تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(3) الوقف اللازم على قوله تعالى (ويسخرون من الذين آمنوا)]

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Dec 2003, 07:08 ص]ـ

قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (البقرة:212)

الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى: (ويسخرون من الذين آمنوا).

ولهذه الجملة احتمالان في الإعراب:

الأول: أن تكون معطوفة على جملة (زين للذين كفروا).

الثاني: أن تكون جملة حاليةً على تقدير: وهم يسخرون (1).

وبناءً على هذا الوقف، فإنَّ جملة: (والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة) محمولةٌ على الاستئناف.

ووجه الإشكال في الوصل بيَّنها السجاوندي، فقال:» ولو وصل صار (فوقهم) ظرفاً لـ (يسخرون)، أو حالاً لفاعل (يسخرون)، وقُبْحُهُ ظاهرٌ «(2).

والصواب من الإعرابِ أنَّ الواو عاطفة، وأن جملة (والذين اتقوا) معطوف على جملة (زين للذين كفروا) (3).

أقوال علماء الوقف:

اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوال:

الأول: أنَّ الوقف كافٍ، وهو اختيار الداني (4)، والغزال (5).

الثاني: أن الوقف حسنٌ، وبهذا الوقف قال أبو جعفر النحاس (6)، وابن الأنباري (7)، والهمذاني (8)، والأنصاري (9)، والأشموني (10).

الثالث: أن الوقف لازم، وهو اختيار السجاوندي (11).

وأولى هذه الأقوال قول من قال: إنَّ الوقف حَسَنٌ؛ لأن جملة (والذين اتقوا) مرتبطة إعراباً بجملة (زين للذين كفروا) وهذا الرابطُ اللفظي الإعرابي يجعل الوقف حسناً.

ولِوُجودِ هذا الرابط اللفظي الإعرابي لا يصلح أن يكون الوقف كافياً، كما لا يصلح البدءُ بجملة (والذين اتقوا) الذي هو نتيجةُ الحكم باللازم.

أمَّا ما عَلَّلَ به السجاوندي فهو من البُعْدِ والتَّكلفِ بمكان؛ لأنَّ هذه العلة ـ لو صحَّت ـ لا يدركها إلا المتخصص في علم النَّحو. ويلزم من عِلَّتِهِ أنْ يُفهَم أنَّ جملة (الذين اتقوا) عطف على جملة (الذين آمنوا)، وأنَّ قوله: (فوقهم) ظرف لـ (يسخرون) أو حالٌ لفاعلِ (يسخرون)، وهذا لا يُدْرَكُ إلا بتأمل.

ولو بدأ القارئ من قوله تعالى: (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة)، فوقف هنا، لكان واضحاً أنَّ الفوقية للمتقين وأنَّ الظرف (فوقهم) لا يتعلق بهذا الفعل البعيد عنه، وهو (يسخرون).

.......................................

(1) انظر: البحر المحيط 2: 130، والدر المصون 2: 372.

(2) علل الوقوف 1: 168.

(3) انظر: الجدول في إعراب القرآن 2: 362، وإعراب القرآن الكريم، لمحيي الدين درويش 1: 312.

(4) المكتفى 83.

(5) الوقف والابتداء 1: 268، وعبارته:» حسن «، وهي تعني الكافي عند غيره.

(6) القطع والائتناف 183.

(7) إيضاح الوقف 1: 549.

(8) الهادي في معرفة المقاطع والمبادي 1: 110.

(9) المقصد، بحاشية منار الهدى 58.

(10) منار الهدى 58.

(1 1) علل الوقوف 1: 168.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير