[حوار عن القارئ عبد الباسط عبد الصمد - رحمه الله -]
ـ[الراية]ــــــــ[17 Jan 2004, 09:59 م]ـ
ن منا لاا يعرف صوته ولا يعرف قدره .... ملأ ربوع الأرض قرآنا بصوته الصافي النقي ...
هو من مواليد مدينة أرمنت محافظة "قنا" في أول يناير عام1927 م، ترتيبه الثالث بين أخوته، فأخوه الأكبر محمود عبد الصمد مفتش ثانوي سابق ويعتبر أول من تعلم بالأزهر بمحافظة "قنا"، يليه عبد الحميد عبد الصمد ناظر ثانوي أزهري بالمعاش ثم الشيخ عبد الباسط ثم أخيهم الأصغر عبد الله عبد الصمد.
ألحقه أبوه بكتاب البلدة مع إخوته عام 1943 م إلا أن عبد الباسط تميز عن إخوته في حفظه للقرآن وحسن تلاوته له رغم إلتحاقه بالكتاب في السابعة من عمره إلا أنه أتم حفظه قبل بلوغ العاشرة، و لأن والده كان من علماء الدين بمحافظة "قنا" فقد عزم على الاهتمام به لما رأى فيه من حسن الأداء وجمال الصوت ليكون من أهل القرآن وذلك بخلاف إخوته الذين لم يكونوا مثله ولم يتمتعوا بموهبته فاكتفى بإتمامهم
حفظ القرآن ثم وجههم إلى التعليم الأزهري ... وتفرغ الأب لابنه عبد الباسط فأولاه اهتماما خاصا حيث ألحقه بالمعهد الديني بمدينة "أرمنت" فتعلم القراءات وعلوم القرآن ونال اهتمام شيخه العالم الأزهري محمد سليم حمادة الذي كان يصطحبه معه ليقرأ في السهرات والحفلات حتى أصبح الصبي عبد الباسط مشهورا في نجوع وقرى محافظات الوجه القبلي ولم يكن عمره قد تجاوز الخامسة عشرة بعد.
كان هذا الحوار مع ابنه هشام .......
الأستاذ هشام عبد الباسط .. ما أول أجر حصل عليه الشيخ عبد الباسط؟
** كان رحمة الله عليه يقول أنه تقاضى ثلاثة جنيهات في أول حفلة قرأ فيها وكان عمره أربعة عشر عاما ويعد هذا المبلغ كبيرا في ذلك الوقت الذي نال فيه شهرة واسعة رغم صغر سنه فكان يجوب محافظة أسوان والأقصر بدعوات خاصة من كبار العائلات حتى أواخر عام 1950 م.
في عام 1951 م عرض عليه الشيخ الضباع أن يتقدم للإذاعة لاعتماده بها قارئا ... فرفض ... لماذا؟
** كان الشيخ الضباع عضوا بلجنة تقييم الأصوات واختبار القراء بالإذاعة وكان قد حضر الاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب وبعد أن استمع إلى صوت الشيخ عبد الباسط في تلك الليلة طلب منه أن يتقدم لامتحان الإذاعة قائلا له:
هل تحب أن تقرأ بالأذاعة؟
فاندهش الشيخ عبد الباسط قائلا: مرة واحدة كده
فقال: نعم ..
فرد الشيخ عبد الباسط: لا أحب أن أقرأ بالإذاعة فأنا مشهور في الوجه القبلي وأحب أن أظل قارئا بالوجه القبلي فقط ...
فقال الشيخ الضباع له: إن قراءتك بالإذاعة ستفتح لك مجالا أوسع وأرحب في مصر كلها وليس الوجه القبلي فقط بل والعالم العربي كذلك فاقتنع الشيخ عبد الباسط وذهب إلى مبنى الإذاعة بعد أن اتفق مع الشيخ الضباع على ميعاد اللقاء بالإذاعة .. ودون أن يعلم الشيخ عبد الباسط كان الشيخ الضباع قد سجل له شريط كاسيت عندما قرأ القرآن بمسجد السيدة زينب فتم عرض هذا الشريط على اللجنة فأجازته دون أن يعقد له امتحان وتم اعتماده بالإذاعة في ذلك العام.
تزوج الشيخ عبد الباسط في سن مبكرة وقبل اعتماده قارئا بالإذاعة فهل استقر بالقاهرة وترك زوجته وأهله بمدينة "أرمنت" أم ماذا؟
** كان مترددا بين إقامته بالقاهرة والاستقرار بها وإقامته بالوجه القبلي فاستخار الله تعالى فكان له ما أراد حيث الاستقرار بالقاهرة فعاد إلى مدينة "أرمنت" وأصطحب زوجته وبنتيه إلى القاهرة ونزل بهم جميعا على لوكاندة الشرق بحي السيدة زينب ومكث فيها فترة قصيرة حتى تمكن من تأسيس مسكنا بحي السيدة زينب أيضا وكان ذلك عام 1952 م. بعد اعتماده بالإذاعة المصرية تم تعيينه بمسجد الإمام الشافعي حتى عام 1981 م ثم نقل إلى مسجد الإمام الحسين وأحيا العديد من الحفلات القرآنية بمساجد القاهرة والسيدة زينب والسلطان أبو العلا ومسجد الرفاعي رضى الله عنهم جميعا.
عندما سافر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد إلى باريس خلع عمامته وجبته وارتدى بدلة قام بشرائها من أشهر محلات باريس .. ما تعليقك على هذا الأمر؟
¥