مدارسة حول تفسير ابن جرير آية النساء: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا ... )
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Dec 2003, 10:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أورد ابن جرير رحمه الله أقوال المفسرين في معنى قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) [النساء: من الآية3]
ومن تلك الأقوال التي وردت في تفسير الآية ما ذكره بقوله رحمه الله:
(وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن القوم كانوا يتحوبون في أموال اليتامى ألا يعدلوا فيها , ولا يتحوبون في النساء ألا يعدلوا فيهن , فقيل لهم: كما خفتم أن لا تعدلوا في اليتامى , فكذلك فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن , ولا تنكحوا منهن إلا من واحدة إلى الأربع , ولا تزيدوا على ذلك , وإن خفتم ألا تعدلوا أيضا في الزيادة على الواحدة , فلا تنكحوا إلا ما لا تخافون أن تجوروا فيهن من واحدة أو ما ملكت أيمانكم.)
ثم ذكر من قال ذلك من السلف فقال: (حدثني يعقوب بن إبراهيم , قال: ثنا ابن علية , عن أيوب , عن سعيد بن جبير , قال: كان الناس على جاهليتهم , إلا أن يؤمروا بشيء أو ينهوا عنه. قال: فذكروا اليتامى , فنزلت: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} قال: فكما خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى , فكذلك فخافوا أن لا تقسطوا في النساء.
حدثنا محمد بن الحسين , قال: ثنا أحمد بن مفضل , قال: ثنا أسباط , عن السدي: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} إلى: {أيمانكم} كانوا يشددون في اليتامى , ولا يشددون في النساء , ينكح أحدهم النسوة , فلا يعدل بينهن ; فقال الله تبارك وتعالى: كما تخافون أن لا تعدلوا بين اليتامى فخافوا في النساء , فانكحوا واحدة إلى الأربع , فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم.
حدثنا بشر بن معاذ , قال: ثنا يزيد بن زريع , قال: ثنا سعيد , عن قتادة , قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} حتى بلغ: {أدنى ألا تعولوا} يقول: كما خفتم الجور في اليتامى وهمكم ذلك , فكذلك فخافوا في جمع النساء. وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العشرة فما دون ذلك , فأحل الله جل ثناؤه أربعا , ثم الذي صيرهن إلى أربع قوله: {مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} يقول: إن خفت ألا تعدل في أربع فثلاث , وإلا فثنتين , وإلا فواحدة ; وإن خفت ألا تعدل في واحدة , فما ملكت يمينك.
حدثنا الحسن بن يحيى , قال: أخبرنا عبد الرزاق , قال: أخبرنا معمر , عن أيوب , عن سعيد بن جبير , قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} يقول: ما أحل لكم من النساء , {مثنى وثلاث ورباع} فخافوا في النساء مثل الذي خفتم في اليتامى ألا تقسطوا فيهن. ....
حدثنا المثنى , قال: ثنا أبو النعمان عارم , قال: ثنا حماد بن زيد , عن أيوب , عن سعيد بن جبير , قال: بعث الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وسلم , والناس على أمر جاهليتهم , إلا أن يؤمروا بشيء أو ينهوا عنه , وكانوا يسألونه عن اليتامى , فأنزل الله تبارك وتعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} قال: فكما تخافون ألا تقسطوا في اليتامى فخافوا ألا تقسطوا وتعدلوا في النساء.
حدثني المثنى , قال: ثنا عبد الله بن صالح , قال: ثني معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس: قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} قال: كانوا في الجاهلية ينكحون عشرا من النساء الأيامى , وكانوا يعظمون شأن اليتيم , فتفقدوا من دينهم شأن اليتيم , وتركوا ما كانوا ينكحون في الجاهلية , فقال: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} ونهاهم عما كانوا ينكحون في الجاهلية ...... ) انتهى باختصار
¥