تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال عن معنى (الجهاد في سبيل الله)]

ـ[متعلم]ــــــــ[20 Nov 2003, 07:08 ص]ـ

الأخوة الكرام والمشايخ الفضلاء

كنت أسمع مراراً من بعض طلبة العلم أن لفظة الجهاد عند ورودها في القرآن مطلقة كقوله {يجاهدون في سبيل الله} المقصود بها هو القتال في سبيل الله فقط، ولا ينصرف المعنى إلى المعنى العام للجهاد ..

وقد بحثت في كتب التفاسير والمعاني ولم أجد ما إشارة إلى ذلك.

فهل من مجيب لهذا السؤال؟؟

وجزاكم الله خيراً

ـ[متعلم]ــــــــ[21 Nov 2003, 10:03 م]ـ

بعد وضعي للسؤال وجدت فائدة جواباً للسؤال أحب يشاركني فيها الإخوة:

قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في رسالته للدكتوراة أهمية الجهاد قال في (ص 117):

ولكن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمراد به قتال الكفار لإعلاء كلة الله تعالى، ولا ينصرف إلى غير قتال الكفار إلا بقرينة تدل على المراد .. يقول ابن رشد (وجهاد السيف قتال المشركين على الدين فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهد الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون). - مقدمات ابن رشد 1\ 369 - أهـ

ونرجو من الأخوة المشاركة والإفادة ...

نحن بالانتظار ..

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Nov 2003, 06:16 ص]ـ

(مفهوم الجهاد بين التوسعة والتضييق) بقلم:الشيخ عبد الآخر حماد

جميل أن يتصدى أهل العلم والفضل لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وبيان المعنى الصحيح لبعض المصطلحات الشرعية التي ربما وقع اللبس في بعض أو كل معناها.

ومن أهم القضايا التي وقع فيه اللبس، واشتبك فيها الحق بالباطل في هذه العصور قضايا الجهاد وما يتعلق به: من حيث أسبابه وغايته والمقصود منه، وغير ذلك.

ومما لاحظناه في هذا المضمار تركيز بعض الفضلاء على التوسع في مفهوم الجهاد، بحيث لا ينحصر في معنى القتال بل يتعداه إلى كل جهد يبذله الإنسان من أجل تحقيق مرضاة الله، فيدخل فيه جهاد النفس والهوى وجهاد الشيطان، وغير ذلك؛ حتى صار البعض يرى أن قصر مفهوم الجهاد على المعنى القتالي خطأ كبير في فهم القرآن والسنة.

ولست أشك في أن معنى الجهاد قد يتسع ليشمل ميادين أرحب بكثير من ميدان الطعن والنزال؛ وذلك لوجود بعض النصوص التي تطلق على غير القتال اسم الجهاد، لكني أرجو أن لا ينسينا ذلك حقيقة أن الجهاد في الاصطلاح الشرعي يقصد به القتال من أجل إعلاء كلمة الله، وأن ما عداه من ألوان بذل الجهد والمشقة إنما يدخل تبعاً في معنى الجهاد من باب التوسعة أو لمشابهتها للجهاد.

وذلك أنا وجدنا النصوص الشرعية في مجملها تدل على أن مصطلح الجهاد إذا أطلق فإنما يقصد به المعنى القتالي:

فمن ذلك قوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين *الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون) [التوبة 19 - 20]،فالجهاد لم يقصد به هنا إلا المعنى القتالي، ويوضح ذلك ما جاء في سبب نزول هذه الآية من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: (كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صَلَّيْت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه، فأنزل الله عز وجل (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) الآية إلى آخرها (1).

فهذا يدل على أنهم لم يفهموا من الجهاد إلا معناه القتالي بدليل أنهم جعلوه في مقابلة أمور أخرى قد تدخل في الجهاد بمعناه العام مثل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، وقد جاء النص القرآني مقراً لهم على هذا الفهم، ولم يقل لهم إن كل هذا الذي ذكرتموه داخل في معنى الجهاد، ثم بين لهم أفضلية الجهاد أي القتال في سبيل الله على غيره من الأعمال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير