تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل يفسر القرآن من لايحفظ القرآن؟ (نادرة)]

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[24 Dec 2003, 02:15 م]ـ

[هل يفسر القرآن من لايحفظ القرآن؟ (نادرة)]

قال زكريا بن أبي زائدة: كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بإذنه فيهزها، ويقول: ويلك تفسر القرآن وأنت لا تحفظ القرآن!.

أخرجها العقيلي في (الضعفاء) 1/ 165، وأوردها الذهبي في (الميزان) 2/ 3، وابن حجر في (تهذيب التهذيب) 1/ 364.

·وكان مسروق بن الأجدع يقول: "اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله عز وجل" أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" ص377.

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Dec 2003, 11:39 م]ـ

فضيلة الشيخ المفيد أبا عبدالعزيز:

إنها نادرة من النوادر حقاً، لكن المصادر التي ذكرتها جعلتها في النفس حسيكة من ثبوتها، فهل صح سندها؟

أم أن فضيلتكم لا يرى أهمية لثبوت هذه القصة سنداً؟

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[27 Dec 2003, 09:10 م]ـ

أخي الكريم الشيخ / عمر المقبل حفظه الله

لعله من تواضعكم أن تطرحوا هذا السؤال، وماالمسؤول عنه بأعلم من السائل.

مثل هذه الحكايات لايشدد في أسانيدها كما لايخفى،لأنه لايبنى عليها عقيدة أو حكم، وإنما يعتبر بما فيها.

وقد صح سندها، وإليك البيان:

قال العقيلي: حدثنا أحمد بن على قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا ابن إدريس عن زكريا بن أبي زائدة قال: كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بأذنه فيهزها ويقول: .. فذكره.وله عنده طرق أخرى.

أحمد بن على هو الأبار، ثقة حافظ وثقه الدارقطني والخطيب، وأبو سعيد الأشج هو:عبدالله بن سعيد الكوفي،ثقة أخرج حديثه الجماعة، وابن إدريس هو: عبدالله بن إدريس الكوفي، ثقة فقيه أخرج حديثه الجماعة، وزكريا ثقة أخرج حديثه الجماعة أيضا.

فهذا خبر رجاله ثقات صرح كل منهم بالتحديث عن شيخه سوى ابن إدريس، ولم يذكر في ترجمته في (تهذيب الكمال) أنه يروي عن زكريا، كما لم يذكر في ترجمة زكريا أنه يروي عنه ابن إدريس، وبالنظر في التواريخ وجدت زكريا بن أبي زائدة توفي سنة 148 هـ، وولد ابن إدريس سنة 120هـ وهو ثقة لم يذكر بالتدليس.

ثم وجدت الحكاية مخرجة عند ابن عدي في (الكامل) 2/ 70 قال:" ثنا عبد الملك عن عباس عن يحيى عن ابن إدريس سمعت زكريا بن أبي زائدة يقول: كنت أرى الشعبي يمر بأبي صالح صاحب التفسير .. " فذكر الحكاية بنحوها.

فقد صرح ابن إدريس بالسماع هنا.

وماذكرته من الحسيكة يندفع إذا علمت أنها مذكورة في ترجمة أبي صالح باذام الذي وقعت عليه القصة.

والله أعلم

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 Dec 2003, 11:32 م]ـ

(مثل هذه الحكايات لايشدد في أسانيدها كما لايخفى،لأنه لايبنى عليها عقيدة أو حكم، وإنما يعتبر بما فيها)

صدقتم، ولكن إيرادكم لهذا الخبر بصيغة السؤال، هو الذي جعلني أسأل، ففهمت ـ وقد أكون أخطأت ـ أنكم ذكرتم ذلك على سبيل الاحتجاج بالقصة.

عموماً ... لكم سبق الفضل بالإفادة أبا عبدالعزيز.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Dec 2003, 02:01 م]ـ

الأخوان الفاضلان، السلام عليكم

هذه النادرة قد رواها الطبري في مقدمة تفسيره (ط: دار هجر / 1: 86)، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، قال حدثنا زكريا، قال: كان الشعبي يمر بأبي صالح ... الأثر.

وقد ذكر المحققون بأن الفسوي (المعرفة والتاريخ) قد أخرجه من طريقين عن الشعبي أحدهما من طريق ابن إدريس (2: 218)، والطريق الآخر في (2: 685).

وقد أشار ابن عرفة (ت: 803) في رواية الأبي عنه في التفسير، قال: ((والمفسر من شروطه حفظ القرآن كله؛ لأن المفسر إذا استحضر آية لا يحل له أن يفسرها لاحتمال أن يكون هنالك آية أخرى ناسخة لها أو مقيدة أو مخصصة أو مبينة، فلابد للمفسر من حفظ القرآن كله.

هذا .. ولا حاجة له بطلبه؛ لأن التفسير من قام به موجود في الكتب.

وأقل التفسير يحتاج المشاركة في العلوم المشترَطة في المفسر ليفهم ما ينقل، ونحن الآن ناقلون لا يلزمنا حفظ القرآن كله.

ولقد كان الفقيه أبو القاسم بن القصير مدرسًا بمدرسة ابن اللوز؛ يفسر القرآنفيها، وكان لا يحفظه، فأنكر عليه أبو الحسن علي العبيدلي، وقال له: لا يحل لك التفسير حتى تحفظ القرآن كله.فأخذ ذلك منه بالقبول، وأقبل على درس القرآن حتى حفظه.

فقيل لابن عرفة: كيف يشترط حفظ القرآن في هذا، وهو ناقل للتفسير فقط، وإنما يشترط ذلك في المنقول عنه؟

فقال: ألا ترى أنا لا نجيز الفتوى والتدريس لمن ينظر في مسألة واحدة في الكتب حتى يشخص جميع مسائل الكتب كلها، إذ قد يكون بعضها مقيدًا لبعض، فكذلك هذا. فلعل مفسرًا آخر يستحضر آية تقيدها، أو نحو ذلك، فتحصل من هذا أن فرض الكفاية باعتبار أصل التفسير قد ارتفع قبل أن يقع بقيام البعض به، وفرض الكفاية باعتبار نقل التفسير لم يزل باقيًا ... )) تفسير الإمام ابن عرفة برواية الأبي (1: 61 ـ 62)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير