تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تضامنا مع دعوة الأخ أبي مجاهد العبيدي]

ـ[الخطيب]ــــــــ[16 Nov 2003, 05:26 م]ـ

أخي أبا مجاهد العبيدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا من أخ صالح رحب الصدر يتسع حلمه لمحاورات إخوانه ويعمل على التخفيف من معاناتهم ولا يفتأ أن يربطنا بالقرآن وحلاوته ولو كان ما يكتبه مجرد رسالة يطيب بها خاطر أخ له في الله

وإني يا أخي الكريم لأشد على يدك الكريمة في الدعوة إلى رد المطاعن ودرء الشبه عن أغلى نعمة أنعم الله بها علينا وهي نعمة الإسلام كما أشد علي يديك أيضا في شأن اقتراحك طرح موضوع " منهج القرآن في مواجهة خصومه " على بساط الحوار والمناقشة ويبدو أنك لا تحب أن تضيع وقتا ولذا جررتنا إلى التعايش مع موضوعك هذا على الفور وذلك حين عرضت لنا هذه الآيات من سورة الفرقان: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا 4 وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 5 قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 6 وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا 7 أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا 8 انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا 9}

وذكرت أنها تشير إلى منهج قرآني في عرض الشبه والرد عليها وهو منهج الإيجاز أو الإغفال.

أخي الكريم لقد نظرت إلى هذه الآيات بنظري الضعيف فلم أشعر بأي إغفال من قبل القرآن الكريم لما أوردته الآيات من شُبَه كل ما في الأمر أنها ماضية على النهج القرآني في طرح موضوعاته المكررة في أكثر من موضع جدلية كانت هذه الموضوعات أو غير ذلك حيث لا يتناولها في كل المواضع بنفس الأسلوب ولكن بأسلوب مغاير إن بالتصريح وإن بالتلميح إن بالإشارة وإن بالعبارة .......... وحتي لا نتيه سنحصر أنفسنا داخل إطار هذه الآيات المذكورة فلو أننا نظرنا إليها فسوف نجدها قد تناولت أربع شبه هي كالتالي:

الأولى - ادعاء أن هذا القرآن من اختلاقه صلى الله عليه سلم بمعونة آخرين هؤلاء الآخرون قد جاء ذكرهم مع رد الفرية في قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} تصور ما لو أردنا نحن أن نرد نفس الفرية بنفس ما رد به القرآن بالأسلوب البشري ما كنا سنصل إلى هذه النتيجة إلا عبر مقدمات عدة هذا رد لقولهم {وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ} وأما الجزء الأول {إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ} فالرد عليه في آيات كثيرة منها قوله تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} وقوله: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} وقوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا} فكيف تكون لديه قدرة على التأليف وهو الذي لم يكن يوما قارئا كاتبا ولم يجلس يوما إلى معلم وقد ضمن ذلك كله في كلمة جامعة وصف بها صلى الله عليه وسلم هي كلمة {الأمي}

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير