[إشكال نرجو توضيحه]
ـ[محب]ــــــــ[21 Feb 2004, 08:25 ص]ـ
وقع عندى إشكال، أرجو أن يوضحه لى من عنده علم فيه ..
من تفسير الطبرى ..
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى}.
اخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ بَعْضهمْ: {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى} بِكَسْرِ الْخَاء، عَلَى وَجْه الْأَمْر بِاِتِّخَاذِهِ مُصَلَّى، وَهِيَ قِرَاءَة عَامَّة الْمِصْرَيْنِ الْكُوفَة وَالْبَصْرَة، وَقِرَاءَة عَامَّة قُرَّاء أَهْل مَكَّة وَبَعْض قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة.
وَذَهَبَ إلَيْهِ الَّذِينَ قَرَءُوهُ كَذَلِكَ مِنْ الْخَبَر الَّذِي: 1629 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَيَعْقُوب بْن إبْرَاهِيم، قَالَا: حَدَّثَنَا هُشَيْم، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْد، عَنْ أَنَس بْن مَالِك، قَالَ: قَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب: قُلْت: يَا رَسُول اللَّه، لَوْ اتَّخَذْت الْمَقَام مُصَلَّى؟ فَأَنْزَلَ اللَّه: {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى} ..
قَالُوا: فَإِنَّمَا أَنْزَلَ اللَّه ـ تَعَالَى ذِكْره ـ هَذِهِ الْآيَة أَمْرًا مِنْهُ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاِتِّخَاذِ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى، فَغَيْر جَائِز قِرَاءَتهَا، وَهِيَ أَمْر، عَلَى وَجْه الْخَبَر ..
وَقَدْ زَعَمَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة أَنَّ قَوْله: {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى} مَعْطُوف عَلَى قَوْله: {يَا بَنِي إسْرَائِيل اُذْكُرُوا نِعْمَتِي} 2 122 {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى} فَكَانَ الْأَمْر بِهَذِهِ الْآيَة وَبِاِتِّخَاذِ الْمُصَلَّى مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم ـ عَلَى قَوْل هَذَا الْقَائِل ـ لِلْيَهُودِ مِنْ بَنِي إسْرَائِيل الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كَمَا: 1630 - حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن أَنَس بِمَا حُدِّثْت عَنْ عَمَّار بْن الْحَسَن، قَالَ: ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مِنْ الْكَلِمَات الَّتِي اُبْتُلِيَ بِهِنَّ إبْرَاهِيم قَوْله: {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى} فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى، فَهُمْ يُصَلُّونَ خَلْف الْمَقَام.
فَتَأْوِيل قَائِل هَذَا الْقَوْل: {وَإِذْ ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهنَّ قَالَ إنِّي جَاعِلُك لِلنَّاسِ إمَامًا} وَقَالَ: {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}. وَالْخَبَر الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب، عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل، يَدُلّ عَلَى خِلَاف الَّذِي قَالَهُ هَؤُلَاءِ، وَأَنَّهُ أَمْر مِنْ اللَّه تَعَالَى ذِكْره بِذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَجَمِيع الْخَلْق الْمُكَلَّفِينَ.
وَقَرَأَهُ بَعْض قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة وَالشَّام: {وَاِتَّخَذُوا} بِفَتْحِ الْخَاء عَلَى وَجْه الْخَبَر.
ثُمَّ اُخْتُلِفَ فِي الَّذِي عُطِفَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: {وَاِتَّخَذُوا} إذَا قُرِئَ كَذَلِكَ عَلَى وَجْه الْخَبَر، فَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة: تَأْوِيله إذَا قُرِئَ كَذَلِكَ: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَإِذْ اتَّخَذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى. وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة: بَلْ ذَلِكَ مَعْطُوف عَلَى قَوْله: {جَعَلْنَا} فَكَانَ مَعْنَى الْكَلَام عَلَى قَوْله: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَاِتَّخَذُوهُ مُصَلًّى.
وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل وَالْقِرَاءَة فِي ذَلِكَ عِنْدنَا: {وَاِتَّخِذُوا} بِكَسْرِ الْخَاء، عَلَى تَأْوِيل الْأَمْر بِاِتِّخَاذِ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى، لِلْخَبَرِ الثَّابِت عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ آنِفًا، وَأَنَّ عَمْرو بْن عَلِيّ: 1631 - حَدَّثَنَا قَالَ: ثنا يَحْيَى بْن سَعِيد، قَالَ: ثنا جَعْفَر بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه: أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى}.
انتهى كلام الإمام الطبرى رحمه الله.
ما معنى قول الطبرى رحمه الله: " والصواب من القول والقراءة .. "؟
هل معنى ذلك أنه يعتبر " واتخَذوا " بفتح الخاء قراءة ليست صحيحة؟
وهل لأحد أن يرفض قراءة ثابتة السند؟
وإذا كانت قراءة " واتخَذوا " بفتح الخاء ثابتة السند عن النبى عليه الصلاة والسلام، فكيف نجمع بينها وبين حديث عمر رضى الله عنه، والحديث لا يحتمل إلا " واتخِذوا " بكسر الخاء فقط؟
وسؤال آخر أرجو معرفة إجابته ..
عندما قام الدؤلى بتشكيل المصحف، على أى قراءة شكله؟
أرجو ممن عنده الإجابة عن أى جزئية ألا يحجبها عنا، وأن يشفى جهلنا بما علمه الله.
وفقكم الله وثبتكم وسدد ألسنتكم.
¥