتهما لا تحتاج تدليلا
والثابت عن غير واحد من الصحابة أنهم كانوا يسألون الرسول الاستغفار لهم، والدعاء لهم
رابعا: في هذه الآية أنت تدعي أنها ناظرة لخصوص حياة النبي بإعتبار أن بعد الموت أمرا بما لا يطاق بينما في آية النهي عن رفع الصوت إدعيت أنها عامة لحياته وبعد مماته مع أنه يفترض منك أن تقول العكس، بإعتبار أن حرمة رفع الصوت كانت فوق صوت النبي والنبي بعد مماته لا صوت له، فلماذا جعلت تلك الآية عامة وهذه الآية خاصة بحياة النبي؟ هذا أولا.
لم أجعلها عامة كذلك، وليس هذا في شيء من كلامي ..
وإنما ذكرتها في بيان الفرق بين الآية القاصة حادثة، وبين الآية التي فيها حكم للمكلف ..
والحكم للمكلف إن ذهب محله أو شيء منه، ذهب من الحكم ما يقابله
فتلك الآية التي فيها النهي عن رفع الصوت فوق صوت النبي، بفقد صوت الرسول، فُقد ذلك المحل، ولكن الباقي منه خفض الصوت الواجب للأدب ..
على أن فقهي في الآية ليس الاستدلال بقوله (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)، وإنما هو مستفاد من قوله (ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض)، على قول طائفة من أهل العلم باشتمالها ذلك المعنى والمعنى الثاني، ومن قوله (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله)
أما الاستدلال على الحكم بمنطوق الشطر الأول من الآية، فليس إلا في حكاية الإمام مالك، وهي لا تثبت ...
وثاني: كيف ادخلت هذا الأمر في باب عدم الحكم لعدم الموضوع أو في الأمر بما لا يطاق مع أن التوجيه للمكلف بالذهاب للنبي وهو مقدور،
قد عرف أن المشروعية في الآية ليست لمجرد الذهاب إلى الرسول، وإنما هي للتوبة عنده وطلب الاستغفار منه ...
بل لو أنك قصرت المشروعية بعد موته بمجرد الذهاب، من دون طلب للاستغفار منه
لهان الخطب، على بدعيته
وفوق هذا فإن ذلك يعارض حينها بمنطوقات شرعية صريحة في المنع من شد الرحل لغير المساجد الثلاثة، ومن النهي عن اتخاذ قبره عيدا، و وثنا يعبد
مع بقاء الاعتراضات المتوجهة بترك الصحابة والأئمة لذلك الأمر والتنبيه عليه ...
كما أنك لا تستطيع أن تجزم وتحكم بأن النبي لا يستطيع أن يستغفر لمن طلب منه أن يستغفر الله له مع أن هذا ممكن و واقع، فقد ورد أن النبي يستغر للمذنبين يقول (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم).
1 ـ الإمكان لا يستلزم الوقوع، ويمكن عكس الدعوى بأنه يمكن ألا يستطيع ..
2 ـ الحديث مرسل منكر، فهو ضعيف ..
3 ـ على أن متنه لا يدل على مطلوبك، ويمكن أن أناقش دلالته فيما بعد إن شاء الله ..
وأما ما فرضته كلازم على كلامنا فهو غير لازم لأن إزالة الشبهات أو معرفة المهمات يكون بالبيان والوصول بينما في الإستغفار لا يحتاج إلى ذلك بل يكفي ذهاب المذنب للنبي ولطبه أن يستغفر له عند الله تعالى.
بل هو لازم ...
الآية فيها رد إلى الرسول، وليس مجرد إزالة الشبهة
فإزالة الشبهة إنما تترتب على الرد إلى الرسول
فإما أن تحملها على الحقيقة كما هو في حياته، فتلتزمه بعد موته
أو تقول يتعذر هذا بعد موته، فيكون الرد إلى سنته
فمن رد إلى الرسول بعد موته (بالرد إلى سنته وهديه) = لاشتملنا فضل الله ورحمته ولما اتبعنا الشيطان ..
فنقول لك وكذلك مجيء الرسول بعد موته إنما هو بالاهتداء بسنته ..
فمن جاء الرسول بعد موته (باتباع سنته وهديه) = استغفر له الرسول (باستغفاره العام للمؤمنين التائبين العائدين)
¥