[المنتقى من أقوال المفسرين في ربط تفسير الآيات بالواقع المعاش]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jan 2004, 07:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن الكريم كتاب هداية، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام، ويخرج من استضاء به من الظلمات إلى النور.
ولا شك أن من أهم المهمات التي ينبغي لكل من فسر القرآن أن يوليها الاهتمام اللائق بها: دعوة الناس إلى العمل به، وحل مشاكلهم بما تضمنه من الهدى، وإنذارهم بما فيه من الوعيد، والاجتهاد في ربط هداياته بواقعهم الذي يعيشونه.
ولقد كان هذا الأمر من الأمور التي اهتم بها المفسرون قديماً وحديثاً، وذكروا في ثنايا تفسيرهم للقرآن نصائح وتوجيهات، ونبهوا على تنبيهات مهمات، وذكّروا بالقرآن من غفل أو نسي أو أعرض لعله يتذكر أو يخشى.
وقد لفت انتباهي وأنا أقرأ في كتب التفسير الكثيرُ من هذه النصائح والتنبيهات والإرشادات فأردت أن أذكر شيئاً منها هنا للتنبيه على أهمية هذا الأمر لمن تصدى لتفسير القرآن وتعليمه للناس.
وإلى القارئ الكريم بعض هذه النقول:
· قال العلامة الشنقيطي بعد تفسيره لقوله تعالى في سورة محمد: {إِنَّ ?لَّذِينَ ?رْتَدُّواْ عَلَى? أَدْبَـ?رِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ?لْهُدَى ?لشَّيْطَـ?نُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى? لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ?للَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِى بَعْضِ ?لاٌّمْرِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ?لْمَلَـ?ئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَـ?رَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ ?تَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ ?للَّهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَـ?لَهُمْ}:
(مسألة
اعلم أن كل مسلم، يجب عليه في هذا الزمان، تأمل هذه الآيات، من سورة محمد وتدبرها، والحذر التام مما تضمنته من الوعيد الشديد؛ لأن كثيراً ممن ينتسبون للمسلمين داخلون بلا شك فيما تضمنته من الوعيد الشديد.
لأن عامة الكفار من شرقيين وغربيين كارهون لما نزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو هذا القرآن وما يبينه به النبي صلى الله عليه وسلم من السنن.
فكل من قال لهؤلاء الكفار الكارهين لما نزله الله: سنطيعكم في بعض الأمر، فهو داخل في وعيد الآية.
وأحرى من ذلك من يقول لهم: سنطيعكم في الأمر كالذين يتبعون القوانين الوضعية مطيعين بذلك للذين كرهوا ما نزل الله، فإن هؤلاء لا شك أنهم ممن تتوفاهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم.
وأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه، وأنه محبط أعمالهم.
فاحذر كل الحذر من الدخول في الذين قالوا: سنطيعكم في بعض الأمر.) انتهى
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jan 2004, 07:52 ص]ـ
ومن ذلك أيضاً:
ما ذكره الشيخ الشنقيطي كذلك في سياق كلام طويل قيم نفيس في التنبيه على قضايا مهمة متعلقة بتفسير قوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)؛ قال رحمه الله:
(والله جل وعلا يقول في سورة القمر مرات متعددة: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ?لْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}. ويقول تعالى في الدخان: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَـ?هُ بِلِسَـ?نِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}. ويقول في مريم: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَـ?هُ بِلَسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ?لْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً}.
فهو كتاب ميسر، بتيسير الله، لمن وفقه الله للعمل به، والله جل وعلا يقول: (بَلْ هُوَ ءَايَـ?تٌ بَيِّنَـ?تٌ فِى صُدُورِ ?لَّذِينَ أُوتُواْ ?لْعِلْمَ}، ويقول {وَلَقَدْ جِئْنَـ?هُمْ بِكِتَـ?بٍ فَصَّلْنَـ?هُ عَلَى? عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.
فلا شك أن الذي يتباعد عن هداه، يحاول التباعد عن هدى الله ورحمته.
ولا شك أن هذا القرآن العظيم، هو النور الذي أنزله الله إلى أرضه، ليستضاء به فيعلم في ضوئه الحق من الباطل والحسن من القبيح والنافع من الضار، والرشد من الغي.
قال الله تعالى: {يَـ?أَيُّهَا ?لنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً}.
¥